الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديكورات الخشبية تضفي القوة والدفء

الديكورات الخشبية تضفي القوة والدفء
15 نوفمبر 2010 20:37
إلى زمن مضى كان الدهان هو العنصر الوحيد في عملية تغطية الجدران الداخلية، إلا أنه، وبفضل الصناعة الحديثة التي سمحت بتطويع الكثير من المواد لتكون جزءاً حيوياً في الديكور الداخلي، صار يمكن لعملية تكسية الجدران والحوائط الداخلية أن تعتمد على الخامات الأكثر تعقيدا ومتانة، وأصبحت الخيارات متعددة أمام المصممين في انتقاء ما يلائم أفكارهم لتحويل فراغات المنزل إلى تحفة فنية تنطق بمفهوم جمالي متوازن في كافة أبعادها، ومتناغمة مع روح المكان ونمطه. من جملة هذه العناصر نجد الأخشاب، التي صار لها حيزاًأساسياً في تشكيل الكثير من تفاصيل الإنشاءات الداخلية لتمنحها إيقاعاً من المتانة والقوة إلى جانب إيحاء بدفء المكان وحميميته. حول هذا النمط من الديكور الذي خلق فخامة مكسوة بالدفء، نلتقي بالمهندس بشار حسن المهرجي من المتخصص في الديكور، حيث يرى أن تلبيس الجدران بالأخشاب هي من عمليات التصميم الداخلي التي تمنح المكان إيقاعاً جمالياً وفخامة ورقياً، حيث ساهم هذا الفن الجمالي وبشكل كبير في إكساب الجدران ملمسا ناعما وعزلة جيدة. مكانة عالية يضيف المهرجي: إن مواد التكسية والتلبيس كثيرة في أعمال الموبيليات والديكورات الداخلية؛ لأنها تعطي أسطحا جميلة وجذابة ومتينة، إضافة إلى كونها سهلة التنظيف. ويعتبر الخشب من أقدم مواد البناء التي عرفها الإنسان عبر العصور المختلفة، ويحتل الآن مكانة عالية في الصناعة، ويرجع ذلك إلى الخواص التي يتمتع بها لجهة قوة الاحتمال الكبيرة والمنتظمة، وخاصة إذا استخدمت القطع الخشبية باتجاه الألياف، لذلك فهو يستخدم في الكثير من الأعمال الإنشائية والديكورات الداخلية والخارجية، كما أنه سهل التصنيع وقابل للتشكيل والصقل، إضافة إلى كونه مقاوماً للحرارة والصوت، الأمر الذي دفع بالخشب نحو ميادين العزل الحراري والصوتي. ولو فتحنا بوابة الماضي لوجدنا أنه منذ القرون الوسطى وحتى القرن الثامن عشر الميلادي كان استعمال الخشب محصوراً في البناء، حيث كانت المنازل والحجرات تبنى من الخشب بشكل كامل، ولم تزدهر الديكورات الخشبية وتدخل في شتى الاستخدامات والأماكن إلا في العصر الحديث. ولم يعرف الخشب أي نوع من الطلاء إلا مؤخراً، حيث كان يكتفي بلونه الأصلي وبتلميعه، ودخل طلاء الخشب طوراً جديداً مع تطور الديكورات الخشبية، التي تعبر عن الراحة والدفء في المنزل العصري، حيث تسجل حضوراً مميزاً في بناء الهندسة الداخلية للمنزل، وتعطي أناقة مختلفة للديكورات المكونة لبعض أجزاء المنزل، كدخولها في تصميم إطارات المداخل، وبناء الأعمدة المزخرفة والمزدانة بنقوش مختلفة الألوان، وفي صناعة ديكور المرايا في الحمام في الصالون. وعلى الرغم من اختفاء المنازل المبنية من الخشب في العصر الحديث، إلا أن الديكور الخشبي يبقى حاضراً في الأجزاء الداخلية، حيث تسمح طبيعته القابلة للتحول والتغيير وذلك بالتناسق والانسجام مع الإكسسوارات والإنارة في تشكيل الديكورات الداخلية للمنزل. أرضيات وجدران يضيف المهرجي قائلا: تعتبر الأرضية المصنوعة من الخشب الصلب من أكثر أنواع الأرضيات المركبة انتشاراً منذ زمن بعيد، فهي تشيع الدفء، وتوحي بالجمال مع فرش من السجاد العجمي، ويمكن إعداد الأرضيات الخشبية من الخشب الصلب أو من الخشب الأملس، على أن خشب السنديان الأحمر والأبيض هو أكثر الأنواع استخداماً في تركيب الأرضيات، ولكل نوع من أنواع الخشب مجموعة معينة من الألوان والنقوش المحببة فضلاً عن تركيبته وكثافته. وعن مزايا استخدام الخشب في الأرضيات، فإن للخشب مرونة طبيعية، لذا يعتبر السير فوقه مريحاً، كما أنه مادة عازلة طبيعية. وتتوافر الأرضيات الخشبية الصلبة في أنواع منها القطع الطويلة الضيقة والكتل الخشبية، وتعتبر القطع الخشبية الطويلة و الضيقة النوع الأكثر شيوعاً من أصناف الأرضيات ذات الخشب الطويل الضيق. ويضيف: هناك عدة تصاميم في عملية تلبيس الجدران منها ما تلبس بطريقة عمودية، حيث يتم حصر الألواح المطلوبة للتصميم وفق قياس مساحة المكان من حيث الطول والعرض ومن ثم يتم تحديد الأماكن غير المستوية في الجدار كالمقعرة والمحدبة وبعض العيوب الأخرى والعمل على معالجتها، مع مراعاة فتحات النوافذ والأبواب في الجدار وتكون الألواح الخشبية عبارة عن شرائح وفقا لتصميم ومساحة الجدار، بعد أن يتم تركيب هذه الأخشاب، يتم صنفرة الشرائح الخشبية وتنعم ثم تدهن بالسيلر واللاكر الشفاف، وذلك لإبراز الألياف الخشبية؛ لأنها تعطي جمالا وقيمة، خاصة إذا كانت الشرائح الخشبية من الصلد وود، وممكن أن يلبس الجدران بطريقة أفقية، وأيضا الطريقة المائلة وغالبا ما تكون على زاوية 45 درجة. أنواع وأصناف بالانتقال إلى أنواع الخشب، يوضح المهرجي قائلا: تتنوع الأخشاب باختلاف الأشجار، فمنها الأخشاب اللينة، وهي السوفت وود مثل الخشب الأبيض والصنوبر الأصفر، وهذا الخشب شائع استخدامه في أعمال الديكور والأثاث ويتميز هذا الخشب بالليونة وكثرة العقد الموجودة به. والنوع الآخر هو الأخشاب الصلبة وهي كثيرة كالبلوط والمهاجوني والتيك والزان الذي عادة ما يجمع بين الليونة والصلادة، ويكثر استخدامه في الأثاث والديكور وعملية التشكيل والزخرفة، أما الأخشاب الأخرى كالماهوجني والبلوط، فهي تستخدم في صناعة الأثاث الفاخر والنفيس من خلال أخذ قشرتها لتلبيسها على مسطحات المفروشات المختلفة. وكثيرا ما نسمع كلمة خشب زان حين نرتاد محلات التأثيث ونسأل عن نوع الخشب المستخدم، فيكون الجواب هذا خشب زان، وبالواقع إن كل الأثاث المستورد لا يكون بالعادة خشب زان، وإنما خشب الزان يستخدم في تصنيع الأثاث المحلي، وهو أنواع منها الزان التركي والزان الأميركي والزان الروسي والزان الروماني الذي يعد أفضل أنواع الزان، خصوصا لو كان مجففا ويستخدم خشب الزان في الأثاث المحفور محليا، أي الكلاسيك وفي صناعة الأبواب والمكاتب. أما الماهوجني الذي يشبه إلى حد كبير خشب الزان، فهو يختلف عنه من حيث اللون والصلابة والمقاومة، ولهذا الخشب لون مائل إلى الأحمر، حيث يستخدم في صناعة الأثاث المحفور وفي صناعة الأبواب والنوافذ الخشبية، وفي كرانيش الأبواب أيضا، ويكون مصدره أميركا وأفريقيا، والماهوجني الأفريقي يكون أفضل بالعادة خصوصا بالنسبة لدول الخليج العربي؛ نظراً لمقاومته درجات الحرارة العالية، أما السنديان والمرنتي فمصدرهما أمريكا وأفريقيا، جمالية السويدي ويأتي خشب الصنوبر من غابات كارولينا الشمالية، وهو يدخل في تصنيع الكنب الأميركي الأصلي وليس الصيني أو الماليزي، كما أن جودة هذا الخشب عالية جدا، وهناك أيضا خشب الواو وعادة ما يكون مصدره الصين وإندونيسيا، وهو من الأخشاب الطبيعية السيئة؛ نظرا لضعف مقاومته وتعرضه للتعفن بشكل سريع يستكمل مهندس الديكور حديثه قائلا: يعتبر خشب السويد من الأخشاب الطبيعية الرخيصة، إلا أنه يتم استخدامه بشكل كبير في البناء الداخلي والخارجي، وذلك لجمالية هذا الخشب من حيث تشكيلات عروقه، فهو يعطي التشكيل الطبيعي للخشب، ويستخدم أيضا في صناعة الأثاث والأبواب، وليس من أثاث يصنع من هذا الخشب، وعادة ما يصنع الكنب الأميركي من هذا الخشب وليس الكلاسيك؛ لصعوبة الحفر عليه؛ نظرا لهشاشته، ومصدر هذا الخشب ثلاث دول هي روسيا والسويد وتركيا. ومن أهم الأخشاب المصنعة التي تستخدم في تلبيس الجدر ألواح الفانير واللاتية المضغوط، والمازونيت وتستخدم في التلبيس بسبب طولها وعرضها وسهولة تشطيبها ودهانها وصقلها بالخامات المختلفة، كذلك فإن ألواح المازونيت لا تحتاج إلى تشطيب، حيث إنها تصنع بوجه أملس ومزخرف برسومات وخطوط مختلفة غائرة على سطحها، أو تصنع بتعاريق سطحية خشبية وبألوان متعددة، خشب الأوكال أي المضغوط، وهو عبارة عن مسطحات مصنعة مختلفة من الأخشاب والنجارة، ويتم تنظيفها وطحنها معا بدرجات مختلفة من الخشونة والنعومة وتستخدم في قطع الأثاث وأعمال الديكور المختلفة. يوضح المهرجي: كثيرا ما نتردد ونرتاب حين نسمع كلمة mdf في احد محال بيع الأثاث؛ نظرا لأنه عبارة عن نشارة خشب طبيعي ومواد كيماوية كبست بمكابس حرارية لتعطينا شكل اللوح، إلا أن الفكرة المأخوذة عن هذا الخشب الصناعي ربما تكون خاطئة نوعا ما، فهذا الخشب مهم جدا ولا يمكن الاستغناء عنه أبدا، وهناك أنواع منه تكون معالجة بطريقة صحيحة ضد الرطوبة والحرارة لدرجة أن سعره قد يفوق أحيانا سعر الخشب الطبيعي، ولكن هناك أيضا أنواع تكون تجارية وذات نوعية سيئة،وقد ينتابنا لوهلة إحساس بأننا أمام خشب طبيعي، لكنه يمكن ألا يكون كذلك، فهو قد يكون خشب mdf ملبساً قشرة خشب طبيعي، وهناك خشب اللتيه ويكون نفس خشب الـ mdf من حيث الاستخدام، إلا أنه ليس صناعيا مئة بالمئة، إنما هو عبارة عن شرائح خشب طبيعي تم تغليفها بقشرة وكبسها بمكابس حرارية. ونجد أن افضل أنواع الأخشاب السابقة هو الخشب الماليزي والإندونيسي ولا ينصح بالأنواع الأخرى. أخطاء شائعة يتابع محدثنا قائلا: تتم عملية تلبيس الحوائط الداخلية بكامل الجدار أو الأجزاء السفلية أو العلوية منها. كما يتم إدخال هذا العنصر الجمالي، وهو الخشب في تزيين الأسقف أو عمل حوائط جدارية لفصل أجزاء المكان عن بعضها بعضاً بطريقة جمالية وفنية، ونجد أن أبرز ما يميز هذا العنصر الجمالي المتمثل في تلبيس الجدران والديكورات الداخلية أنه ينسجم مع كلا النمطين من التصميم الكلاسيكي والحديث، كما أصبحت فراغات المنزل لا تسير على وتيرة واحدة وإنما أصبح الأفراد ينتقلون من الكلاسيك إلى الحداثة والعكس، فنجد غرفة الجلوس محبوكة بالكلاسيك، في حين أن غرف الأطفال أو النوم عصرية التفاصيل، فالأخشاب دورها لا ينحصر في نمط معين من الديكور، حيث يمكن تفاصيل بسيطة في ديكورات الأخشاب أن تأخذنا إلى عالم الكلاسيك من خلال الخطوط والنقوش التي تطعم به، في حين نجد النظام الحديث يغلب عليه روح الأشكال الهندسية والسادة والخالية من النقوش، حتي نقف معها على بوابة الحداثة. ولا حدود لاستعمالات الخشب لدى المصممين، فهو يستعين بالخشب في تصميم كل أروقة البيت ابتداء من الحديقة والبوابة الرئيسية للبيت، وصولاً إلى صالات الاستقبال والمجالس وغرف النوم والحمامات والمطبخ و الأبواب والنوافذ وذلك لسهولة التعامل معه وإمكانية دخوله ودمجه مع أي خامات أخرى مجمودة في ثنايا المنزل كديكور الحجري أو المعدني أو الجلدي أو حتى زجاجي وفي أي من الأماكن السابقة، ويرجع ذلك أيضأ لسهولة التعامل مع هذا العنصر وإمكانية تلوين الخشب، فدائماً ما نجد المصمم يختار ألوان الديكورات الخشبية والمفروشات الخشبية بحسب طابع المكان، وبحسب المواد والإكسسوارات الأخرى المضافة للديكور. سهولة العناية يشير المهرجي إلى أن الاعتناء بأي ديكور أو قطعة أثاث خشبية سهل للغاية، فكل ما هنالك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار المكان الذي ستوجد فيه هذه القطعة الخشبية قبل صبغها، حيث نختار نوع أصباغ مناسباً لهذا المكان، فعلى سبيل المثال لو أردنا تركيب باب خارجي للبيت من الخشب علينا استخدام أصباغ خشبية خارجية لعزله حمايته من عوامل الجو القاسية و خصوصا في منطقة الخليج العربي المعروفة بارتفاع درجات حرارتها ونسبة الرطوبة فيها وهذه الأصباغ متوفرة. و لو أردنا تركيب أرضيات باركيه فعلينا مراعاة أنه لا يوجد تسريب ماء في الأماكن التي سيتم فيها تركيب الباركيه. ومن الضروري التنويه بموضوع النظافة، فهي ضرورية لحماية هذه الأسطح المصبوغة من الخدوش التي تؤدي إلى فقدان طبقة الأصباغ ميزة الحماية، حيث إنها تغلف الخشب بشكل كامل و تعزله عن العوامل الخارجية التي قد تفتك به. منظومة الأشكال والألوان يقول المهرجي: إن عملية تحديد توزيع الأخشاب و الديكورات الخشبية في المنزل ترجع إلى نمط التصميم هل هو كلاسيكي أو حديث، و في كلا الحالتين هناك تنوع في الأفكار، فلو أخذنا على سبيل المثال منزلاً بديكور شرقي يفضل أن يكون الباب ذا طراز شرقي، و غالباً ما يكون من الخشب المطعم بالنحاس والمتميز بزخارفه الشرقية الغنية. ونضع ستارة ذات نقوش و ألوان شرقية أو خزانة من الخشب المحفور بطراز شرقي وأمامها ترتب جرار أو فخاريات بأحجام مختلفة ذات نقوش إسلامية و جوارها توضع وسائد منثورة بشكل جميل وبينهما طاولة خشبية شرقية الطراز ويرتب عليها مبخرة للعطور الشرقية وقوارير عطور زجاجية، أما الإضاءة فتكون خافتة، وغالباً عبارة عن فانوس من النحاس شرقي الطراز. حتى تكتمل بذلك المنظومة في نمط الديكور الداخلي. وعند الاستعانة بالديكورات الخشبية في التصميم يجب مراعاة النمط في التصميم لتكون التفاصيل من روح واحدة ومتناغمة مع بعضها البعض، بمعنى أنه لا يمكننا تصميم بوابة كلاسيكية واختيار مقبض من التصاميم الحديثة لهذه البوابة، بل يجب أن يتماشى اختيار الإكسسوارات الإضافية مع نمط الديكور للمكان، وهذا المبدأ يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند إضافة المفروشات والستائر وتركيب الإنارة وحتى التحف واللوحات الفنية المراد إضافتها للمكان، ويعتبر الخشب أيضا رائجا جدا في غرف النوم، لأنه يضفي إحساسا من الدفء و الراحة والجو الرومانسي فيها، ومن أكثر المواد التي يعشقها العرب في الديكورات، وخصوصا الديكورات المغربية والدمشقية، أما في دول الخليج، فإن توزيع الخشب في الأثاث يكاد يطغى على كل البيوت والمنازل، وخصوصا في غرف الضيوف والمجالس النسائية وغرف النوم وغرف المكتب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©