الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعة السهلي: خضت امتحاناً في الوحل !

جمعة السهلي: خضت امتحاناً في الوحل !
6 يناير 2008 00:38
في جعبته خمسة أفلام وجائزة وشهادة تقدير وجملة مشاركات سينمائية محلية وخارجية··· عمره قد لا يزيد عن ربع قرن، لكنه أنجز ذلك في غضون سنوات لا يتجاوز عددها أصابع الكف·· هذا ليس كل شيء لدى المخرج الإماراتي جمعة السهلي! فلديه مواهب متعددة تندرج كلها في إطار الفن السابع، وتطلعات يسعى إلى تحقيقها· اتجه السهلي عام 2000 لدراسة الإعلام متطلعاً إلى عالم الإخراج، فقدم في سنته الجامعية الأولى، فيلمه التسجيلي الأول ''عين غموض'' ثم أنجز فكرة فيلم مصغر، أشبه بكليب، وقام بإتمام عمليات التصوير والمونتاج والإخراج بنفسه· تناول خلاله فكرة التحوّل من التعلم في الكتاتيب إلى التعليم المدرسي والأكاديمي، بفضل جهود الوالد زايد -رحمه الله- وبلغت مساندة أسرته أوجها -كما يقول- حين تحوّلوا إلى ممثلين يؤدون أدوارهم في الفيلم· بعدها قام بإخراج أول فيلم روائي له بعنوان ''الوحل'' عن نص للكاتب سالم الحتاوي، يروي قصة شاب ينام في المقبرة· حاز الفيلم على إعجاب المشاهدين واختير لعرضه في مهرجان طهران الدولي، كما حاز جائزة أفضل تصوير في مسابقة ''أنا أحلم''· شكّل الفيلم انطلاقة حقيقية للسهلي، يقول: ''خضت امتحانا حقيقياً عبر فيلم الوحل لأن طاقم العمل والممثلين من المهنيين المحترفين، بينما كنت هاويا وأصغرهم سناً وتجربة، وعلى الرغم من قلقي ومخاوفي فإن حماسي لإنجاز فيلم مهم مكنني من إدارة الممثلين وتحريكهم بشكل أفادني وصقل تجربتي ودفع بها نحو الاحتراف''· ساهمت مسابقة ''أفلام من الإمارات'' التي شارك في دوراتها بالتعريف به كمخرج طموح متميز، فكان أن أخرج فيلم ''إنها زجاجة فارغة''عن نصٍ للكاتب سالم الحتاوي، ونال جائزة الإبداع الأولى للطلبة، حيث كان لا يزال حينها طالباً في الكلية· يقول السهلي عن الفيلم: ''إنه يطرح قضية إنسانية كبيرة تعاني منها كل مجتمعات العالم، لهذا اخترت الحوار باللغة الفصحى، وصوّرته بكاميرا ''ديجتال بيتاكام'' متطورة، وقد قدمت ''مجموعة أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية'' من خلال رئيستها هدى كانو، دعمها للفيلم، وتكفلت مع كليات التقنية العليا، ومجموعة ''البعد الرابع'' بالإنتاج''· انطلق بعدها السهلي إلى محطة أخرى فأخرج فيلم ''أسرار سارة'' عن نصٍ للكاتب يوسف إبراهيم، واتجه نحو وجوه خليجية لتلعب الأدوار الرئيسة، كالفنانة الكويتية يلدا، التي قامت بأداء دور سيدة جليسة بيتها تنشغل بأسباب وأسرار غياب زوجها عنها في مدينة أخرى! وقد سجّل عبر هذا الفيلم حضوراً جميلاً لفت الأنظار إلى موهبته بخاصة حين عُرض في مهرجان دبي السينمائي، وعلى قناة ''سما دبي· وفي أحد الأيام التقى السهلي مع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي الذي كان يزور أبوظبي، فأعجب الأخير برؤى السهلي الإخراجية وأثنى عليه، ووجهت له السفارة الفرنسية دعوة للمشاركة بفيلم تراثي في مهرجان ''الفولكلور العالمي'' فمثّل الإمارات التي تعدّ أول دولة خليجية تشارك في المهرجان، وقام بإخراج فيلم ''الطبول الإماراتية في الأحياء الفرنسية'' لفرقة الفنون الشعبية التي شاركت في المهرجان وقدّمت لوحات فنية تراثية· أثناء ذلك قام بعمليات مونتاج وتصوير وموسيقى لبعض الأفلام، كموسيقى فيلم ''الكابوس'' لزميله المخرج حمد الريامي· وقام بالتمثيل في فيلم ''بقايا تراب'' لزميله المخرج سعيد سالمين، وفيلم ''الغبة'' للمخرج أحمد زين، ولا يصنف مشاركاته كمهنة أو احتراف، يقول: ''مشاركتي كممثل وإن حازت إعجاب الأصدقاء والمتابعين، هي مجرد تجربة وتفعيل لروح التعاون، لأنني لا أجد نفسي إلاّ في الإخراج ''·مؤخراً قام السهلي بإخراج فيلم ''عودة أم الدويس'' برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وقامت قناة الشارقة بإنتاج الفيلم الذي شكّل له منعطفاً في تجربته السينمائية، ويوضح السبب بقوله: ''يعتبر الفيلم تجربة متكاملة، تحققت له سبل النجاح، من قصة جميلة تعتمد شخصية محبوبة -أم الدويس- من التراث الشعبي، تم إسقاطها على الواقع المحلي، إلى مشاركة أهم نجوم الدراما سميرة أحمد و د·حبيب غلوم، وعُرض على قناة الشارقة في شهر رمضان، إضافة إلى أن مدة زمن الفيلم بلغت 45 دقيقة، وهي بالقياس مع مدة زمن أفلامي السابقة تُعدّ قفزة''· يطمح السهلي إلى تقديم فيلم يختزل رؤاه ويعبّر عن هاجسه السينمائي والإنساني، ويرى أن إشهار مسابقة ''أفلام من الإمارات'' وانطلاق مهرجانات سينمائية في الدولة، وأحدثها مهرجان الشرق الأوسط في أبوظبي، بعثت لدينا الآمال في إيجاد جمعية سينمائية تهتم بالسينمائيين المبدعين، وتوفير الدعم بطريقة ثابتة، ليقدموا أفلاماً تكرّس هوية السينما المحلية وتوجِد لها أرضية صلبة قادرة على المنافسة، وتحقيق أمنياتهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©