الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التقشف والحذر يسيطران على سوق انتقالات اللاعبين

19 أغسطس 2011 23:42
بعد سنوات طويلة اعتادت فيها كرة القدم الإسبانية على الإنفاق ببذخ في سوق انتقالات اللاعبين ومنحهم رواتب هائلة، سيطر التقشف والحذر على تعاملات الأندية الإسبانية في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي أسفرت عن معاناة معظم الأندية من الديون. واعتادت الأندية الإسبانية الإنفاق في السنوات الماضية بشكل يفوق إمكاناتها لمنح مشجعيها البهجة والقدرة على مشاهدة أبرز النجوم في صفوف أنديتهم. ولكن الديون التي تئن منها معظم الأندية كانت سبباً في حالة من الاعتدال بل والتقشف في سوق الانتقالات هذا الصيف. وأدركت معظم أندية الدرجة الأولى بالدوري الإسباني، أخيرا، حاجتها إلى تغيير طريقتها وسلوكياتها في سوق انتقالات اللاعبين. وحرصت هذه الأندية على البيع أكثر من إبرام صفقات جديدة. وعلقت إذاعة "ماركا" الإسبانية على ذلك بأن "الأمور تغيرت بالفعل في الكرة الإسبانية.. الأندية أصبحت أكثر حرصا عما اعتادت في الماضي". على سبيل المثال، اعتاد ريال مدريد أن ينفق أكثر من 100 مليون يورو في كل صيف لشراء مجموعة من النجوم العملاقة (جالاكتيكوس). ولكنه أنفق نحو 50 مليون يورو فقط هذا الصيف للتعاقد مع لاعبين يتسمون بالفعالية والاجتهاد أكثر من الشهرة والأسماء الرنانة. والحقيقة أن فلورنتينو بيريز رئيس النادي لم يتخلص بعد من إدمانه للتعاقد مع النجوم أصحاب الأسماء البراقة حيث سعى جاهدا للتعاقد مع المهاجم البرازيلي الشاب نيمار من نادي سانتوس ولكن محاولاته باءت بالفشل. ورغم ذلك، لم يكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حريصاً على جلب هذه الفئة من النجوم إلى صفوف فريقه وإنما سعى بدرجة أكبر لجلب لاعبين يتسمون بالفاعلية مثل نوري شاهين وحميد ألتينتوب. وللمرة الأولى في تاريخ النادي، يكون لريال مدريد مدرب يتميز بهذه الصلاحيات خاصة بعدما نجح مورينيو في الإطاحة بالأرجنتيني خورخي فالدانو من منصب مدير عام النادي وحصل من بيريز على كل الصلاحيات في إدارة الفريق. ويشهد تاريخ كرة القدم الإسبانية على قصر فترات المدربين مع أنديتهم حيث تتسم مسيرة كل مدرب مع فريقه بعدم الأمان نظرا للتغييرات العديدة للمدربين مع الكبوات التي تتعرض لها الفرق كما لا تمنح الأندية الإسبانية صلاحيات مطلقة لمدربيها في سوق الانتقالات سواء بالاستغناء عن لاعبين أو التعاقد مع آخرين. ورغم ذلك، بدأت هذه الأمور في الاتجاه للتغيير. ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى النجاح الذي حققه جوسيب جوارديولا مع فريق برشلونة في السنوات الثلاث الماضية بعد منحه صلاحيات كبيرة في إدارة شؤون الفريق. ويحرص مورينيو على فرض هيمنته على ريال مدريد ومحاكاة هذه السلطة المطلقة لجوارديولا في برشلونة ولذلك أطاح بفالدانو الذي كان أكبر العقبات في طريقه لتحقيق ذلك. ويتصدر جوارديولا جميع الاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي تجري في برشلونة. ورغم ذلك, يشعر ساندرو روسيل رئيس النادي بالسعادة لوجوده في مرتبة تالية لجوارديولا خاصة طالما واصل الفريق انتصاراته وحصده للألقاب. وطلب جوارديولا من روسيل الإنفاق ببذخ على صفقة التعاقد مع سيسك فابريجاس ليعيده إلى صفوف برشلونة بعد سنوات طويلة قضاها اللاعب في أرسنال الإنجليزي كما طالب جوارديولا بالتعاقد مع المهاجم الشيلي أليكسيس سانشيز وهو ما تم بالفعل. ورغم سياسة التقشف التي انتهجها جوارديولا في مواسمه الثلاثة السابقة مع برشلونة، أنفق المدرب المتألق 70 مليون يورو لضم اللاعبين ليكون كل منهما دعما رائعا لفريقه. ويحرص روسيل أيضا على تقليص حجم ديون برشلونة ولذلك لجأ لبيع كل من اللاعبين الشبان بويان كركيتش وجيفرين سواريز وأوريول روميو. والمثير للدهشة أن الفريق الآخر الذي نافس برشلونة على احتلال صدارة قائمة أكثر الأندية إنفاقا في سوق الانتقالات هذا الصيف هو ملقة الذي اعتاد أن يعاني من الديون وعدم الاستقرار في السنوات الماضية. واستفاد ملقة من أموال مالكه الجديد لينفق نحو 70 مليون يورو على تدعيم صفوفه باللاعبين رود فان نيستلروي ودييجو بونانوتي وناتشو مونريال وجيرمي تولالان وخواكين وسانتياجو كازورلا.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©