الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رب ضارة نافعة

21 ديسمبر 2017 01:04
اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره وعزم أمره وأعلن وبصورة واضحة لا لبس فيها أن القدس، بالنسبة لأميركا، هي عاصمة لإسرائيل وأنه سينقل سفارة بلاده إلى المدينة التي تحتلها إسرائيل منذ الخامس من يونيو، وليس بالمقدور تصور أن ترامب عندما أقدم على هذه الخطوة لم يكن يدرك أنها تمثل استفزازاً كبيراً للفلسطينيين والعرب وأيضاً للمسلمين، ولكن من الواضح أنه لم يكن يدرك أن مثل هذا القرار سيوحد المجتمع الدولي كله بكل أطيافه ضد الموقف الأميركي. ولعل ما صرحت به مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، بعد التصويت على مشروع القرار المصري الخاص بالقدس، ووافق عليه 14 عضواً من أعضاء مجلس الأمن وأوقف إمراره الفيتو الأميركي، من أن هذا مشروع القرار يمثل إهانة للولايات المتحدة ما هو إلا اعتراف واضح من جانب واشنطن أنها لم تكن تدرك إلى أي مدى سيتوحد العالم ضد هذا القرار الأحادي الذي يعني أن من لا يملك، وهي الولايات المتحدة، يعطي لمن لا يستحق، وهي إسرائيل، القدس كهدية دون مقابل على حساب المالك الحقيقي والشرعي باعتراف العالم أجمع وهم الفلسطينيون. إن قرار ترامب برغم مرارته وعدم شرعيته واعتباره الاستفزاز الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية ولا يعادله سوى وعد بلفور منذ مائة عام، فقد أعاد الحياة مرة أخرى للقضية الفلسطينية التي كادت تتراجع أهميتها في العالم من جراء العنف والإرهاب وزعزعة الاستقرار التي تعاني منها المنطقة والعالم، فشكراً ترامب أحييت القضية الأقدم ووحدت العالم خلف فلسطين والقضية الفلسطينية، ورب ضارة نافعة. كريم حسن - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©