السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصاد والدبلوماسية يمتزجان في زيارة شيراك للصين

25 أكتوبر 2006 23:45
بكين - رويترز: وصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس على رأس وفد من قطاع الاعمال الى الصين على امل الحصول على نصيب أكبر في رابع أكبر اقتصاد في العالم خلال زيارة رسمية تستمر اربعة ايام يخيم عليها الازمة النووية الكورية، ويريد شيراك الذي وصل ربما في آخر رحلة خارجية رئيسية يقوم بها خلال رئاسته الاستفادة من العلاقات التي سادها الدفء المستمر على مدى عقد وتوقيع عدد من الصفقات تشمل مبيعات معدات سكك حديدية وتحقيق انفراجات بشأن المصارف والطاقة· وقال دبلوماسي بارز قبل الزيارة ''الصينيون يحبون شيراك·· انه رئيس الدولة الغربية الوحيد الذي راهن على الصين سياسيا واقتصاديا''·· ورغم ان نحو 30 شخصية بارزة في مجالات المصارف والطاقة والصناعة يرافقون الرئيس فقد قلل مسؤولون فرنسيون من احتمال ابرام صفقات ضخمة وسط منافسة اميركية شرسة على عدة عقود كبيرة· وقال دبلوماسيون فرنسيون انه في المحادثات مع الرئيس الصيني هو جين تاو سيؤكد شيراك على أهمية الوحدة الدولية في تحركات الامم المتحدة لفرض عقوبات على بيونجيانج لاجراء تجربة نووية لتجنب ارسال اشارة ضارة الى ايران بشأن طموحاتها النووية وتخشى بكين من ان العقوبات المفرطة يمكن ان تعرض كوريا الشمالية للانهيار وخلق موجات من اللاجئين فيما يعطل استقرار المنطقة· ويتوقع ان تشمل المحادثات بين شيراك والقيادة في بكين قلق الغرب بشأن القيود على وسائل الاعلام الاجنبية في الصين وقلق الصين بشأن حظر صادرات الاسلحة من الاتحاد الاوروبي، وقال مسؤولون ان شيراك يزمع اثارة قضايا حقوق الانسان واعتراضات الغرب على السجل العام للحريات في الصين، ويتوقع ان يوقع البلدان ما يصل الى 18 اتفاقية رسمية خلال رابع زيارة يقوم بها شيراك الى الصين· ووصف جيروم بونافون المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس جاك شيراك الى الصين اليوم والتي تستمر حتى غداً الجمعة بأنها بالغة الأهمية، وقال بونافون إن الهدف منها هو تطوير شركات استراتيجية بين فرنسا والصين في جميع القطاعات والمجالات·· مؤكدا ان مكانة فرنسا في العالم مستقبلا تتوقف على مدى قدرتها ونجاحها في اقامة علاقة قوية مع الصين، تلك الدولة الصاعدة بقوة وسرعة اقتصادياً وسياسياً والتي اصبحت تتمتع بنفوذ وثقل متناميين ومطردين على الصعيد العالمي· وأشار بونافون الى أن زيارة الرئيس شيراك الى الصين هي الزيارة الرابعة له الى هذا البلد، فقد سبق له ان قام بزيارتين رسميتين في عام 1997 و،2000 ثم بزيارة عام ··2004 ويجري الرئيس شيراك مباحثات مع الرئيس الصيني ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعدد من كبار المسؤولين، ويرافق الرئيس شيراك في زيارته خمسة من الوزراء، وهم الخارجية، والاقتصاد والمالية، والنقل والتجهيزات، والثقافة، والتجارة الخارجية، بالاضافة الى عدد من البرلمانيين اعضاء جمعيتي ''الصداقة الصينية- الفرنسية'' في مجلسي النواب والشيوخ الى جانب 30 من رؤساء الشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة وعشرشخصيات ثقافية وعلمية· وتحدث بونافون عن الشق الاقتصادى للزيارة فوصفه بانه بالغ الاهمية حيث يسعى الجانبان الى اقامة تعاون استراتيجي بينهما في عدة مجالات جديدة مثل البنوك والتأمين والزراعة والبيئة والاتصالات السلكية واللاسلكية بالاضافة الى مجالات الثقافة والصحة الى جانب مجالات التعاون السابقة بين البلدين في قطاعات الصناعات الجوية والطاقة النووية والسكك الحديدية· وقال بونافون انه ستجرى مناقشات حول توقيع عقود لشراء قطارات فائقة السرعة وفي القطاعات المالية والاقتصادية خاصة وان الصين من اكبر الدول تحقيقا لمعدلات النمو في العالم (اكثر من 10%) وانها المصدر الثاني في العالم والمستورد الثاني ايضا مما يزيد من اهميتها بالنسبة لفرنسا التي تسعى للوجود في الصين هذا الاطار، والتي ترى ان تقدمها الاقتصادي لا يمكن ان يتحقق بعيدا عن القوى الصاعدة مثل الصين· ومضى بونافون قائلا ان فرنسا تسعى بشكل خاص الى مضاعفة عدد الشركات الفرنسية المتوسطة والصغيرة التي تستثمر في الصين بحيث يضمن ذلك شراكة استراتيجية اقتصادية معها على المدى الطويل الى جانب استثمارات الشركات الكبرى وعلى رأسها ايرباص والستوم مع تعريف الصين بما تستطيع فرنسا ان تقدمه لها في شتى المجالات وتعرف الشركات الفرنسية إلى احتياجات هذا البلد العملاق· وفيما يتعلق بالشق السياسي قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية انه سيتطرق بالطبع الى قضايا الساعة على الساحة الدولية·· خاصة وقد بدأت الصين تلقي بثقلها في افريقيا وتلعب دورا اكبر على الصعيد الدولي، وتشارك في حل الازمات، بل انها بدأت تساهم بقوات في اطار القوات الدولية مثلما يحدث الآن في لبنان، ومن خلال منظمة الامم المتحدة مثل موافقتها على القرار 1718 لمجلس الامن بشأن كوريا الشمالية، ومن خلال مجموعة 3+3 التي تسعى لحل الازمة الايرانية· وأكد المتحدث أن الرئيس شيراك يسعى الى اقناع الصين بزيادة دورها على الصعيد العالمي والى تدعيم العلاقة معها حماية للسلام والاستقرار في العالم، وقال إن الرئيس الفرنسي سيتطرق خلال زيارته الى الصين الى مناقشة حقوق الانسان والديمقراطية مع الرئيس الصيني ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، كما انه سيناقش كذلك مشكلات البيئة والتعاون من اجل التوصل إلى آليات للتنمية النظيفة من خلال مشروعات مشتركة· وبالاضافة الى ما سبق تتضمن الزيارة شقاً ثقافياً حيث يزور الرئيس الفرنسي عدة مواقع اثرية ويزور متحفا للاثار، وصرح المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية بأن اعلانا مشتركا سيصدر في ختام الزيارة يحدد افاق تنمية شراكة استراتيجية بين البلدين، ويؤكد ضرورة تقويتها على المدى الطويل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©