الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المنطقة الغربية.. لمحات من العراقة تتماهى بين طبيعتين

المنطقة الغربية.. لمحات من العراقة تتماهى بين طبيعتين
16 أغسطس 2013 23:51
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) - ما بين صحراء الربع الخالي وأمواج شاطئ المرفأ، تتناغم الرمال والتلال الصحراوية مع السواحل والشواطئ لتشكل تناسقاً جذاباً بين اللونين الأزرق والأصفر وترسم صورة تبعث في النفوس الهدوء والطمأنينة. هناك، تحكي قلاع وحصون مدينة ليوا لزائريها عن حقبات هامة من تاريخ الإمارات، وتهمس للزائر بأسرار الحياة وعذاباتها وشجونها، وتتماهى مع فنادق ضخمة ومنتجعات راقية زاوجت بينها إرادة قوية استقطبت سياح العالم. يستحوذ الجزء الغربي من إمارة أبوظبي، على جزء هام من التاريخ، تماماً كما استحوذ على جهود لافتة لتحويله إلى قبلة عالمية للحداثة ووجهة سياحية من أرقى الطرز يتسابق في التردد عليها السياح من جميع أنحاء العالم. توثّق عراقة وأصالة المنطقة مجموعةٌ من الحصون القديمة التي توفر بجمالها لمحات من تاريخ عريق ومثير وسط مشاهد صحراوية مذهلة. ويوضح عبيد خلفان المزروعي مدير التسويق والترويج السياحي بـ”مجلس تنمية الغربية” أن المنطقة تقع في الجزء الغربي لإمارة أبوظبي، وتمثل 60 في المائة من مساحتها الكلية، لتشكل باتساعها الجزء الأكبر من مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويضيف: تضم “الغربية” العديد من المدن والقرى والجزر المتباعدة فيما بينها؛ فمنها ما يقع في قلب الصحراء مثل مدينة زايد، وليوا، وغياثي، ومنها ما يُطل على شاطئ الخليج العربي، مثل المرفأ، والرويس، والسلع، إضافة إلى الجزر، ومنها جزيرة صير بني ياس التي جعل منها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد محمية طبيعية وواحة خضراء تنبض بالحياة، لتكون وجهة سياحية للعديد من الوُفود السياحية من داخل الدولة وخارجها. يؤكد المزروعي أن المنطقة الغربية الآن لم تعد تقتصر على السياحة المحلية، بل أصبحت وبفضل اهتمام القيادة الرشيدة مقصداً ووجهة سياحية من أرقى الطرز يتسابق في التردد عليها السياح من جميع أنحاء العالم للتعرف إلى تاريخ الغربية الذي يمتد إلى مئات السنين. عرفت المنطقة بالكثير من القلاع والحصون الأكثر شهرة، كما يؤكد المزروعي، منها: الحصون التاريخية ظفير، وموقب، والطرق، وخنّور، وقطوف، والميل، والعد، واليبانه، وبرج المارية الغربية، والهيلة، ومزيرعة. اليوم، أصبحت بعض مناطق “الغربية” مثل ليوا وصير بني ياس، من العلامات البارزة على الخريطة السياحية في الدولة؛ لاحتضانها أماكن إقامة رائعة من أفخر الفنادق، وأبرزها: منتجع وسبا قصر السراب بمنطقة حميم في ليوا والذي صمم على هيئة قلعة تاريخية محاطة بأسوار عالية، إضافة إلى فندق تلال ليوا الذي صمم على هيئة حصن قديم يطل على مسبح رائع ومضمار سباق الإبل بمدينة زايد ويضم 111 غرفة بإطلالة خلابة على الصحراء المحيطة. كما تحتضن جزيرة صير بني ياس الشهيرة منتجع وسبا جزر الصحراء المكون من غرف وأجنحة وفلل فاخرة على الشاطئ، ونادي سبا وثلاثة مطاعم متميزة، واسطبلات صير بني ياس التي توفر تجربة مميزة للزوار ومحبي رياضة الفروسية ضمن مكان هادئ ورحب ومتنزه الحياة البرية العربية المخصص لإكثار وتأهيل الحيوانات البرية الأصيلة في شبه الجزيرة العربية. ويشمل المنتجع موقعاً أثرياً ومركز جزر الصحراء للمؤتمرات إضافة إلى مركز جزر الصحراء للرياضات البحرية. يؤدي مجلس تنمية المنطقة الغربية دوراً جوهرياً في الترويج للمنطقة الغربية محلياً وإقليمياً ودولياً انطلاقاً من إحدى أولوياته الاستراتيجية، حيث تتضافر الجهود مع الشركاء الاستراتيجيين لتطوير هذا القطاع الرئيسي بشكل مستمر وذلك من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات على مدار العام بهدف تسليط المزيد من الضوء على الغربية وإبرازها على الخارطة السياحية، إضافة إلى استقطاب السياح من جميع أنحاء العالم لدعم اقتصاد الغربية ودفع عجلة النمو والتطور. ويتعاون المجلس في هذا الشأن مع العديد من الجهات الحكومية ومن أهمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبلدية المنطقة الغربية، شركة التطوير والاستثمار السياحي، ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، و”أدنوك” ومجموعة شركاتها، والعديد من الجهات الأخرى التي تساهم في دعم ورعاية وتنظيم الفعاليات المختلفة. ويشير عبيد خلفان المزروعي مدير التسويق والترويج السياحي بـ”مجلس تنمية الغربية” إلى أن المنطقة الغربية تزخر بالعديد من الفعاليات المهمة، وتستقبل سنوياً أعداداً متزايدة من المشاركين والزائرين، وقد كسب بعضها بعداً عالمياً، وأصبح من العلامات التي تشهد بريادة المنطقة الغربية على المستويين المحلي والعالمي. مهرجان الرياضات المائية ويحتفي مهرجان الغربية للرياضات المائية وعلى مدى 10 أيام متواصلة بالفعاليات الرياضية المتنوعة على أعلى المستويات، والتي من شأنها تعزيز مكانة الغربية على الخارطة السياحية والرياضية العالمية حيث يأتي المهرجان ثمرة تعاون مجلس تنمية المنطقة الغربية مع العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية في إمارة أبوظبي. ويتميز المهرجان بتنوع أنشطته لتلبية طموحات الزوار والرياضيين، حيث تشمل فعالياته التزحلق الشراعي، وقوارب الكاياك، وسباقات الدراجات المائية الاستعراضية، والتجديف التراثي، وصولاً إلى التخييم والحفلات الموسيقية على الشاطئ، إلى جانب المنافسات الرياضية، مثل كرة القدم، وكرة الطائرة الشاطئيتين، فضلاً عن السوق التراثي التقليدي الذي يسعى لإرضاء شغف المتسوّقين على اختلاف أذواقهم. ليوا للرطب تحول مهرجان ليوا للرطب إلى موعد سنوي لعشاق التراث والأصالة وللمحتفين بخير أرض الامارات ورطبها. يقام المهرجان في منطقة ليوا، الواحة الغناء التي ظلت على مر القرون بوابة خضراء للصحراء. ومنذ انطلاقته الأولى، ظلت رؤية المهرجان تهدف إلى جعل النخيل والتمور رمزاً لأصالة الماضي ومصدر خير للحاضر وضماناً للمستقبل لتجسّد وصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة طيب الله ثراه. مزاينة الإبل ويعد مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل أحد أهم المهرجانات التي تهدف إلى استدامة عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة عبر مجموعة من الفعاليات والمسابقات التراثية تأتي في مقدمتها مسابقة مزاينة الإبل وسباق الهجن التراثي ومسابقة السلوقي ومسابقة الصقور ومسابقة الحلاب.. وتمت إضافة مسابقة مزاينة أفضل أنواع التمور إلى فعاليات المهرجان وذلك بالتزامن مع مسابقة تغليف التمور السنوية، إضافة إلى السوق الشعبي الذي يقدم لزواره الصناعات المحلية الإماراتية ذات الصبغة التراثية الثقافية. ويضمّ المهرجان سنوياً نحو 180 محلاً للمواطنات اللاتي يقدّمن المصنوعات التقليدية التي تعكس روح الصحراء والثقافة العربية. تل مرعب ويعد مهرجان ليوا الدولي “تل مرعب” أحد أشهر المهرجانات الرياضية في الغربية، حيث يشهد مشاركة العديد من الرياضيين العرب والأجانب، ويضم مجموعة متميزة من الفعاليات التي تستحوذ على إعجاب عشاق رياضة التحدي والمغامرة إلى جانب العديد من الفعاليات المختلفة مثل المسابقات التراثية التي يشتهر بها أهالي المنطقة الغربية مثل الصيد بالصقور، سباقات الهجن، سباق الخيول، فضلاً عن مسابقة سيارات التحكم عن بعد، معرض السيارات الكلاسيكية والسيارات المعدلة، كما يتم توفير خدمات أخرى للجمهور، ومنها، تخصيص أماكن لاستئجار الدراجات باختلاف أنواعها، وإقامة عروض الألعاب النارية في موقع المهرجان الذي أعد لاستقبال العائلات والسياح ممن يحرصون على متابعة الفعاليات المتجددة كل عام. تسلّق الكثبان الرمليّة إلى جانب الفعاليات والمهرجانات التي تشتهر بها الغربية، فإن هناك فعاليات وأنشطة يمكن أن يمارسها الزوار، ومنها تسلّق الكثبان الرمليّة، حيث إن أفضل السبل لإدراك مدى اتساع وجمال الربع الخالي هو الصعود إلى قمة أحد الكثبان الرملية. الصيد بالصقور يعد الصيد بالصقور من الرياضات الأكثر جاذبية لدى المواطنين خاصة في المناطق الصحراوية، وهي جزء لا يتجزأ من الحياة في الغربية. ويعتبر الشتاء هو فصل الصيد، وهناك بعض الفنادق التي تقوم بتنظيم عروض للصيد في أوقات أخرى من العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©