الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القروض الميسرة وبرامج التحفيز تنقذان صناعة السيارات الروسية

15 نوفمبر 2010 21:12
نمت سوق السيارات في روسيا بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة، وتجاوزت مرحلة ركود المبيعات بفضل القروض الميسرة والتعافي الاقتصادي وبرنامج الحوافز النقدية مقابل تبديل السيارات القديمة. وزادت مبيعات المركبات في روسيا بنسبة 62% في شهر أكتوبر إلى أكثر من 188 ألف مركبة، بحسب ما أفادت به مؤخراً جمعية الأعمال الأوروبية التي تمثل شركات تصنيع السيارات المتمركزة في روسيا. وهذه هي أعلى زيادة شهرية لسوق السيارات الروسية في هذا العام. وبلغت نسبة زيادة مبيعات السيارات من أول العام حتى الآن 22% عن عام 2009. وقال ديفيد طوماس رئيس “فولفو” للسيارات في روسيا ورئيس لجنة صناع السيارات بجمعية الأعمال الأوروبية، “تتعافى الآن سوق الائتمان وستعود أيضاً ثقة المستهلك”. وتتوقع جمعية الأعمال الأوروبية نمو السوق بنسبة 25% تقريباً إلى 1,8 مليون مركبة هذا العام. وفي عام 2009 حين أنقذت كل من الصين والبرازيل والهند شركات صناعة السيارات من عواقب تدني الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا انكمشت سوق السيارات الروسية بنسبة 49 في المئة ما اعتبر أكبر ركود تواجهه أي سوق كبرى في العالم. وبالنسبة لشركات تصنيع السيارات الطامحة إلى النمو كانت سوق روسيا الشديدة الانكماش خياراً مستبعداً على عكس بقية دول مجموعة “بريك”، وهي البرازيل والهند والصين. غير أن بعد ذلك بسنة واحدة فإن اقتصاد روسيا المتعافي وبرنامج حوافز تبديل السيارة الذي بدأ تطبيقه في شهر مارس عمل كلاهما على تشجيع الروس على شراء السيارات من جديد. يذكر أن برنامج الحوافز النقدية مقابل تبديل السيارة القديمة يسري على السيارات المصنعة في روسيا التي يتجاوز عمرها 10 سنوات. ويبلغ الحافز 50000 روبل (1630 دولاراً) ويخفض نحو 10 في المئة من سعر سيارة غربية عادية ولكنه يمنح أكبر خصم نسبي على السيارات الروسية المحلية مثل “لادا” من صنع شركة افتوفاز التي تعد الفرع الروسي من شركة رينو والتي يبدأ سعر أرخص موديل منها من نحو 180000 روبل. وقالت جمعية الأعمال الأوروبية إن 90 في المئة من موديلات السيارات الأكثر مبيعاً في روسيا كانت من انتاج روسي. وأشار ايفان بونشيف رئيس قسم السيارات في ايرنست اند يونج في روسيا إلى أن “هناك إعادة توزيع حصص السوق. وخسرت كثيراً بعض الماركات اليابانية التي كانت من قبل شائعة جداً ومرغوبة في روسيا”. وقامت روسيا بتمديد البرنامج الذي كان محدداً له 200 ألف سيارة في بداية الأمر ليشمل 200 ألف سيارة أخرى في شهر يونيو، بل تتوقع دوائر الصناعة في روسيا أن يكون هناك امتداد آخر عند نفاد الكمية الحالية. وتقول كارول طوماس خبيرة التحليل في مؤسسة “جي دي” إن حوافز استبدال السيارات القديمة نجحت في جميع الأسواق التي طبقت فيها وحققت نجاحاً أيضاً في روسيا. ويعتبر تعافي سوق السيارات في روسيا مؤشراً جيداً لصناعة السيارات العالمية عموماً التي شهدت هذا العام مبيعات جيدة في الصين وتعافي الطلب في الولايات المتحدة. وعقب الركود خلال الأزمة العالمية، يبدي مصنعو السيارات تفاؤلاً إزاء روسيا حالياً. إذ قال كارلوس غصن رئيس تنفيذي “نيسان ورينو” مؤخراً إن التحالف مع “افتوفاز” يستهدف بلوغ حصصه في السوق الروسية 40 في المئة. وتوقع أن تبلغ مبيعات السيارات الروسية أكثر من ضعف حجمها الحالي إلى 4 ملايين سيارة بحلول عام 2015. وبعد لقائه كارلوس غصن، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين “رينو” إلى زيادة حصتها في “افتوفاز” من 25 إلى ما يصل إلى 50 في المئة. ولم يتعهد غصن بزيادة الحصة ولكنه قال إنها ستكون خطوة منطقية. وتعتبر هذه المحادثات الودية تغيراً ملحوظاً عما كان يحدث منذ عام واحد مضى حين أوشكت “افتوفاز” على الانهيار مع تدهور مبيعاتها وتضرر مالياتها. يذكر أن بوتين هدد في اكتوبر 2009 بتصفية حصة “رينو” ما لم تنقذ “افتوفاز”. واتفق الطرفان لاحقاً على تسوية تعهدت المجموعة الفرنسية بموجبها باستثمار 240 مليون يورو (333 مليون دولار) في “افتوفاز” بما يشمل قيام افتوفاز بتصنيع موديلات جديدة مرتكزة على لوجان الاقتصادية اعتباراً من عام 2012. كما قامت “فيات” هذا العام بتأسيس ماأسمته “تحالفاً عالمياً” مع شركة “سولرز” الروسية. ويبني هذا التحالف حالياً مصنعاً في نابيريجني تشيلني في تتارستان يملكه شريك فيات الأميركي (كرايسلر) سيقوم بتجمع أربعة موديلات فيات وأربعة موديلات من جيب. ومن المخطط أن يكون للمصنع سعة قادرة على انتاج 500000 سيارة ومركبة رياضية في السنة. وتستهدف فيات حصة 7 في المئة في السوق الروسية بحلول عام 2014. وساعد الكرملين التحالف في حصوله على قروض ميسرة دعماً للمشروع المنتظر أن يتكلف 2,4 مليار يورو. وتربط كل من شركتي “رينو” و”فيات” علاقة قوية مع بوتين الذي يطمح إلى انتقال صناعة السيارات الروسية من نشاط التجميع إلى تصنيع كامل في وسعه تغطية الطلب المحلي بما يشمل تصنيع محركات روسية. وتقوم الحكومة الروسية حالياً بصياغة قانون سيُلزم صُناع السيارات بزيادة نسبة المكونات المحلية في سياراتهم. نقلاً عن فاينانشيال تايمز (ترجمة عماد الدين زكي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©