الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوجان: العالم المتحضر أمام محك المجاعة

أردوجان: العالم المتحضر أمام محك المجاعة
20 أغسطس 2011 02:05
تجول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس في مقديشو في أول زيارة يقوم بها زعيم دولة للصومال منذ قرابة عشرين عاماً ليشهد بنفسه اثار المجاعة المدمرة التي تعصف بالعاصمة الصومالية. وخلال الزيارة أعلن اردوجان عن فتح بلاده سفارة لها في الصومال. وأعلن رئيس الوزراء التركي عن فتح السفارة خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الصومالي، بهدف تيسير مهام نقل المساعدات للبلد المتضرر من جراء المجاعة والحرب. قال أردوجان في المؤتمر الصحفي إن بلاده ستنشئ سفارة لها في مقديشو. وأضاف أن تركيا ستبني طريقا من مطار مقديشو إلى المدينة وستحفر آبارا لتحسين إمدادات المياه كما ستبني مدارس ومنازل. وقال أردوجان مشكلة الجفاف “هي مشكلة للإنسانية بأسرها. المأساة التي تجري هنا تعد اختبارا للتحضر وللقيم المعاصرة”. وأضاف “لابد أن يتجاوز العالم المتحضر هذا الاختبار بنجاح حتى يثبت أن القيم الغربية ليست مجرد كلام اجوف”. وتابع “أعتقد انه من اللازم القيام باستثمارات هنا”، واعدا بتمويل تركي لمشروعات للبنية التحتية تشمل إصلاح مستشفى وبناء مدارس وحفر آبار وإعادة تعبيد الطريق بين مطار مقديشو والمدينة. من جانبه أثنى الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد على جهود الحكومة التركية لمساعدة الصومال. وقال شيخ احمد في المؤتمر الصحافي “نحن ممتنون جدا للحكومة التركية وللشعب التركي لما يقدمونه من مساعدات مستمرة. لن ننسى أبدا وقوفهم إلى جانبنا كأصدقاء في وقت الكارثة الإنسانية التي نمر بها”. يذكر أن الصومال هي البلد الأشد تضررا في القرن الافريقي من جراء موجة جفاف طويلة وقد أعلنت الأمم المتحدة أن خمس مناطق من الصومال، بينها العاصمة مقديشو، باتت تعاني من المجاعة. وتفقد أردوجان، الذي يرافقه زوجته وأربعة من وزرائه، مخيما للمشردين ومستشفى في مقديشو، والتي نزح إليها مؤخرا أكثر من 100 ألف شخص هرباً من الجفاف. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الطائرة التي كانت تقل الوفد المرافق لاردوجان كادت تشهد حادثا بعد أن احتك جناحها الأيمن بأرض المدرج أثناء هبوطها في مطار مقديشو. ولم يصب أحد من ركاب الطائرة التي ضمت رجال أعمال ونوابا بالبرلمان التركي وموسيقيين وحراسا أمنيين، بحسب الوكالة. وتأتي الزيارة عقب اجتماع الأربعاء في اسطنبول عقدته منظمة التعاون الإسلامي حيث تعهدت بتقديم 350 مليون دولار مساعدات للصومال. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في مقديشو المدينة التي تعتصرها حركة تمرد دامية ينفذها مقاتلو الشباب المتشددون الساعون للإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من جانب الغرب. وتعاني مقديشو بشكل واضح من تدفق أعداد ضخمة من الأسر المعوزة ممن نصبوا أماكن ايواء بسيطة من الخوص والأغطية البلاستيكية في المساحات المفتوحة. كما تكتظ مستشفيات المدينة بأعداد ضخمة من البالغين والأطفال الذين استبد بهم الجوع وظهر باديا على أجسامهم، بعد أن قضى آخرون نتيجة أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الافريقي منذ عقود. وعززت وكالات الإغاثة جهودها لمساعدة السكان المتضررين غير أن انعدام الأمن في أحد أخطر بلدان العالم يعرقل وصول المساعدات. وصرح البرنامج العالمي للغذاء أمس أنه نقل جوا 120 طنا من عجينة الفول السوداني المعززة بالعناصر الغذائية لمساعدة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، فضلا عن 24 طنا من الكعك عالي الطاقة للسكان في مقديشو ومناطق جنوبية. وقالت المنظمة في بيان لها «قدمنا الدعم إلى 30 ألف شخص ممن وصلوا لتوهم إلى مقديشو أو عبروا الحدود من كينيا وإثيوبيا». وصرحت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة الخميس أن تزايد حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال الحاد فاقمت معاناة الصوماليين أكثر فأكثر. وقالت المنظمتان إنه منذ يناير استقبلت مستشفى بنادير بمقديشو وحدها 4272 حالة إصابة بالكوليرا والإسهال الحاد. كما وردت حالات بالإصابة بالمرض في أربع مناطق بجنوب الصومال وما زال عدد الحالات يتصاعد.
المصدر: مقديشو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©