السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هند القاسمي: المرأة الإماراتية نجحت قبل النفط.. وبعده

هند القاسمي: المرأة الإماراتية نجحت قبل النفط.. وبعده
9 فبراير 2010 20:03
خبرت الحياة وذاقت طعم الفوز وحلاوة النجاح، تسعى للأحسن ولا تتوانى في السفر بعيداً لتساعد وتمد يد العون، سيدة نموذج لامرأة قيادية مميزة في الرأي والعمل، لا تتردد في إبداء رأيها بمهنية عالية، بآراء مشبعة بأفكار وأرقام تنم عن سعة اطلاع مالكتها، هي الشيخة الدكتورة هند القاسمي، سفيرة النوايا الحسنة في دولة جزر القمر، ورئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات، تحدثت خلال ندوة حوارية نظمها الاتحاد النسائي العام بمناسبة يوم المرأة العربية الذي يصادف الأول من فبراير من كل سنة، وسردت تجربة المرأة الإماراتية، وما يجب أن تحققه ومررت رسائل للفتاة لتحتل المراكز العليا، وتحفر اسمها على خارطة العالم. نظمت الندوة تحت عنوان: المرأة الإماراتية: الواقع والتطلعات المستقبلية”، سلطت الضوء على المكاسب التي تحققت للمرأة الإماراتية في مختلف المجالات، حيث عقد هذه الندوة الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع مجلة “زهرة الخليج”، بحضور نساء لهن أسماء كبيرة في المجتمع، وشخصيات قيادية رائدة في مجالات مختلفة منهن الشيخة الدكتورة هند القاسمي رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات، وأمل القبيسي عضو المجلس الوطني، فاطمة المغني عن وزارة الشؤون الاجتماعية في الشارقة، ومديرة إدارة الدراسات والبحوث من وزارة الداخلية الدكتورة زبيدة جاسم، وغوية النيادي من هيئة الصحة في أبوظبي، والمدير التنفيذي للشؤون التعليمية بالإنابة شيخة الشامسي، وعائشة سلطان مديرة البرامج السياسية في قناة دبي وكاتبة بجريدة “الاتحاد”، والندوة ألقت الضوء على إنجازات المرأة، الإماراتية، ووقفت على بعض التحديات التي ستواجهها في المستقبل. تجاوز الصعاب في هذا الإطار سردت الشيخة الدكتورة هند القاسمي الإنجازات الكثيرة التي تحققت للمرأة الإماراتية، وما أنجز من خلال مجالس سيدات الأعمال الإماراتيات، وقالت: بعد مضي أكثر من ثماني سنوات على تأسيس مجلس سيدات أعمال الإمارات، والمجالس الأخرى تمكنت المرأة الإماراتية من تحقيق بعض طموحات العضوات، ولكن ليس كل ما يأملن أو يطمحن لتحقيقه، وإن كانت هذه المجالس تحاول تطوير جهودها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المتطلبات. وتضيف القاسمي: إن فكرة إنشاء مجالس سيدات الأعمال بالدولة تعتبر بحد ذاتها تحقيقاً لأول طموحات السيدات، واستطاعت هذه المجالس أن تمثل قاعدة لانطلاق عدد متزايد من السيدات إلى عالم الاقتصاد. وذلك من خلال التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارات وطرح المشاريع المدروسة للمنتسبات، إلى جانب المساعدة في تذليل الصعوبات والمشكلات التي قد تواجه السيدات، وسعت ولا تزال تسعى مجالس سيدات الأعمال بدولة الإمارات، إلى إثبات وتأكيد دور المرأة الإماراتية في المجالات الاقتصادية والتجارية. وتتابع القاسمي: على الرغم من وجود بعض الصعوبات أو العقبات التي واجهت المرأة، إلا أنها استطاعت خلق العديد من الفرص الاستثمارية في ظل السياسة الاقتصادية الحرة، التي انتهجتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فقد استطاعت خلال 38 عاماً أن تخطو خطوات مهمة في مجال الاستثمار والأعمال الحرة بحيث شكلت نسبة 4.5 بالمئة من إجمالي أصحاب الأعمال يدرن ما يقدر بـ 12.5 مليار درهم كاستثمارات في مجالات التجارة والأعمال المصرفية، والعقارات والسياحة والصناعة والمقاولات والبناء والخدمات، فضلاً عن ما يقدر بـ 2.1 مليار درهم كاستثمارات في قطاع الصناعة، الأمر الذي استدعى تشكيل كيان إداري يضم تحت سقفه قطاعاً مهماً وحيوياً، هو قطاع سيدات أعمال الإمارات من خلال تأسيس مجلس سيدات أعمال الإمارات عام 2001، فضلاً إلى تشكيل مجالس أخرى في إمارات الدولة بحيث بلغ عدد سيدات الأعمال بالدولة ما يقارب 11 ألف سيدة أعمال. تجربة المرأة الإماراتية تتحدث الشيخة هند القاسمي عن دور المرأة الإماراتية في السابق، وما أسهمت فيه من تنمية، فتقول: إنَّ إلقاء نظرة على الماضي، نحو حقبة ما قبل اكتشاف النفط تجعلنا نرى أن المرأة الإماراتية لعبت دوراً حيوياً وفعالاً في العديد من جوانب الحياة، وقد تكفلت بذلك الدور برغم الظروف القاسية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تحد من حريتها في المشاركة. حيث اعتمد السكان في المناطق الساحلية على صيد اللؤلؤ وصيد السمك في تدبير أمور معيشتهم، وأخذت المرأة على عاتقها مسؤولية إدارة شؤون المنزل وتربية الأطفال والعناية بالمسنين وكبار السن، وأولئك الذين تمنعهم إعاقتهم من القيام بأمور حياتهم. لكن بعد إنشاء الاتحاد النسائي العام سنة 1973، واعتباراً من ذلك الوقت، بدأت المرأة تتحمل مسؤولياتها كاملة جنباً إلى جنب مع الرجال في مجالات العمل، وهذا ما يلاحظ من إسهاماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم يكن ذلك إلا على أساس المساواة في الحقوق والواجبات، وضمن إطار عمل قوامه الالتزام الصارم بتعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية، وما ورثه المجتمع الإماراتي من تقاليد وأعراف، وبفضل جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، استطاعت المرأة الإماراتية تحقيق تقدم كبير على هذا الطريق، تكافئ ما حققته قرينتها في العديد من دول العالم. و فقد استطاعت مؤخراً أن تشارك في الحياة السياسية بقوة، وأن تشغل ما نسبته 22.5 من عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، وأن تشغل ما نسبته 10 من أعضاء السلك الدبلوماسي للدولة، كما بلغت عضويتها في المجالس الاستشارية المحلية نحو 17 بالمئة من عضوية أعضاء المجلس الاستشاري بالشارقة، وعضويتها في مجالس غرف التجارة والصناعة نحو 15 في المئة من المناصب الإدارية. سفيرة النوايا الحسنة كانت الشيخة الدكتورة هند القاسمي في قيادة نخبة من النساء المميزات اللواتي عين سفيرات للنوايا الحسنة، ومن بينهن الإعلامية ليلى الشيخلي والبطلة المغربية العالمية نوال المتوكل، وذلك في جزر القمر ضمن برنامج التنمية العلمية والإنسانية لمصلحة المرأة هناك. وتتحدث الشيخة الدكتورة القاسمي عن برنامج التنمية العلمية والإنسانية في جزر القمر فتقول: إنه واحد من البرامج الرائدة التي تنفذها مؤسستنا العربية، مركز دراسات مشاركة المرأة العربية، من أجل الاسهام في التخفيف من معاناة النساء في البلدان العربية الفقيرة، في مبادرة تحمل مضامين إنسانية تدعو إلى تضافر جهود المؤسسات العامة والخاصة ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، بهدف الارتقاء بواقع المرأة نحو الأفضل من خلال القيام بسلسلة من الفعاليات التوعية في مجال العناية الصحية، والسعي إلى تنمية قدرات المرأة العلمية والإدارية. وتضيف : رسالتنا من خلال هذا البرنامج الإنساني يحملها عدد من السفيرات العربيات إلى المجتمع العربي، بهدف إشراك قطاعات عديدة في تقديم مشاريع عملية وعلمية حقيقية لصالح تلبية بعض الاحتياجات الأساسية للمرأة العربية، وهي بمثابة مساهمة أولية لتسليط الضوء على المعاناة الحقيقية للمرأة في البلدان العربية الفقيرة، وتحفيز الهيئات والمنظمات والدول المانحة على تقديم المزيد من المشاريع والبرامج الهادفة إلى تحسين مستوى المعيشة للمرأة، وتطوير مستلزمات حياتها. المشاريع المستهدفة تسرد الشيخة الدكتورة هند المشاريع المستهدفة في إطار هذا البرنامج بالقول: - بناء مستشفى حديث للنساء والولادة في العاصمة موروني بطاقة 40 سريراً تتوافر فيه العناية الحديثة، والأقسام الطبية الملائمة وغرفة عمليات جراحية وصالة للولادة الطبيعية وقسم للعناية بالأطفال الخدج وقسم رعاية الصحة الإنجابية والتلقيحات للأطفال . - تشييد ثلاث عيادات لطب الأسنان وتجهيزها بالمستلزمات اللازمة والأطر الطبية المختصة، وتأمين مرتباتهم الشهرية، إذ لا توجد عيادة أسنان واحدة أو حتى طبيب أسنان في هذه الدولة كلها، فعليكم ان تتصوروا كم هي معاناة الإنسان، وحرمانه من أبسط متطلبات الرعاية الصحية الأساسية والضرورية، علماً بأن العيادات الثلاث سوف تتوزع على الجزر، وهي القمر الكبرى وانجوان وموهيلي. - بناء وتجهيز مركز لتدريب النساء على المهارات العملية، وتعليم اللغة العربية والتدريب على استخدام الحاسب الآلي وفنون الحرف وأعمال الحياكة والخياطة، وتدريب سيدات الأعمال على التعامل مع أدوات التجارة الحديثة كالبنوك والأسواق. - بناء سكن داخلي لطالبات الجامعة الوحيدة في العاصمة بطاقة إيواء 120 طالبة، حيث تعاني الطالبات هناك من التسرب من الجامعة خلال سنوات الدراسة بسبب ضعف الإمكانات، وعدم القدرة على دفع الإيجارات في العاصمة، خصوصاً من قبل الطالبات القادمات من الجزر الأخرى إلى العاصمة موروني . - إقامة مصنع صغير لإنتاج العصائر بهدف الاستفادة من الكميات الفائضة من الفاكهة، والتي تتلف لعدم توفر إمكانات الخزن والتبريد والاستفادة منه في تشغيل نحو 80 سيدة يمكنهن من توفير مصدر عيش لهن ولعائلاتهن من خلال بيع المنتوج في السوق الداخلية، وتصدير الفائض منه إلى الدول القريبة. - إنجاز مشروع مشغل حديث لإنتاج الملابس الجاهزة كمشروع ذي مردود مالي لتطوير البرامج، وتشغيل النساء وتوزيع كمية منه على الأطفال المحتاجين مجاناً . - بناء دارين لإيواء للفتيات اليتيمات في العاصمة موروني وجزيرة أنجوان للتخفيف من معاناة اليتم على البنات اللائي فقدن أمهاتهن بسبب قصر عمر الأمهات هناك، كنتيجة لانعدام الرعاية والعلاج الطبي. وتضيف القاسمي: ثمة مشاريع نحن بحاجة ماسة وعاجلة لها الآن هي : بناء دار للبنات اليتيمات في جزيرة انجوان، فهناك بحدود 60 بنتاً يتيمة من غير مأوى. بناء مستوصف للولادة في العاصمة، إذ لا وجود سوى غرفة ولادة مهترئة في المستشفى الوحيد. رسالة إلى المرأة الإماراتية تمرر الشيخة الدكتورة هند القاسمي رسالة إلى الفتاة الإماراتية، وتقول لها: إن المرأة الإماراتية في السابق حققت أشياء كثيرة إلى جانب الرجل فكانت قيادية في أسرتها وربة بيت ناجحة، لهذا فالنجاح ليس بالبعيد عن هذا الجيل ولا بالغريب عنه، وبذلك لا يجب القول في كل حين إن المرأة الإماراتية منحت المنصب وتمكنت بدفع الآخرين، بل ما وصلت إلا بمجهودها، وبالطبع بدعم قياداتنا، لكن لولا جهودها وتميزها لما وصلت وما اعتلت المناصب التي تتبوأها، وأود القول إن عهد الرفاهية ولى، ويجب على الجميع الاجتهاد والاعتماد على النفس لتحقيق النجاح وخلق التميز، ليشعر كل فرد بطعم الفوز وطعمه، ومن يخلق النجاح سيقبض عليه بالنواجذ، ولن يسمح بسلب هذا الفوز من يديه، وسيعلم ذلك لأولاده والأجيال من بعده، والمرأة الإماراتية لم تحقق ما وصلت إليه وهي على كرسي عالي بل هو ثمرة جهدها، فالحكومة سهلت لها كل الأمور ويجب أن تنتهز هذه الفرص، وهذا الدعم الكبير الذي تقدمه قياداتنا السديدة. وتضيف الدكتورة هند: إدراكا منا بضرورة تشجيع الفتاة الإماراتية في اتجاه تحمل المسؤولية، سننظم خلال شهر مارس بالتعاون مع جامعة أبوظبي محاضرات تقدمها نخبة من السيدات الناجحات، نسرد خلالها تجاربهن للطالبات كنموذج مشرف للمرأة الإماراتية لتكون دافعا للعمل والمثابرة، حتى نحارب بعض الأفكار السلبية لدى البعض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©