الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشؤون الإسلامية» تحيي الذكرى السنوية السابعة لرحيل الشيخ زايد

«الشؤون الإسلامية» تحيي الذكرى السنوية السابعة لرحيل الشيخ زايد
20 أغسطس 2011 02:33
أحيت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أمس “ليلة الوفاء لزايد العطاء”، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي انتقل إلى جوار ربه في 19 رمضان 1425 هجرية الموافق 2 نوفمبر 2005. وحضر الأمسية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ زايد بن حمدان بن زايد، والشيخ عبد الله بن محمد بن خالد آل نهيان، ومعالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم وممثلو سفارات الدول العربية والإسلامية والأجنبية لدى الدولة. وركزت الكلمات التي ألقيت خلال الليلة الرمضانية على مآثر القائد الراحل وكريم سجاياه في الوطن العربي خاصة وفي بقية بلدان العالم عامة، وحضر الليلة التي أقيمت بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وفي مساجد بمختلف إمارات الدولة، الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة، وأصحاب الفضيلة العلماء ضيوف رئيس الدولة حفظه الله، وحشد من كبار الشخصيات في الدولة، والإعلاميين، والمدعوين، والمصلين. واستهلت الليلة في هذا السياق بتلاوة من الذكر الحكيم على روح الفقيد رتلها القارىء الشيخ سيد عبد الشافي من ضيوف رئيس الدولة. واستذكر المزروعي رحيل مؤسس دولتنا وباني نهضتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في مثل هذه الليالي المباركة قبل سبع سنوات مضت، مؤكدا أن تنظيم هذا اللقاء اليوم يأتي وفاء للقائد الوالد، والأب الحنون، والمعلم المربي، ووفاء لمن كان له الفضل الكبير على بلادنا وعلى غيرها من بلاد العالم، نلتقي في ليلة الوفاء لزايد العطاء، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما قدم لنا ولبلادنا وللعالم أجمع في موازين حسناته. وقال إنها وقفة الوفاء، نجدد فيها العهد والولاء لخير خلف لخير سلف، لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظهم الله تعالى ووفقهم لكل خير. وفي هذا السياق أكد المزروعي أن هذه الليلة تشكل وقفة تاريخية يتعلم فيها الأبناء من الآباء قيمة الوفاء لمؤسس دولتنا وباني نهضتنا، ليكون لهم نبراساً في البذل والعطاء لهذا الوطن، فيحافظوا على تراثه وأمجاده، ويستلهموا من سيرته السير على نهجه والإسهام في رقيه وازدهاره وأمنه مبينا إنه يوم الوفاء لوالد أحب شعبه وأحبه شعبه، وقائد أحب الناس وأحبه الناس فاستحق البشارة بالخيرية من سيدنا محمد خير البرية، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ). وأشار الى قوله تعالى: (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) فلقد بين الله تبارك وتعالى في هذه الآية أنه يكتب في صحائف عباده أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، وَآثَارَهُمْ التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، ويجزيهم عليها فمن قدم خيراً نفع فيه نفسه، ونفع غيره؛ فإنه سيكافئه على إحسانه ذكراً طيباً حسناً في الدنيا، وفي الآخرة يدخله ربه جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان). وتابع المزروعي قوله بأن سنة البشرية سارت على مكافأة المحسنين بالذكر الطيب الحسن، وإن المتأمل في التاريخ ليجد رجالاً محسنين وضعوا بصماتهم واضحة على صفحاته، وإن الشعوب تقوم بتخليد زعمائها التاريخيين شكراً ووفاء لهم على ما قدموا لأنهم أتاحوا الفرصة للأجيال المتتابعة لكي تعيش الحياة الإنسانية الكريمة، وكانوا سبباً في ذلك. وأوضح أن ذاكرة شعب دولة الإمارات، بل وشعوب العالم أجمع قد خلدت في تاريخها المعاصر ذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي صنع مع إخوانه القادة المؤسسين للإمارات دولة، ورفع لها راية، وأعلى لها ذكراً، لقد صنع دولة قوية البنيان، راسخة الأركان، متحدة الأهداف، هانئة بالعدل والأمان، شامخة بكرامة الإنسان، متمسكة بالتسامح والإيمان. وقال: “نعم، إنها وقفة وفاء لزايد التآلف والمحبة، الذي نقل حياة آبائنا من قبائل متفرقة، إلى أسرة متحدة متآلفة ومتحابة، تنعم بالحياة الإنسانية الكريمة، لقد رسَّخَ في أبناء دولته حب الوطن والولاء له، والتفاني في خدمته ورعايته، وغرس فيهم القِيمَ الإنسانية النبيلة، والمبادئَ الحسنةَ، وعملَ علَى بناءِ المؤسساتِ التعليميةِ والصحية والخدمية، ووفر لهم فرص العمل الكريم، والعيش الرغيد، لبناء الوطن ونهضته” وأردف إنه يوم الوفاء لزايد العلم والتعليم فقد كان آباؤنا لا يجد أحدهم لنفسه معلماً، ولا لأبنائه أستاذاً، فإذا بهم يجدون في أوطانهم أفضل المدارس، وأرقى الجامعات، وأعلى التخصصات، وأحدث المهارات. وأكد أنها ليلة الوفاء لزايد الخيرات والإنجازات، فقد كان آباؤنا يتلوى أحدهم بآلامه إذا مرض فلا يجد من يداويه، فإذا بهم يجدون في بلادهم المستشفيات الحديثة، التي تعمل فيها الخبرات الطبية الماهرة، وتقدم فيها الرعاية الصحية المتميزة. وتابع إنها وقفة وفاء لزايد الحضارة والبناء؟! الذي حول حياتهم من العيش في خيام وبيوت من سعف النخيل، إلى بيوت وسيعة، وأبراج حضارية عملاقة، تظلل بلادهم أشجار النخيل الباسقات، تهوي إليها أنظار السائحين، يستمتعون بمناظرها، ويتفيأ الناس ظلال حضارتها، وينشدون فيها الأمن والسلام، كما إنها وقفة وفاء، لزايد الخير والعطاء، فخيره صدقة جارية لا يجف نبعها، وعطاؤه أجره مستمر لا ينقطع، فقد ترك من بعده أبناء بررة، ورجالاً عظماء، فها هو خير خلف لخير سلف، ترعاه عين الله تعالى، يقود إمارات الحضارة مع نائبه وإخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين، وأبنائه البررة حفظهم الله تعالى أجمعين، يحمون منجزاتها، ويحافظون على مكتسباتها، ويطورون خدماتها، ويرسخون أمنها واستقرارها، ويرقون بتميزها وازدهارها. وأكد أن خليفة الخير الذي يسير على نهج والده، ويمضي على دربه، فحينما اختار العالم المتحضر الشيخ زايد قبل سنوات من رحيله شخصية إنسانية مؤثرة، امتدت أياديها الحانية، وخيراتها الوفيرة إلى كل الناس على اختلاف أديانهم، وتنوع معتقداتهم، وتباعد بلدانهم وأوطانهم، لم يجد العالم مناصاً من اختيار خليفة الخير شخصية إنسانية عالمية مؤثرة، وبعد سنوات من رحيل الشيخ زايد الوالد لانه سار على نهج زايد السديد والإنسان لأنه خليفة الإنسان. وتحدث الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان سمو ولي عهد أبوظبي، عن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” ومدرسته في السياسة والحكم، مؤكداً أنه يتمتع بشخصية تتميز بالرحمة ولين الجانب والعزيمة الماضية وصدق التوكل على الله والثقة به، فقد كان رحيماً بأبنائه مواطني دولة الإمارات، وكان يقف إلى جانبهم في كل أحوالهم معتزاً بشعبه، فنال حبه مواطنيه وواعتزازهم به وبانتمائهم لدولة الإمارات. وأشار إلى أنه كان رحيماً بالإنسان والحيوان، فأنشأ المحميات الطبيعية للرحمة بالحيوانات. وأضاف أن العفو كان شيمته ولم يكن له خصومة مع أحد، فقد بادل شعبه الحب والاحترام، وجعل من الإمارات أسرة واحدة. ومن جانبه أكد الدكتور ناجي العربي من ضيوف رئيس الدولة في كلمته التي تحدث فيها عن عدالة المغفور له الشيخ زايد، أنه كان موفقاً في حكمه وإيمانه الصادق وتوكله على الله، ولم يعرف عنه وقوف أي معضلة أمامه، ومن كثرة مواقفه الحكيمه، فقد أطلق عليه لقب “حكيم العرب”، مؤكداً أنه رحمه الله كان مجبولاً على الرحمة وتعمير مساجد الله وبانياً لها، وفاتحاً لأبواب الخير، ومن ثم فإن أن الرحمات تتنزل عليه بإذن الله تعالى في أخراه. وتحدث الداعية الإسلامي الشيخ الحبيب علي الجفري عن إنسانية الشيخ زايد، مؤكداً أنه لا بد من تذكره في كل لحظة باعتباره أسوة صالحة وقدوة حسنة لا تنسى في أمتنا الإسلامية التي تحتاج إلى مثله رحمه الله في هذه الأوقات. وقال: إن الشجاعة اليوم هي في إنصاف الحاكم الصالح وأن الأمم لا تستقر في غياب إنصافها لحكامها الصالحين، وتابع أن الحديث عن صدقته وإحسانه وإنسانيته لا يمكن حصرها، وأضاف أن قلب زايد كان يعلم الأدب مع الله، وكان قلبه مملوءاً بالرحمة تجاه الإنسان، ولم يكن يرى في نفسه منة أو تفضلاً على أحد، وأنه كان يؤدي حق الله إلى عباده، وأشاد بحبه للسلم والأمن وطهارة يده من الخوض في دم المسلم، وكان يقدم الطعام والعلاج دون كلل أو النظر إلى الجنس أو العقيدة، موكداً أن العالم في أمس الحاجة إلى مثل زايد في مثل هذه الأوقات باعتباره الإنسان الحاكم العادل الذي يؤتمن على عباد الله، منوهاً الى أن من علامة حب الله لزايد امتداد حب الناس إلى أبنائه وأبناء شعبه. خطباء الجمعة: زايد ذكراه حاضرة في القلوب أبوظبي (وام) - دعا خطباء الجمعة في جميع مساجد الدولة أمس، بالخير والرحمات في هذه الأيام المباركة لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي رحل عنا قبل سبعة أعوام. وقالوا، لا تزال ذكراه حاضرة في قلوبنا على مر الليالي والأيام، ففي حلنا وترحالنا نرى آثار حكمته وبصيرته، ونعيش في ظل آثار عطفه وحنانه ورعايته، فهذه الحضارة التي نشاهدها في دولتنا العزيزة من تخطيطه وعبقريته، وما ننعم به من أمن وأمان من صدقه وإخلاصه، وما نرفل به من صحة ورخاء من حصاد زرعه، وما نتفيأ ظلاله من مكانة محترمة بين شعوب العالم من سياسته ونفاذ بصيرته، حتى هذه الأشجار المثمرة وأشجار النخيل الباسقة من غرس يديه، فله من الله الأجر والثواب، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا أَو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أَو إِنسان أَو بهيمة إِلا كان له به صدقة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©