الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سماسرة الانتخابات» يقتحمون السباق إلى «عرش الفيفا»!

«سماسرة الانتخابات» يقتحمون السباق إلى «عرش الفيفا»!
24 فبراير 2016 23:37
زيوريخ (الاتحاد) قبل ساعات قليلة من انتخابات الفيفا، وفي ظل احتدام السباق على عرش رئاسة الاتحاد الدولي، تشتعل الأجواء، ويقف الجميع لمتابعة المشهد بقلق وترقب، لاسيما المرشحون وذووهم وأفراد الحملات الانتخابية المختلفة. ويبدو أن عادات الانتخابات لا تزال متشابهة، حتى في كرة القدم، فالأمر لا يخلو من وجود من يطلق عليهم «عرابو الانتخابات»، أو بالأحرى «السماسرة»، ممن يجيدون توظيف علاقاتهم بشكل جيد، أو يستخدمون نفوذهم في تلك العلاقات لحصد أصوات وإقناع مصوتين، والحصول على وعود بالتصويت لمرشحهم، عبر اجتماعات ثنائية وجماعية، سواء في الغرف المغلقة أو في بهو فنادق ومقرات الإقامة، مع وجود بعض «الجواسيس» في مقرات الإقامة. وخلال تواجدنا في زيوريخ طيلة الأيام الماضية، لاحظنا كيف يعمل هؤلاء، وكيف ينشطون بأروقة حملات بعينها دون غيرها، وهو أمر مشروع، طالما ظل في إطاره القانوني، بالحرص على حقوق وحريات الآخرين. ويستعين كل مرشح بطاقم عمل، هو ما يطلق عليه «أفراد الحملة الانتخابية»، ويتكون من جنسيات مختلفة، ومقربين ومعارف لهم علاقات واسعة داخل وخارج قاراتهم، وتعد حملة الشيخ سلمان بن إبراهيم، هي الحملة الأكبر بين باقي المرشحين، حيث يضم بين صفوفه، عدداً من الأعضاء، ينتمون لدول وقارات مختلفة. على الجانب الآخر ينشط إلى جانب «أفراد الحملات الانتخابية»، ما يمكن أن نطلق عليهم، عرابو الانتخابات، وقد كشفت كواليس تحركات المرشحين على مقعد رئاسة القاري، عن وجود مثل هؤلاء، يعملون بكل قوة، لضمان الحصول على أصوات هنا أو هناك. ورغم أن بعض تلك التحركات خافية عن الكثيرين، إلا أننا عشنا جزءا منها، ورأينا بأعيننا الجزء الآخر، فيما كانت التحركات التي يقوم بها بعض المرشحين، أقل ما توصف به بأنها مستوحاة من عالم الأفلام البوليسية، وأفلام الجاسوسية، خاصة في تتبع مرشح دون آخر، سعياً لالتقاط طرف خيط ما لاستغلاله بالصورة الأمثل، بما يعود عليه بالنفع، إضافة للعمل على اكتشاف من هم المترددون على مقرات إقامة مرشح دون آخر. ورغم أن السباق محتدم بين السويسري إنفانتينو أمين عام اليويفا، والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، إلا أن الأمر لم يخل أيضاً من وجود تحركات، هدفها مراقبة الأجواء لصالحهما، فضلاً عن التواصل والتواجد المستمر لأفراد الحملتين، في مقرات إقامة الوفود والبعثات الدولية التي حضرت إلى زيوريخ، من أجل التصويت لمرشح دون آخر، وهو أمر مشروع، خاصة في ظل قوة حملة الشيخ سلمان، والتي تضم متخصصين في العملية الانتخابية، فضلاً عن سابق خبرات سلمان نفسه في إدارة معاركه الانتخابية التي حقق خلالها نجاحاً كبيراً بنى بسببها شخصية قادرة على إقناع الآخرين، وخوض المعركة الانتخابية بنزاهة وشفافية. شخصيات شهيرة لكن من هم عرابو انتخابات الفيفا؟، ما هي طباعهم، وتصرفاتهم؟، علاقاتهم إلى أي مدى مؤثرة؟، الإجابة عن تلك الاستفسارات، تكشف وقائع قد تكون غائبة عن ذهن الكثيرين، فعرابو انتخابات الفيفا، ممن ينشطون في أروقة مقرات إقامة المنتخبات بزيوريخ، هم في الأغلب، موظفون سابقون بالاتحادات القارية، لاسيما أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا، بل بعضهم كانوا موظفون سابقون في الفيفا. وتشير المتابعات أن بعضهم يعمل بصفة «متعاون» مع حملة دون غيرها، ويكون ذلك من واقع علاقاته القوية مع الاتحادات الوطنية بقارته، وبالتالي يكون دوره هاماً ومؤثراً، لإقناع معارفه بالتصويت للمرشح الذي يعمل معه دون غيره. وبحسب مصادر «وثيقة»، يكون أغلب هذا النوع من عرابي الانتخابات، متعاون بأجر، قد يتراوح بين 10 إلى 20 ألف فرانك، ومن بين الوعود التي قد يقتنع بالعمل بسببها مع مرشح دون آخر، هي الوعود بوظائف في الفيفا نفسها. أروقة وكواليس انتخابات الفيفا حالياً، كشفت عن وجود عدة شخصيات تلعب هذا الدور، وهم أفريقي، ولاتيني، وآسيوي، وآخر أوروبي، وكل فرد منهم يتحرك بحسب علاقاته القارية القوية مع الاتحادات الوطنية دون غيرها، حتى أن بعضهم انتقل من مقرات إقامة المرشحين، لمقرات إقامة الوفود، التي يعرفها أكثر من الأخرى، ليكون قريباً منهم، ضامناً تصويتهم لمرشحه. إقالة جبرية اللافت في الأمر، أن الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوي، كان أول من اتخذ خطوات واضحة وشفافة، تبعده عن شبه استغلال منصبه، وتوظيف «عرابي وسماسرة» انتخابات، في حملته، وذلك فور إعلانه خوض السباق الانتخابي لرئاسة فيفا، فقد قرر عزل الاتحاد الآسيوي تماماً عن الحملة، وعن اللعبة الانتخابية، وتركه في عهدة جون ويندسور الأمين العام للاتحاد القاري. وليس هذا فقط، بل فرض استقالة أبرز موظفيه في مكتبه الخاص من مناصبهم بالاتحاد الآسيوي، للالتحاق والعمل معه في حملته الانتخابية، ما يضفي شكلاً من أشكال النزاهة على تحركات رئيس الآسيوي، وبات يعمل مع بن إبراهيم، موظفون سابقون بالاتحاد القاري، ضمن حملته نحو رئاسة الفيفا، وهو ما شدد عليه جون وينسور نفسه، عندما أكد عزل الاتحاد القاري وموظفيه عن حملة سلمان بن إبراهيم، بناء على توجيهات رئيس الاتحاد الآسيوي المشددة في هذا الأمر. على الجهة المقابلة، يقف السويسري إنفانتينو، صاحب الإمكانيات الأقل، والحملة الأصغر من حيث عدد الموظفين والعاملين بها، لكن اللافت أن أغلبهم، هم موظفون بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ما يعني أنه لا يزال يستعين بكبار موظفيه في «يويفا» لمساعدته خلال حملته الانتخابية. حملة الأمير علي ورغم نجاح حملتي الشيخ سلمان بن إبراهيم، وجياني إنفانتينو في فرض مرشحيهما بأروقة ودهاليز السباق الانتخابي، إلا أن حملة الأمير علي، لا تزال «غير نشطة» بشكل فاعل في العديد من مقرات الإقامة الخاصة بالوفود، فيما اكتفى طوكيو سكسويل الجنوب إفريقي، بموظفي مكتبه الخاص، ليكونوا ضمن حملته، التي تبدو ضعيفة للغاية، حيث لم تحقق صدى صوت على الإطلاق، أما الفرنسي جيروم، فهو يستعين بمعارفه وأصدقائه، وأيضا لم يحقق الذيوع المتوقع. دور واضح وأكد أحد أكبر عرابي الانتخابات حالياً، (طلب عدم ذكر اسمه)، أن عمله شرعي تماماً، فهو قد استقال من منصبه قبل أكثر من 3 أشهر، والتحق للعمل بحملة مرشح بعينه، دون آخر، وشدد على ثقته في فوز مرشحه، رغم التكهنات بصعوبة ذلك. ولفت «عراب الانتخابات»، أنه يعتمد على اللعب النزيه، فلا شيء يخفيه، وقال: «الانتخابات لعبة إقناع، وعرض جيد للأفكار، وسعي لكسب الأصدقاء والمؤيدين، هذا ما يبرع فيه المرشحون، وهذا أيضا دور أفراد الحملة، من عرابي الانتخابات، فهم لهم علاقات قوية، ودورهم هو كسب تلك العلاقات وتحويلها لأرقام في صندوق الانتخابات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©