الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السوق الشعبي يؤمن منافذ بيع للأسر المنتجة

السوق الشعبي يؤمن منافذ بيع للأسر المنتجة
6 سبتمبر 2014 19:45
يأخذ السوق الشعبي بدبي زواره في رحلة تراثية عبر «دكاكين» مسقوفة، مشرعة أبوابها الخشبية على نافذة الماضي في انتظار الزبائن، لشراء معروضات أسر منتجة تملأ 49 محلاً من أصل 92 محلاً لـ»مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشروعات الشباب». جمالية الفكرة إذا قمت بجولة للتعرف على إيقاع هذا السوق وما يختبأ خلف جدرانه من تحف و«إكسسوارات» وعطور، ولمسات للحرف التراثية القديمة، التي برزت خلال الحفر والنحت على الأخشاب، لتشكل تحفة بديعة، ستكتشف أنه يعج بالكثير من المشروعات المثمرة، التي تنتظر إقبال الجمهور عليها، لتسهم في دعم أسر منتجة وجدت لها منصة مثالية لتشارك في الأعمال التجارية وتسوق إبداعاتها تحت مظلة هذا السوق الشعبي. ويشهد تصميم مبنى السوق بجمالية الفكرة التي ارتكزت على العودة إلى منظومة البناء المعماري التقليدي، لمفهوم الأسواق الشعبية، كأيقونة حية تخلق علاقة وطيدة بتفاصيل وطبيعة المكان الذي لم يمثل فقط محطة للتعاملات التجارية من بيع وشراء، إنما ملتقى اجتماعي وأدبي واقتصادي في الوقت ذاته، إضافة إلى أن تفاصيل المكان غنية بعناصر ومفردات هندسية ترسخ مفهوم الهوية الوطنية وتعزز القيم والمفاهيم والتقاليد العربية الأصيلة ومبدأ الحفاظ على الموروث الثقافي والعمراني للمنطقة. ويضم السوق الكثير من المحال المميزة فيما تقدمه وتعرضه من أفكار جديدة وغير مكررة، ومن بين ما يضمه هذا السوق محالاً لبيع «الجلابيات»، والعطور، والإكسسوارات، والبخور، وصناديق المندوس المنفذة على أيدي حرفيين محليين، وجدوا هذا السوق فرصة سانحة للكشف عن إبداعاتهم ومهارتهم في المشاغل اليدوية، بالإضافة إلى الملابس التراثية وبعض التحف، والألعاب المصنوعة من الورق «صديقة للبيئة»، وغير ذلك من المعروضات. منصة تجارية أعرب عدد من أصحاب المحال عن امتنانهم لدعم ومساندة الأسر المنتجة وفتح منصة تجارية، قادرة على تسويق منتجاتهم ومشاركتهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، منهم «بن شهدور للتجارة»، الذي بدأ مع رخصة «انطلاقة»، وهو برنامج يسمح للمواطنين في دبي بممارسة العمل من منازلهم من دون إلزامهم باستئجار محل أو مكتب تجاري ما يسهم في تشجيعهم على بدء مشروعاتهم واحتفاظهم بمصاريف تأسيس غير مبالغ فيها، ترفع من قدرتهم التنافسية. ويشير بن شهدور إلى أن وجود هذا السوق الشعبي حدد مكانه في خريطة منصة المشاركة الاقتصادية، وشجعه على استكمال دوره التجاري خارج نطاق المنزل، ضمن كيان وصرح تجاري يشكل وجوده في القريب العاجل مقصداً سياحياً مهم لكل من يرغب في الكشف عن سحر الأسواق الشعبية المحلية، حيث شارك بن شهدور في تقديم إكسسوارات معروضة بطريقة فنية، تناسب الأزياء النسائية التقليدية. وتفوح بين جنبات السوق رائحة العود والبخور المصنعة على أيدي النسوة اللاتي وجدن طريقهن في فتح مشروعات تجارية لهن من باب مزاولتهن حرفة خلط العطور وصناعة البخور، من بينها محل «طيب الوافي» لأم خلفان، التي تميزت منتجاتها العطرية ببراعة خلطها الروائح التقليدية تارة، والمزج بينها وبين الروائح الحديثة تارة أخرى. صناعة «المندوس» على مقربة من المكان تسلح الوالد جاسم بقيش بحرفة صناعة «المندوس»، التي أعجب بها وهو طفل صغير،وتعلق بالنجارة، حتى كشف عن براعته في تجهيز صناديق خشبية محفورة ومزخرفة ومطعمة بالفضةتستخدم في حفظ الأغراض قديماً، مؤكداً أهمية وجود هذا السوق الذي أسهم في إبراز موهبته وإظهارها للعلن،بعد أن كان يمارسها في إطار ضيق بورشة خاصة في المنزل وعبر مشاركته في بعض المعارض. وشدد بقيش على ضرورة حفظ الموروثات التراثية وتعريف الآخرين بها، وبأهميتها في الماضي وطريقة استخدامها، موضحاً أنه عادة ما تستخدم هذه القطع كديكور وقطعة فنية تجسد التصميم التراثي في فراغ ما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©