الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء الدين في دبي: صروح الخير تحمل اسم زايد في كل بلد عربي أو إسلامي

علماء الدين في دبي: صروح الخير تحمل اسم زايد في كل بلد عربي أو إسلامي
20 أغسطس 2011 02:35
نظمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ملتقى عقب صلاة التراويح تحدث فيه نخبة من العلماء في مسجد عمر الفاروق، عن مآثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأكد العلماء، الذين تحدثوا أمس في فعاليات “ الوفاء لزايد العطاء” بدبي، أن العزاء في فقيد الأمة الشيخ زايد يرحمه الله؛ هو هذا الصرح الذي شيده، متمثلاً في دولة الاتحاد، وخليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة؛ الذي اختاره الله سبحانه ليكمل مسيرته الخيرة. وقال الدكتور حمد الشيباني مدير عام الدائرة، إن “للشيخ زايد يرحمه الله عطاءاته وإنجازاته ومواقفه المشَرفة وهو ما يعرفه القاصي والداني”. وأكد الشيباني في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عمر الخطيب مساعد المدير العام للشؤون الإسلامية، أن هذه المواقف تجلت فيها آدابه وأخلاقه ومواهبه وأصالته العربية والإسلامية. أعماله شاهد عدل وقال الشيباني، “ ففي مثل هذا اليوم- أمس- انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –رحمه الله- وقد كان لنبأ وفاته وقع شديد على النفوس ودوي هائل في دولة الإمارات وفي العالم العربي والعالم الإسلامي، بل وفي شتى أقطار الأرض”. وأضاف: لقد زلزل الخبر قلوبنا، واعتصر الحزن نفوسنا لأننا ندرك أن الخسارة فادحة وأن المصاب جلل”. وأشار الشيباني، إلى أن أعمال الشيخ زايد شاهد عدل على أن المرء ينتفع بعمله الذي امتد أَثره بعد موته، كما ينتفع بعمله الذي انقطع ثوابه بموته. وقال مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قد رحل الشيخ زايد وأمتنا أحوج ما تكون إليه في حسن تفكيره وحسن تدبيره وفي عزمه وعزيمته التي لا تعرف الكلل وأيضاً في قدرته على اتخاذ المواقف والقرارات. محل اتفاق من جهته، قال الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء، أستاذ الدراسات والعلوم الإسلامية، إن “التاريخ لم يشهد منذ قرون قائداً وحاكماً اجتمع الناس على محبته، كما اجتمعوا على محبة زايد الخير رحمه الله”. وأضاف: أينما ذهبت، وحيثما تلفت تجد ألسنة الناس تلهج بالثناء عليه والدعاء له، زرع محبته في قلوب الجميع مواطنين ووافدين، عربًا وأجانب، مسلمين وغير مسلمين، مقيمين في هذا البلاد أو في سائر أنحاء العالم. وأكد سلطان العلماء، أن زايد هو واحد من قلة قليلة لم يكن عليه خلاف في دولته أو أمته الكبيرة، بل وفي العالم كله، عندما أمن حاجات أهله وأبنائه في الإمارات، مد يده إلى إخوانه وأشقائه في الدين، ثم إلى الأخوة في الإنسانية. وأشار إلى أن ما من موضع في البلاد العربية والإسلامية إلا وهناك صروح للخير تحمل اسمه أو اسم الإمارات. سبّاق في الخير وقال الدكتور العلماء، “تجده أول من يمد يده لكل مصاب في أرجاء العالم، سباقاً إلى الخير، ولذلك تجد ألسنة الناس ومهجهم تنطق بحبه، ولم يكن في يوم من الأيام طرفاً في أي خصومة، بل كان ملاذاً للمصالحة بين الأخوة. وذكر أنه هذه المحبة يشاهدها كل راء ويسمعها القاصي والداني، ولذلك كان المصاب خسارة تتجاوز حدود هذا الوطن لتشمل عالماً واسعاً، والجميع أصابهم الحزن والحسرة على فقد هذا الزعيم الذي يندر أن يجود الزمان بمثله. وأفاد أستاذ الدراسات والعلوم الإسلامية، اجتمع في زايد الخير رحمه الله جهات عديدة، فهو قائد فذ أنشأ دولة وكياناً، أصبح اسمها يتردد في أصقاع العالم بكل فخر واعتزاز. ونوه إلى أن ما حققته دولة الإمارات من منجزات تنموية وحضارية شاملة لم تكن لتتحقق لولا نهجه المتفرد في الحكم وعبقريته في القيادة، وجمع بذلك بين محبة شعبه له واحترام أمته إياه وتقدير العالم لما يتحلى به. وقال سلطان العلماء، “هو حكيم يندر مثله في عصرنا، سلك نهج الاعتدال وثبات المواقف، ورزقه الله بعد النظر والرؤية السديدة والفكر المستنير والسياسة الحكيمة” وأضاف: هذه الحكمة التي تحلى بها مكنته من الاحتفاظ بعلاقات طيبة ومتينة مع كل الشعوب، حتّى أصبحت دولة الإمارات مضرب المثل في العلاقات الطيبة بين الدول”. حكمة وعدل وتطرق، إلى أن الشيخ زايد رحمه الله كان ملجأ الجماعات والدول الّتي تتوتّر بينهم العلاقات؛ فيتدخل بحكمته ويصلح ذات البين؛ وقال سلطان العلماء إن الشيخ زايد جسد الحاكم العادل الذي مضى بحكمه في أمته على أساس الرحمة والعدل، رفيقاً بشعبه، حنوناً عليهم، مشفقاً بهم، باذلًا يده بالخير، معيناً على نوائب الدهر وصروف الأيام، فاتحاً ذراعيه لكل ملهوف، ناصراً لكل مظلوم، آخذاً على يد الظالم”. وأضاف: الشيخ زايد هو الإنسان الرحيم، الذي يؤلمه آلام بني البشر، ويكدره ما يصيبهم من بلايا ورزايا؛ فيسارع إلى مدّ أياديه البيضاء إليهم، ولا تكاد تسمع بكارثة أو نكبة أو بلاء إلا وتجده أوّل المسعفين، وأسرع من يهب لنجدة إخوته في الدين أو الإنسانية”. الأب الحاني وتطرق سلطان العلماء، إلى أن الشيخ زايد كان الأب الحاني الذي يحس بألم أبنائه، ويسعى لتحقيق آمالهم، يوجههم بكل عطف ومحبة، ويرشدهم بكل حكمة وروية، ويوفر لهم مستلزمات الحياة الكريمة، ويذلل أمامهم الصعاب.بالإضافة إلى انه يزيل ما قد يصادفهم من عقبات، ويطالبهم ببذل الجهد والطاقة ليحافظوا على تراث الآباء والأجداد. وذكر أنه يرحمه الله هو الأب الحنون، لم يعرفه شعبه إلا بالوالد، سواء في ذلك كبيرهم وصغيرهم، تعبيراً حقيقياً عما يشعرون به تجاهه، ويحسون به نحوه. المؤمن المتواضع وأفاد سلطان العلماء، أن العالم أجمع شعر بهذا التلاحم والترابط بينه وبين شعبه، نتيجة إحساسه بشعبه وحبه الخير لهم، وإيمانه الراسخ بأن القيادة صدق في القول وإخلاص في العمل، وتفان مستمر لخدمة الناس. وأضاف أنه كان بمثابة العبد المتواضع لله، يرجع كل فضل إليه سبحانه وتعالى، ويسند كل نجاح لعونه وتوفيقه، يعتز باستمرار بالتمسك بالشريعة الإسلامية، ويدرك أن كل خير تنعم به الأمة ناتج عن هذا التمسك والإيمان الكامل والإخلاص والتفاني المطلق، ولسانه يلهج دائمًا بالحمد والشكر لله سبحانه على ما منّ به عليه من تحقيق الكثير من آمال وطموحات شعبه، ويتضرّع إليه في كلّ مناسبة سائلًا منه التوفيق والسداد. مجالات خير زايد واستعرض الدكتور سلطان العلماء، العديد من مجالات الخير التي قامها بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، مشيراً إلى أن النزعة الإنسانية في شخصيته تجلت لتظهر بأشكالها الكريمة في الكثير من المجالات. وقال، “ كأن الله سبحانه خصه بحكمة وبصيرة وطيب خلق ليشمل برعايته المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة، بل الاخوة والأصدقاء في كافة أقطار المعمورة”. وأضاف سلطان العلماء: يسّر الله على يديه قضاء الكثير من الحاجات ليدخل في زمرة عباد الله الذين اختصهم بقضاء حوائج الناس؛ وهو أيضاً صاحب العاطفة الإنسانية الصادقة والقلب الرحيم، وخيره العميم، وصدقاته الجارية”. وشمل يرحمه الله، الجانب الإنساني منه الدول والشعوب والأفراد، كما شمل الأطفال والشباب، والرجال والنساء، والأيتام والفقراء، والعجائز والأرامل، والمعاقين والملهوفين. تكريمه للعلماء وقال: كان رحمه الله يرى لأهل العلم قدرهم، يجلهم ويقدرهم، ويكرمهم ويعلي منزلتهم، ويتفقد أحوالهم، ويقدّمهم في مجلسه، إدراكا منه لفضيلة العلم، وأن هؤلاء هم ورثة الأنبياء. وكان يحرص على الالتقاء بالعلماء لحرصه على أن يكون عمله صحيحًا موافقًا للشريعة الإسلامية؛ ويطرح القضايا أمامهم، ليسمع رأيهم فيما يريد أن يُقدم عليه من أمور، ويأخذ بنصائحهم. المساعدات الإنسانية ونوه سلطان العلماء، إلى أن الحديث عن الأيادي البيضاء للشيخ زايد والتي انتشر خيرها في سائر أرجاء المعمورة حديث طويل، فقد استمد رحمه الله، من تعاليم الشريعة سلوكه وعمله في المساعدات الإنسانية، وبناء بيوت الله، والمدن والسدود،وأيضا التعاون الإسلامي، وإنقاذ الإنسان من الكوارث والوقوف إلى جانبه في المصائب، وتحفيظ القرآن ، ونشر الحكمة والعدل ، وتشجيع العلم والمعرفة والبحث العلمي والابتكار. بالإضافة إلى الوقوف إلى جانب الحق، وإغاثة الملهوف، والدعوة إلى رأب الصدع ، ودعم واحتضان القضايا العربية والإسلامية. وأكد أستاذ الدراسات والعلوم الإسلامية، أن شخصا مثل الشيخ زايد رحمه الله لا ينقطع أجره وعمله الصالح وإن فارق الحياة فهو حي بأعماله الصالحة وصدقاته الجارية، مشيراً الى انه رحمه الله ترك الكثير من الصدقات الجاريات؛ والمساجد العامرة بذكر الله؛ والمستشفيات في مشارق الأرض ومغاربها يتعالج فيها الناس؛ دور للمسنّين؛ دور للعجزة؛ دور للمسلمين الجدد؛ دور للأيتام؛ مراكز لتحفيظ القرآن الكريم؛ مدارس في مختلف أصقاع الأرض تنشر العلوم النافعة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©