واشنطن - وكالات الأنباء: أقر الرئيس الاميركي جورج بوش بأن قواته تخوض ''معركة صعبة'' في العراق لكنه أكد بقاءها هناك ''طالما كان ذلك ضروريا لتحقيق النصر'' ولم يحدد أي استحقاقات متوجبة على الحكومة العراقية، فيما طالبها مستشاره لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي بأن ''تتحرك أسرع'' لتحقيق الاستقرار وتوقع أن يستمر العنف بدرجة ما بعد انتهاء رئاسة بوش مطلع عام ·2009
ووصف بوش خلال تجمع انتخابي في ساراسوتا بولاية فلوريدا مساء أمس الأول، دعما لمرشح من الحزب الجمهوري الحاكم في انتخابات تجديد نصف أعضاء الكونجرس يوم 7 نوفمبر المقل، عواقب انسحاب مبكر من العراق بأنها ستكون ''كارثية''· وحذر من ذلك قائلا ''في حال انسحبنا قبل تحقيق هدفنا، سينتصر التطرف في الشرق الأوسط ويصبح فيه حلفاء مثل إسرائيل محاصرين بقوى معادية بشكل استثنائي وتملك فيه إيران السلاح النووي وتصبح فيه الحكومات تحت سيطرة متطرفين يقطعون امدادات النفط عن الغرب''· وأضاف ''بعد 20 عاما سيتساءل الناس كيف لم يمكنهم رؤية التهديد عندما يتمكن الارهابيون من إيجاد ملاذ آمن في العراق؟ أنا أرى هذا التهديد ولذلك فلدي استراتيجية للنصر في العراق''· وأوضح أنه انه هو من يحدد الأهداف، وأن العمل ''التكتيكي'' من صلاحية قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد· وقال ''العدو يتغير ونحن نتغير· العدو يتكيف مع استراتيجيتنا ونحن نتكيف مع استراتيجيته وندخل تغييرات باستمرار من أجل هزيمته· وإذا سيطر الديمقراطيون على الكونجرس، فسياستهم واضحة لي، إنها: لنقلل الخسائر ونهرب· المعركة صعبة في العراق غير أننا سنقاتل وسننتصر في العراق وستستمر في مساعدة هذه الديمقراطية الناشئة على النجاح''·
وأوضح هادلي خلال مقابلة إذاعية أن بوش يرغب في أن يرى عند ترك منصبه في يناير عام 2009 مؤسسات ديمقراطية في العراق واتفاقا بين السنة والشيعة والأكراد وحكومة قادرة على تحقيق قدر أكبر من الرخاء الاقتصادي والأمن· وقال ''إننا لا نرى التقدم الذي نريده وقد شرعت الحكومة العراقية في اتخاذ قرارات صعبة ضرورية، لكن أعتقد أن عليها بذل المزيد بمعدل أسرع ولو تحدثتم مع رئيس الوزراء نوري المالكي فسيقول الشيء نفسه''· وتابع ''هل سيكون هناك سلام وهل ستكون هناك أي نهاية للعنف؟ بالطبع لا· سيستمر العنف لفترة طويلة وما نتطلع إليه هو وضع يمكن لمؤسسات الحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية أن تديره وأن تحتوي العنف''·في واشنطن، أكد قائد هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال بيتر بايس أنه لا يشعر بإحباط نتيجة الوضع الحالي في العراق· وقال في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول ''إنها معركة طويلة والعدو قال لنا إنه خطط لها لمدة 100 عام، كتب ذلك على موقع له على الانترنت· إنها مرحلة صعبة، لا شك في ذلك،علينا ان نواصل التركيز على ما يمكننا القيام به ولا أشعر شخصيا بالإحباط أو خيبة الأمل''·
وصرح مسؤول دفاعي أميركي بأن مسؤولين بريطانيين أبلغوا نظراءهم الأميركيين أن الجيش البريطاني يأمل في سحب قواته من العراق خلال نحو 12 شهرا لأنه ''يقترب من نقطة الانهيار'' هناك· لكن رئيس اللجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي هوارد دين قال في تصريحات صحفية إنه إذا أسفرت انتخابات الكونجرس عن فوز الديمقراطيين فهذا لا يعني قرب انسحاب قوات بلاده لأن الحزب ليس لديه خطط بهذا الخصوص ولأن بوش يبقى هو المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الأميركية·
عدد اليوم
