لايزال البطل الألماني الشاب سيبستيان فيتل المتوج مؤخراً بلقب بطولة العالم لسباقات الفورمولا – 1 لموسم 2010 يحتفظ في ألبوم ذكرياته بواحدة من الصور التي يعتز بها كثيراً، فهي الصورة التي مهدت لمولد أسطورة تسير على خُطى “مايكل شوماخر” النجم الكبير ورمز الانتصارات الألمانية في ميادين وساحات التنافس الرياضي، فقد التقط فيتل هذه الصورة مع شوماخر عام 1996، ولم يكن حينها قد تجاوز من العمر 9 أعوام، وإلى جواره ظهر مايكل شوماخر، والمناسبة كانت تتويج فيتل بإحدى بطولات سباقات الكارتينج “السيارات الصغيرة”، ومنذ هذا الوقت وفيتل يعترف بفضل “شومي” الذي شجعه واكتشف موهبته منذ نعومة أظفاره.
ولم يخيب فيتل ظنون الرمز الكبير، وسار على خطاه إلى ان توج بلقب بطولة العالم وأهدى ألمانيا أملاً جديداً في المحافظة على المجد الذي بناه شوماخر على مدار السنوات الماضية، وتشير السيرة الذاتية للنجم الصغير إلى انه من مواليد مدينة صغيرة في ألمانيا الغربية “سابقاً” تسمى “هيبنهايم” التي شهدت مولده في 3 يوليو 1987 (23 عاماً و135 يوماً)، وينتمي إلى أسرة من الطبقة المتوسطة، فقد كان الأب يعمل نجاراً، وربما يكون لمهنة الأب علاقة بعثور فيتل على المفاتيح التي مكنته من فتح أبواب المجد في عالم الفورمولا – 1 .
وفي إحدى مقابلاته مع الموقع الرسمي للفورمولا – 1 ، وهي المقابلة التي ركزت على الجانب الاجتماعي في حياته قال فيتل:”أحببت الثلاثي مايكل، وتمنيت أن أكون مثل أحدهم، وكانت البداية مع كرة السلة ولكنني لا أتمتع بطول القامة أو المهارة لكي أكون مثل مايكل جوردان نجم السلة الأميركي، وعشقت الغناء حينما استمعت إلى مايكل جاكسون، وكان من المستحيل أن أسير على خطاه لأنني لا أملك الصوت أو الموهبة الغنائية، وحدقت حولي لأجدني أقول.. ولماذا لا أكون مثل مايكل شوماخر ؟ إنه الملهم الذي قررت أن أتبع دروبه في عالم سباقات السيارات”.
ولدى فيتل شغف كبير بكرة القدم الألمانية، فهو من عينة النجوم الذين لا يشعرون بالغيرة من سطوة الساحرة المستديرة، وفي داخله عشق خاص للمنتخب الألماني الذي يحرص على متابعة مبارياته ويفخر مثل كل ألماني بقوة المانشافت ومكانته الكروية العالمية، ولم يسلم فيتل من هوس متابعة مباريات الدوري الألماني “البوندسليجا” ولكن قلبه لم يختر فريقاً كبيراً ليؤازره، فهو من مشجعي فريق “إينتراخت فرانكفورت” الذي يتابع مبارياته مثل الآلاف من عشاق هذا النادي الذي يصنف من بين أندية الوسط في الكرة الألمانية، حيث يحتل حالياً المركز الخامس في الدوري الألماني برصيد 20 نقطة بعد مرور 20 أسبوعاً على انطلاقة المسابقة.
وتناول فيتل جوانب أخرى في حياته الخاصة، حينما قال انه يخاف من الفئران، ولا يعلم سبباً لذلك ولكنه يشعر بالرعب حينما يراها على الرغم من تمتعه بقدر كبير من الشجاعة، كما أشار إلى انه يكره رائحة التدخين، وخاصة حينما تجبره الظروف على التواجد في أماكن تسمح بالتدخين، ومن بين الأشياء الأخرى التي يكرهها كثيراً الإستقياظ مبكراً.
وكشف فيتل عن عشقه الخاص لمطبخ الأم ورائحة ومذاق الطعام الذي تربى عليه، مؤكداً انه مستعد للتضحية بحياته للبقاء في مطبخ الأم، ويسيطر عليه هذا الشعور حينما تجبره طبيعة المنافسات على السفر والترحال طوال العام بعيداً عن أحضان العائلة، كما انه يعيش في سويسرا منذ احترافه سباقات الفورمولا – 1 مما يعمق من شعوره بافتقاد الأم.
وعن مشروبه المفضل، وكيف يتناول القهوة قال فيتل :”لا أعرف طعم القهوة أو غيرها من المشروبات، وعشقي الأول هو شرب الماء الذي لا أعرف طعماً لمشروب أفضل منه” .
وعن رؤيته للمستقبل بعد أن يعتزل سباقات السيارات ويحصل على المجد والمال قال فيتل :”لا أتخيل نفسي بعيداً عن سباقات السرعة والتنافس على المركز الأول، وتلبية لتلك الرغبة سوف أتوجه إلى سباقات الماراثون، وأتمنى أن أكون لائقاً للدخول من جديد في سباق سرعة والحصول على المركز الأول ولكن بلا سيارة”.
عدد اليوم
