السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بردا برداني بردا

بردا برداني بردا
5 سبتمبر 2014 20:10
(1). . أما الصينيون، فلديهم علاج يسمونه (هيولياو) وتعني العلاج بالنار الذي يكون هو الحل عندما يستعصي المرض على الصينيين، فالنار ليست بالضرورة مصدر تهديد، لأنها تعتبر شكلاً من أشكال العلاج البديل الذي يمارس منذ مئات السنين، وعلى الرغم من عدم وجود إثبات طبي يؤكد فاعليته، إلا أن المروجين له يؤكدون قدرته على الشفاء من أمراض كثيرة. يبدأ العلاج بأن يسكب المعالج محلولاً كحولياً على ظهر مريض ملفوف بقطعة قماش، ثم يعمد إلى إشعاله. . في الصين ثمة كثيرون مقتنعون بمنافع مثل هذه الأساليب التقليدية على الصحة. وهذه الطريقة المعروفة باسم «العلاج بالنار» والمألوفة لدى العارفين بالطب التقليدي الصيني تنسب إليها منافع عدة، كمعالجة الضغط النفسي وعسر الهضم ومشاكل الخصوبة وحتى بعض أنواع السرطان. ويتم العلاج بدهن المنطقة التي تعاني مشكلة بمرهم مصنوع من الأعشاب، وتغطيتها بقطعة قماش مشبعة بالكحول وتضرم النار فيها، وقد تصل مدة الجلسة الواحدة إلى ثلاثين دقيقة وفقاً لحالة والمريض. ويفترض أن يكون العلاج بالنار بسيطاً ومن دون ألم في ما لو تم على يد خبيرة ومدربة، لكن في بعض الأحيان قد تقع كوارث، ويبدو أن عدم ثبوت منافع هذه الطريقة علمياً لا يحبط من عزيمة المدافعين عن هذه الممارسات التي تعود إلى قرون عدة غابرة، ولم تزل تمثل متعة للنظر لدى محبيها، كما أن هؤلاء المنادين بفوائد هذه الطريقة، يؤكدون أن تحفيز نقاط الوخز بالإبر بواسطة الحرارة أو تقنية الكي أثبتت مزاياها منذ زمن طويل. جميع أنواع الطب البديل هذه، من المشرق والمغرب، تسعى الشعوب، لا إرادياً، إلى تطبيقها بحثاً عن الأمل بالشفاء. . في الوقت ذاته، فإننا ننسى أو نتناسى جروحنا وقروحنا وننهمك في جدل فقهي حول: - هل يجوز استخدام الكحول لإشعال الحريق، وهو حرام شرعا؟؟ (2)على الرغم من هذا العرق الذي (يزرب) من أجسادنا البائسة كلما لمستها أشعة شمس أيلول، إلا أن تقارير علمية تدعي بأن النشاط الشمسي يتناقص عاماً بعد عام وعقداً بعد عقد وقرناً بعد قرن، وأن الشمس صارت أكثر برودة، ومن المتوقع أن تنخفض درجة الحرارة عالمياً، مما يعني مباشرة بأن شركات بيع المعاجين والمساحيق الواقية من الشمس سوف تفلس، إذا لم تجد لها طريقة أخرى لاستغلال الناس، ربما عن طريق تسويق فيتامين (د) على شكل «سبري». . كذلك شركات تصنيع وتسويق المايوهات وملابس السباحة، إلا إذا ابتكروا مايوهات للأجواء الأكثر برودة، ولا ننسى محال الآيس كريم والأسكيمو، بينما تتعرض شركات المشروبات الغازية إلى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إلى أن تبتكر إحداها «سحلب كولا»، أو ببسي قرفة. أما أولئك الذين يترفعون عن أكل الدجاج المجمد، فسوف يكتشفون أن الطازج صار مجمداً أيضاً، لكن بـ «ريشه وطعاويشه»، وسوف يعاني الناس القشعريرة الكاملة لدرجة أن النعومة السابقة سوف تنسى. . . ويشرع الشعراء بالتغزل في حبيبات القشعريرة على أنف الحبيبة الأحمر الدائم اللدونة، وربما تصير أغنية الست فيروز أم زياد «بردا برداني بردا» نشيداً لكثيرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©