الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة: مشروع «ثنائية اللغة» بـ«أبوظبي للتعليم» لا يؤثر على الهوية الوطنية لطلبة المدارس

دراسة: مشروع «ثنائية اللغة» بـ«أبوظبي للتعليم» لا يؤثر على الهوية الوطنية لطلبة المدارس
20 أغسطس 2011 02:46
كشفت دراسة علمية حول “فعالية التعليم والتعلم ثنائي اللغة” بمجلس أبوظبي للتعليم عن وجود آثار إيجابية لتدريس الطالب نموذج ثنائية اللغة مع التأكيد على عدم وجود أي آثار سلبية لهذا الأمر على هوية الطالب أو منظومة القيم الوطنية لديه. وأكد معظم الطلاب وذويهم وجود تحسن في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات (التي تدرس بالعربية والإنجليزية على حد سواء) خلال العام الدراسي الماضي. ومن ناحية أخرى، فقد صرح معظم الطلاب بأنهم قد استمتعوا بهذه المواد التعليمية الثلاث، من دون التمييز كثيراً فيما بينها، مشيرين إلى أن النموذج ثنائي اللغة المستخدم يؤمن بيئة إيجابية تحسن التعليم. وأكدت الدكتورة حنان خليفة رئيسة قسم الأبحاث في مركز الامتحانات بجامعة كامبريدج أنه أثناء فصل الخريف للعام الدراسي 2010، تم جمع البيانات من ثماني مدارس كانت تلقى الدعم من قبل CfBt منذ العام 2006 وكانت المدارس تمثل مدارس أبوظبي من حيث النوع، وحجم غرفة الصف، والموقع، ووضع الطلاب الاجتماعي - الاقتصادي. وركزت الدراسة على طلاب الصف الرابع الابتدائي (ما بين 9 و10 سنوات)، ومعلماتهم وذويهم وقد تم جمع البيانات من مجموعة 258 طالباً، و116 ولي أمر، و18 معلمة، و8 من مديرات المدارس، و8 فرق عمل تابعة CfBt موزعة في هذه المدارس و24 غرفة صفّ. وأشارت إلى أهمية الإصلاحات التعليمية الطموحة التي يقودها مجلس أبوظبي للتعليم (ADEC) للانتقال من نظام تعليم أحادي اللغة عموماً، إلى نظام جديد ثنائي اللغة، وهو النظام الذي سجل نتائج تعليمية ناجحة للطلاب، وهي مدعومة بشكل واسع من الأهل والمعلمين ومديري المدارس. كما أن مبدأ وعملية تطوير مشاركة الطلاب الأكثر فاعلية في التعليم واضحتان في غرف الصف وتقدمان فرصة كبيرة للتعليم ثنائي اللغة والعبور اللغوي، عبر نشاطات كنقاشات المجموعة وتقويم الأقران، إضافة إلى ذلك، يفيد الطلاب بأنهم يدعمون تعلمهم الخاص باللغتين الإنجليزية والعربية خارج البيئة المدرسية. وأكدت وجود مؤشرات إيجابية، حيث يرى كل من الطلاب وذويهم تحسناً في تحقيق الإنجازات، فيما تشير مديرات المدارس والمعلمات إلى تطور في فهم الطلاب لمواد تعليمية كالرياضيات، وبشكل خاص، في إتقان الإنجليزية والعكس صحيح، فإنه يبدو ظاهراً أن ليس للتعليم ثنائي اللغة أي تأثير سلبي على إتقان الطلاب للغة العربية كلغتهم الأم، فهما مادتان مختلفتان، حيث تركز معلمة اللغة العربية على تحسين مهارات اللغة العربية في صفها، وكذلك الحال بالنسبة لمدرسة اللغة الإنجليزية، ومن ناحية أخرى، يشير البحث إلى أنه ليس للتعليم ثنائي اللغة تأثير سلبي على هوية الطالب الوطنية، أو ثقافته أو تراثه. اللغة الأم وحول وجهات نظر الأطراف المعنية في التعليم ثنائي اللغة، أوضحت الباحثة أن البحث تضمن أسئلة لكل من المعلمات ومديرات المدارس والأهالي حول آرائهم، فيما يخص تطبيق التعليم ثنائي اللغة وأثر ذلك على تعلم الطلاب وفعالية المعلمات، وقد جاءت الإجابات “إيجابية جداً إجمالاً”. وتطرق أحد الأسئلة الرئيسة المطروحة على الأهل إلى إتقان الطالب للعربية كلغة أم، فأي برنامج ثنائي اللغة ينطوي على الخطر النظري بتأثر لغة الطالب الأولى بسبب التركيز على اللغة الثانية. وفي الواقع، فإنه من بين 84 من إجابات الأهل، فإن اثنتين فقط لم تلحظا أيّ تحسن في إتقان اللغة العربية. وأشارت إلى أن رضا الأهل على تقدم أبنائهم في اللغة الإنجليزية كان أكثر إيجابية. فقد لاحظ جميع المجيبين من بين الآباء والأمهات، البالغ عددهم 86 في إجاباتهم، تحسناً في إتقان الطلاب للغة الإنجليزية. الهوية والتراث ورصدت الدراسة أنه عندما يتم إدخال التعليم ثنائي اللغة على نطاق واسع، قد يكون هناك تحفظات بأنه “قد لا يعزز الهوية الوطنية” أو لا يساعد في الحفاظ على الثقافة والتراث المحليين، لذلك، فقد هدف جزء من هذا البحث إلى التحقيق فيما إذا كانت الأطراف المعنية المختلفة، وبالأخص مديرات المدارس والأهل، يوافقون على وجهة النظر هذه وإذا ما كانوا قد استكشفوا سبل معروفة للحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الثقافي. وتشكل التعليقات التالية إجابات نموذجية على الأسئلة الواردة أعلاه، وهي تظهر ثقة في المنهاج ثنائي اللغة: أعتقد بأن تعلم أي لغة أجنبية يزيد من ثقة الشخص بذاته ولا يؤثر على هويته أو تراثه، لكن عليه أن يتابع قراءة لغته الأم وتعلمها، لا يهم أي لغة أتكلم، فهي لن تنجح أبداً في إضعاف هويتي الوطنية، وأتمنى لو أن كتاب اللغة الإنجليزية يتحدث عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه، أنا أقدم أمثلة عن تراثنا، عن النضالات التي خضناها لنصبح ما نحن عليه الآن، نحن نتكلم العربية فقط في المنزل، ونحافظ على هويتنا الوطنية، وعاداتنا وتقاليدنا لكي نتمكن من نقلها إلى أبنائنا فالإنجليزية في المدرسة فقط. قيادة المدرسة وأشارت الباحثة إلى أنه أجريت مقابلات فردية مع مديرات المدارس لقياس وجهات نظر قيادة المدرسة حول التعليم ثنائي اللغة في المدرسة، وحول تقدم إتقان الطلاب للغتين العربية والإنجليزية، وحول التغيرات التي أمكن رؤيتها في فعالية المعلمات وفي تعلم الطلاب على حد سواء، وتمت ملاحظة حصص في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات في كل من المدارس الثماني، وقد نظر المراقبون في هيكلية الدرس، والمواد التعليمية والمساعدات المستخدمة، وأهمية النشاطات بالنسبة إلى أهداف الطلاب، ومشاركة الطلاب في النشاطات، إضافة إلى أمثلة من الطلاب والمعلمات الذين يستخدمون اللغتين العربية والإنجليزية. بيئة غنية وخلال الدراسة، تم سؤال الطلاب وذويهم كم من الوقت يمضون خارج دوام الصف في تنفيذ النشاطات في كل من اللغتين الهدف: الإنجليزية والعربية. وقد أشارت الإجابات إلى أن العديد من الطلاب قد بدأوا العمل في بيئة غنية ثنائية اللغة، يشعرون فيها بالراحة عند تنفيذ نشاطات أساسية في كلتا اللغتين. وعند سؤالهم عن المطالعة باللغة الإنجليزية خارج المدرسة، فإن 80 في المائة من الطلاب قد ذكروا أنهم يفعلون ذلك “أحياناً” أو “بشكل متكرر”، مقارنة بنسبة 91 بالمائة يطالعون باللغة العربية، وقد كانت نسبة التحدث إلى صديق باللغة العربية أو الإنجليزية متشابهة جداً، ما يشير إلى الطريقة التي تتخذ بها البيئة ثنائية اللغة شكلاً، بيد أن هناك بعض الفروق المثيرة للاهتمام وثيقة الصلة بالنوع بين الذكور والإناث في ثنائيتهم اللغوية خارج المدرسة، ففي حين ذكرت 48 في المائة من البنات بأنهن يقرأن مجلات بالإنجليزية. فإن 68 في المئة من الصبيان أكدوا قراءة مجلات إنجليزية خارج المدرسة، كما أن هناك أيضاً فروقاً جوهرية وثيقة الصلة بجهة استخدام اللغة الإنجليزية خارج المدرسة بين البيئتين الحضرية والريفية، حيث تستخدم الإنجليزية بشكل أكبر في البيئة الحضرية. وتضمنت غرف الصف المرتكزة على الطلاب تقنيات أخرى أيضاً، مثل تبادل الطلاب الأفكار بين بعضهم بعضاً (وعدم القلق حول ارتكاب الأخطاء) وحلّ الطلاب للمسائل والأحاجي مع رفاق صفهم، وقيام الطلاب بالتقويم الذاتي أو تقويم الأقران، وقد تم، أثناء ملاحظة الحصة، مشاهدة العديد من هذه النشاطات وتنفيذها بشكل مرضٍ، وقد تم أيضاً سؤال كل من الطلاب والمعلمات حول نشاطات غرفة الصف المرتكزة على الطلاب في الاستطلاعات الموجهة إلى كل منهم، وقد وافقت الأغلبية أن نطاقاً من النشاطات المنتظمة قد تمت. وقد أظهر معظم الطلاب، عند منحهم الفرصة، فعالية في هذه النشاطات كالتعليق البناء على بعضهم بعضاً ضمن مجموعة أو التناقش فيما بينهم حول كيفية التعامل مع أي واجب من الواجبات. العبور اللغوي إن “العبور اللغوي” ظاهرة شائعة في غرفة الصف ثنائية اللغة ويكون ذلك حين يتلقى الطالب أو المعلم معلومات في إحدى اللغات ويستخدمها أو يطبقها في لغة أخرى وقد وجد البحث أمثلة لطلاب ومعلمات يعبرون لغوياً بين الإنجليزية واللهجة العربية الإقليمية واللغة العربية الفصحى. وقد سيطر استخدام اللهجة العربية المحلية في حصص اللغة الإنجليزية والرياضيات، أما اللغة العربية الفصحى، فقد استخدمت بشكل أساسي في حصص اللغة العربية. يستخدم الطلاب في هذه المدرسة اللغتين العربية والإنجليزية في تعلم المواد الدراسية، فهم الآن يدرسون الرياضيات والعلوم بالإنجليزية، ويدرسون العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية بالعربية. ويتعامل الطلاب مع هاتين اللغتين بشكل إيجابي وفعال، كما أن المعلمات متحمسات لتحسين مهاراتهن اللغوية، بهدف إيصال اللغة بشكل أفضل إلى طلابهن. مشاركة الطلبة وأوضحت الدراسة أن أحد المبادئ الرئيسية للتعليم المرتكز على الطلاب هي أن يتحمل هؤلاء مسؤولية تعلمهم. من هنا، فقد تم تجميع بيانات للتحقيق في نوع النشاطات التي يمارسها الطلاب خارج البيئة المدرسية من أجل دعم تعلمهم الخاص، وقد تم تجميع معلومات من الطلاب وتعزيز البراهين من خلال رؤية الأهل. وأظهرت الدراسة أن الطلاب يدعمون، بصورة إجمالية، وبوسائل عدة، تعلمهم الخاص للغتين الإنجليزية والعربية خارج البيئة المدرسية. وقد أشارت كل من إجابات الطلاب وذويهم أنه على الرغم من استخدام العربية والإنجليزية على حد سواء خارج غرفة الصف، فإن نشاطات دعم التعلم تنفذ غالباً باستخدام العربية، بشكل أساسي من خلال المطالعة والتكلم وقد صح ذلك لدى الطلاب الذكور والإناث على حد سواء. ومما أثار الاهتمام، إفادة الطلاب باستخدامهم الإنجليزية خارج غرفة الصف أكثر من الطلاب الإناث، استناداً إلى النتائج السابقة التي تشير إلى كون الطلبة الذكور أقل ثقة بالنفس من الطلبة الإناث في تحسنهم المذكور، واحتمال تمتعهم به بشكل أقل، فإن ذلك يدل على احتمال استفادة الطلاب الذكور من استخدام أساليب أقل رسمية لتعلم الإنجليزية. ومن البديهي أيضاً استنتاج أن استخدام الإنجليزية خارج غرفة الصف في المدارس الريفية أقل منه من المدارس الحضرية ومن المحتمل أن يعود ذلك إلى فرص أقل للتعرض للغة الإنجليزية خارج حدود البيئة المدرسية. وكشفت الدراسة عن نتائج أخرى حول التعليم المرتكز على الطلاب، والمرتبط مباشرة بتحسين نوعية التعليم وبأحد مؤشراته، وهو إدخال مفاهيم تعليمية جديدة، وقد جرت من أجل التحقيق في التعليم المرتكز على الطلاب، ملاحظة 24 حصة وأقسام من استطلاعات المعلمات المرتكزة على العناصر التعليمية، بما في ذلك تصميم الحصة، وإدارة البيئة الصفية، وطرق التعليم والتعلم، والرصد والتقويم. وقد نالت معظم الحصص التي تمت ملاحظتها إما تقييم “مقبول” أو “جيد”. وكان ذلك حقيقياً، بغض النظر عما إذا كانت المعلمات يعملن في المناطق الحضرية أو الريفية، من ناحية أخرى، فمن المهم، في خلال مراقبة الحصص، ملاحظة أنه قد تم تطبيق ممارسات التعليم ومنهجيته نفسها في المواقع الحضرية والريفية، وتعتبر هذه المقاربة الموحدة مؤشراً على التدريب الناجح للمعلم ومتابعة برنامج التطوير المهني. كان هناك في غالبية الحصص، هيكلية تعليم واضحة مع بداية فعالة تشمل وضوح الغايات، وخلاصة فعالة تشدد على تعزيز التعليم. ولوحظ أيضاً الاستخدام الفعال للتعلم ضمن مجموعات من اثنتين أو أكثر في العديد من غرف الصف. ومن أكثر الممارسات فعالية هي الطريقة التي ترتبط بها المعلمات بالطلبة واستخدام الكلمات الرئيسية. ومن أولويات التطوير المهني للمعلمات هي الطريقة التي تمد فيها المعلمة الطلبة بفرص لتطبيق فهمهم ومهاراتهم على أوضاع الحياة اليومية واستخدام تشكيلة من الاستراتيجيات التعليمية ضمن الحصص. بيد أن ملاحظة المعلمات قد أظهرت أيضا بعض التفاوت في النوعية وعدداً قليلاً من المجالات التي تتطلب تطويراً مستمراً. وهي تتضمن: إدارة السلوك وشرح الكلمات الرئيسية أو الإشارة إليها، مدّ الطلاب بفرص لتطبيق فهمهم ومهاراتهم في أوضاع الحياة اليومية واستخدام نطاق واسع من الاستراتيجيات التعليمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©