الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إخوان مصر»... نحو الهاوية

«إخوان مصر»... نحو الهاوية
17 أغسطس 2013 19:36
استنتج خليل علي حيدر أن التجربة «الإسلامية» كتبت نهايتها بعد حكم عام من «الإخوان» والشعب المصري اكتشف أكذوبة ما يسمى بتيار الإسلام السياسي. تحدث العديد من المثقفين المصريين قبل احتشاد 30 يونيو 2013 الحاسم عن مرحلة «ما بعد سقوط مرسي»، مما يستحق اليوم قراءته بعد أن نجح الجيش المصري في اقتحام الاعتصامين الكبيرين لـ«الإخوان» في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، يوم 2013/8/14. صنع الله إبراهيم، الأديب المعروف قال:«أعتقد أن التجربة الإسلامية كتبت نهايتها بعد حكم عام من جماعة الإخوان والشعب المصري اكتشف أكذوبة ما يسمى بتيار الإسلام السياسي وكيفية التمسح بالدين لأشخاص ليست لهم علاقة بالتاريخ أو الشعب أو الوطن، فقط كان هدفهم مصلحة الجماعة... فأي شخص سيأتي بعد مرسي سيكون أفضل منه لأنه سيخضع للشعبية الجماهيرية. في 30 يونيو كل شيء متوقع. وما يقال عن دعم أميركا لـ«الإخوان» والدفاع عنها، فهذا مردود عليه بأن أميركا أول من تخلت عن مبارك وكذلك شاه إيران. أنا متفائل أياً كانت النتائج. مصر ستكون أفضل حتى لو هدد الإسلاميون بإسقاط الرئيس القادم من منطلق «اسقطوا لنا رئيسنا وسنسقط لكم رئيسكم». فالكلمة الفصل في النهاية للشعب ومن يتحجج بأن 30 يونيو ضد شرعية الصندوق أوجه له رسالة بأن لو فكرنا بهذا المنطق لما قامت ثورة 25 يناير 2011. التاريخ سيكتب أن هناك جماعة من مدعي الإسلام حاولت السيطرة على الحكم وفشلت. فبعد 30 يونيو ستكون جماعة الإخوان المسلمين إما ضد أي تطور وتعيق حركة التقدم وإما أن يوافقوا على الانضمام إلى الحركة الوطنية من دون سياسة التكويش والإقصاء». نرفض تدمير مصر يقول د. شملان العيسى: حسناً فعلت السلطة المصرية من شرطة وجيش بإخلاء ميدان "رابعة العدوية" وميدان "النهضة" من المعتصمين فيهما طوال الـ45 يوماً الماضية. والسؤال الآن: ماذا يريد "الإخوان المسلمون" من لجوئهم للعنف والتدمير بعد محاولة إخلائهم من الساحات العامة؟ "الإخوان" أعلنوها بصراحة وهي أنهم يريدون عودة مرسي وإلغاء كل الخطوات التي اتخذتها السلطة المؤقتة. مداهمة الميادين كانت أمراً متوقعاً، ذلك لأن "الإخوان" أفشلوا كل المحاولات السلمية لحل الخلافات ابتداء من الدعوة لانتخابات مبكرة، وكذلك رفضوا الوساطات الداخلية التي قادها شيخ الأزهر، كما أفشلوا كل الواسطات العربية والدولية الداعية للجوء للحلول الوسط السلمية. السلطة المصرية كانت حليمة، ولم تتدخل منذ البداية، لكن "الإخوان" تمادوا في غرورهم، وحاولوا خلق جو من الفوضى بجلب الأطفال والنساء والناس المسالمين لساحة الاعتصامات. هل يمكن للسلطة تفادي اللجوء للقوة؟ لإنهاء اعتصام "الإخوان" ودفعهم للتفاوض من أجل الوصول إلى حلول سياسية ترضي كل الأطراف. "الإخوان" كانوا يراهنون على قتل عناصر الداخلية والجيش أكبر عدد من الأطفال والنساء عند الاقتحام حتى تتم الفوضى بمصر، لكن المسؤولين يعون تماماً مخطط "الإخوان"، لذلك جاء إخلاء الميادين والطرق بأقل تكلفة رغم حقيقة أن "الإخوان" وكوادرهم الحزبية أثاروا الفوضى في أكثر من منطقة وأقدموا على حرق بعض الكنائس وإرهاب المواطنين المسيحيين المسالمين. تجارب الإسلاميين مع السلطة يقول د. رضوان السيد: تنطوي الفكرة الدينية عندما تتمترس في العالم السياسي على احتمالات كبيرة وكثيرة للعنف والإرهاب: العنف لفرض النفس رجاء التمكين، والإرهاب إذا لم يكن هناك أمل في بلوغ السلطة والسيطرة. وقد كان الأمران واضحَين بالنسبة لي منذ قتل إسلاميون مصريون الرئيس السادات عام 1981، بيد أن ما لم يكن واضحاً حتى قيام الثورات العربية عام 2011 هو مدى الافتراق الحاصل بين التنظيميين والجهاديين من الإسلاميين. فخلال متابعاتي الطويلة التي سجلتُها في ثلاثة كتب ومئات المقالات، لاحظتُ الفروق في التصرف وردود الأفعال بين الإسلاميين الحزبيين والآخرين الذين يشنون حملات الجهاد. ولأنني ما تنبهت إلى استكشاف «الخيط الناظم» بين الطرفين، وهو استخدام الدين في الصراع السياسي أو اعتبار الدين جزءاً أساسياً من شرعية الدول والأنظمة؛ فقد توصلتُ إلى استنتاج ترجيحي مؤداه أنّ الحزبيين تلاءموا إلى الحدود التي تسمح بمشاركتهم في الانتخابات الحرة، وفي الخضوع لنتائجها، وفي عدم اللجوء إلى العنف حتى وإن لم تتحقق آمالُهُم كلياً. وقد كان ذلك الاستنتاج ترجيحاً، لأنهم ظلوا شديدي الانتقاد للغرب وديمقراطياته، كما ظلوا غامضين في مراعاة مسألة المواطنة وحقوقها وواجباتها، وظلوا أخيراً غامضين في موقفهم من الجهاديين، حتى عندما كان الجهاديون يهاجمونهم. «الإخوان» في مسرح العرائس يقول د. سالم حميد: تحدثت بعض الدراسات البحثية والكتب السياسية، وآخرها «أئمة الشر» الذي أنتجه «مركز المزماة للدراسات والبحوث» للقيادي السابق في تنظيم الإخوان المتأسلمين وصاحب الكتاب الشهير «سرّ المعبد»، عن تاريخ العلاقات المعقدة بين الجماعات الشيعية المتطرفة وتنظيم الإخوان المتأسلمين كجماعة سنيّة متطرفة أيضاً، وارتباطها الوثيق بقوى أجنبية تشكل المحرك الفعلي لكل خطواتها. فما حدث بالبحرين من تظاهرات مفاجئة في ذات اليوم الذي تمّ فيه فضّ اعتصام مؤيدي الإخوان المتأسلمين في ميداني النهضة ورابعة العدوية بجمهورية مصر العربية، لم يكن وليد صدفة، لكنها دلالة قوية على كثير مما أورده الخرباوي في «أئمة الشر»، لأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الجماعتان بأفعال متشابهة ما يؤكد أن يد التخطيط واحدة وقد شبهها الخرباوي في كتاب «أئمة الشر» بلعبة العرائس التي تراها العين المجردة عرائس تجسيدية تتحرك بينما تكمن الحقيقة التي لا تلوح للعين في يد ماهرة خفيّة تمسك بالخيوط وتحرّكها في كل الاتجاهات، وهو تشبيه يتطابق كثيراً مع ما أعلنه الغرب عن تفاصيل مقتضبة تشرح مصطلح الفوضى الخلاقة الذي أطلقته رايس، وتحول بسرعة خارقة إلى واقع عاشته دول المنطقة بدءاً بالعراق، وانتهاءً بما يحدث الآن وتتناقله وسائل الإعلام هنا وهناك، ففضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بأرض الكنانة رأته دول المنطقة خطوة ضرورية واجبة لدرء الفتنة، بينما رأته دول الغرب ومعها العديد من الدول الأخرى انقلاباً على ما أسموه بالشرعية. الأزمة السورية... ضربة للعلاقات الأميركية- الروسية أشار ويليام رو إلى أن أوباما قرر إلغاء خطة زيارة كان يعتزم القيام بها إلى موسكو الشهر المقبل للقاء نظيره الروسي بوتين. وفي مؤتمر صحفي نظم يوم الجمعة قبل الماضي، عمد أوباما إلى تفسير سبب هذا القرار فقال: «كنت أعتقد جازماً أن في وسعنا أن نحقق بعض التقدم في قضايا متنوعة تشغل بالنا، إلا أن روسيا لم تتحرك في هذا الاتجاه». وأضاف: «لقد شجعت بوتين على أن يفكر في التقدم إلى الأمام بدلاً من العودة للوراء عند التعرض لبعض القضايا التي سبق لنا أن حققنا فيها نجاحاً متفاوتاً». فما الذي قصده أوباما من هذا الكلام؟ وما هي القضايا التي يتحدث عنها؟ عندما بدأت إدارة أوباما عهدها عام 2009، أعلنت بأن من أولويات خططها السياسية «إعادة» العلاقات مع روسيا. وتم بالفعل إحراز بعض التقدم في بداية الأمر. ففي عام 2010، وقعت الدولتان على «الاتفاقية الجديدة لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية»، التي تقضي بتفكيك 30 في المئة من الرؤوس النووية المنشورة على الأرض. وفي العام ذاته، وافقت روسيا على مشروع قرار في الأمم المتحدة بفرض عقوبات ضد إيران، وهو ما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة. وحدث أكثر من ذلك أيضاً حين بدا وكأن البلدين يحققان بعض التقدم في قضايا أخرى مثل التجارة المشتركة والاستثمارات والدفاع الصاروخي. والذي حدث بعد ذلك هو أن هذا التطور في العلاقات سجّل تباطؤاً ملحوظاً خلال الأشهر التسعة الأولى من عودة بوتين إلى سُدّة الرئاسة. وأوقفت روسيا التخفيضات الإضافية في الأسلحة الاستراتيجية التي كانت تطالب بها واشنطن، ورفضت المشاركة في فرض عقوبات إضافية على إيران والتي دعت إليها الإدارة الأميركية، وتوقفت المفاوضات المتعلقة بتحرير التجارة والاستثمارات بين البلدين. وواصلت موسكو شحن الأسلحة المتطورة إلى دمشق لدعم بشار سياسياً بالرغم من اعتراضات واشنطن. ثم عمدت إلى منح حق اللجوء السياسي للأميركي «إدوارد سنودن» بالرغم من طلب الولايات المتحدة إعادة تسليمه لها لأنه خرق القوانين الأميركية. الديمقراطية من الوسيلة إلى الغاية لدى د. خليفة علي السويدي قناعة بأنه عندما يرى الإنسان بعقله ما حققته الديمقراطية في الصومال والعراق وحديثاً مصر، يعرف الفرق بين ديمقراطية الوسيلة والغاية، فعند البعض الديمقراطية على الطريقة الغربية هدف سام يسعى إليه الناس، ولو مروا بمستنقع الحروب الأهلية، لأن الغايات العظيمة لابد لها من تضحيات. وعند الفريق الآخر الديمقراطية وسيلة لتحقيق تنمية حقيقية في الدول، فإنْ تحقق ذلك بالوسائل الأخرى، فلم لا. سيبقى السؤال المصيري قابلاً للنقاش لدى العقلاء من الناس في العالم العربي هل نحن جاهزون فعلاً للديمقراطية الغربية؟ الأزمة السورية... ضربة للعلاقات الأميركية- الروسية يقول ويليام رو: قرر أوباما إلغاء خطة زيارة كان يعتزم القيام بها إلى موسكو الشهر المقبل للقاء نظيره الروسي بوتين. وفي مؤتمر صحفي نظم يوم الجمعة قبل الماضي، عمد أوباما إلى تفسير سبب هذا القرار فقال: «كنت أعتقد جازماً أن في وسعنا أن نحقق بعض التقدم في قضايا متنوعة تشغل بالنا، إلا أن روسيا لم تتحرك في هذا الاتجاه». وأضاف: «لقد شجعت بوتين على أن يفكر في التقدم إلى الأمام بدلاً من العودة للوراء عند التعرض لبعض القضايا التي سبق لنا أن حققنا فيها نجاحاً متفاوتاً». فما الذي قصده أوباما من هذا الكلام؟ وما هي القضايا التي يتحدث عنها؟ عندما بدأت إدارة أوباما عهدها عام 2009، أعلنت بأن من أولويات خططها السياسية «إعادة» العلاقات مع روسيا. وتم بالفعل إحراز بعض التقدم في بداية الأمر. ففي عام 2010، وقعت الدولتان على «الاتفاقية الجديدة لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية»، التي تقضي بتفكيك 30 في المئة من الرؤوس النووية المنشورة على الأرض. وفي العام ذاته، وافقت روسيا على مشروع قرار في الأمم المتحدة بفرض عقوبات ضد إيران، وهو ما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة. وحدث أكثر من ذلك أيضاً حين بدا وكأن البلدين يحققان بعض التقدم في قضايا أخرى مثل التجارة المشتركة والاستثمارات والدفاع الصاروخي. والذي حدث بعد ذلك هو أن هذا التطور في العلاقات سجّل تباطؤاً ملحوظاً خلال الأشهر التسعة الأولى من عودة بوتين إلى سُدّة الرئاسة. مصر والمعونة الأميركية أشار د. غسان روبيز إلى أنه بينما يواصل الأميركيون الجدل حول إقصاء مرسي، وما يعنيه ذلك للمعونة الأميركية لمصر، تجنّب أوباما الحكم على آخر تحوّل سياسي في أكبر بلد عربي، وكانت النتيجة أن الولايات المتحدة مستمرة في توفير المعونة، بينما تشجّع علناً الحكومة المؤقتة على مراجعة الدستور وإطلاق انتخابات حرة ونزيهة. ولكن هل يكفي ذلك؟ في الوقت الذي وصلت فيه الثقة بين الولايات المتحدة ومصر أدنى مستوياتها، وفي الوقت الذي يوجد فيه حدّ للأثر الذي يمكن أن يكون للولايات المتحدة على عملية التحوّل السياسي المحلي في مصر، فإن لدى واشنطن ومصر عقوداً عديدة من العلاقات، ويمكن للمعونة الخارجية العادلة والمتوازنة أن تساهم، ولو بشكل متواضع في إنهاء حالة عدم الاستقرار المستمر وتعزيز العلاقات الأميركية المصرية. إلا أن نوع المعونة المقدمة له أهميته، وتحتاج مصر إلى الخبز أكثر من حاجتها إلى البنادق. يمكن لأولويات المعونة الخارجية الأميركية أن تتحوّل من بناء قدرات الجيش إلى التنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان، حتى يتسنى لها أن تخدم بصورة فضلى مصالح الشعب المصري. يحصل الجيش على 1,3 مليار دولار من مجموع الـ 1,56 مليار دولار، التي هي المعونة الأميركية السنوية لمصر، وهي نسبة غير متكافئة بين الرصاص والخبز. يتوجب على المعونة الأميركية لمصر أن تركز على الاستقرار وحقوق الإنسان والرفاهية. ويجب تقديم المزيد من المعونة على شكل دعم للمؤسسات الصناعية والبرامج التعليمية والنشاطات الثقافية وحقوق الإنسان وبناء الأحزاب السياسية وتشجيع الحوار بين الكنيسة والمسجد. هناك علاقة بين صورة المانح والمستفيد، وفاعلية المعونة، يمكن في عهد الاتصالات الجماهيرية العالمية أن يتم بسهولة تحييد النتائج الإيجابية للمعونة الخارجية من قبل حملات إعلامية غير مسؤولة في العالم العربي وفي الولايات المتحدة. وإذا جرت هيكلة المعونة الخارجية من خلال شراكة ثنائية، يمكن للخبراء الأميركيين والمصريين أن يضعوا الخطط لبرامج التنمية والتمكين معاً، ويمكن أن ترتكز نتائج التقييم على أهداف متفق عليها بشكل متبادل للمعونة، بينما يمكن أن يضم المقيّمون مصريين. مصر في مفترق طرق يرى جيمس زغبي أن أي تقييم موضوعي وصادق للأحداث الجارية في مصر سيدرك على الفور أنها تتضمن عناصر مثيرة للقلق، فبعض الفاعلين المنخرطين في الإشكالية المصرية أظهروا عدم قدرة على تجاوز أخطائهم والتعالي عن الأنانيات الشخصية لتكون النتيجة مع ما نراه اليوم من عنف وترويع في الشوارع المصرية. ولعل ما تحتاجه مصر حالياً على نحو مستعجل هو تدارك الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الماضية، والاتفاق على طريق للمستقبل يُخرج البلاد من عثرتها. فيما يتعين على الأطراف السياسية ما أمكن تجنب الدخول في لعبة تبادل التهم ولوم كل فريق للآخر في محاولة لتبرئة الذات. ذلك أن جميع الأطراف معنية بالوضع الحالي وتتحمل قسطاً من المسؤولية، وفي هذا السياق يظل أهم ما تفتقده مصر في أوقاتها العصيبة هو الوصول لتوافق وطني يقود إلى حكومة قادرة على تحقيق الازدهار وضمان الأمن والاستقرار لسكانها، وهو بالفعل ما تظهره استطلاعات الرأي التي أجريناها، غير أن الواقع يكشف الغطاء عن قوى سياسية عاجزة عن القيادة من جهة، ومؤسسة عسكرية تسعى لاحتواء مشكلة سياسية من جهة أخرى، ليؤول الأمر إلى المأساة التي تعيشها مصر الآن بكل فصولها الصعبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©