الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«روكيت» الألمانية تسعى لمنافسة كبريات الشركات العالمية للإنترنت

«روكيت» الألمانية تسعى لمنافسة كبريات الشركات العالمية للإنترنت
5 سبتمبر 2014 20:55
تملك شركة روكيت الألمانية التي تستثمر في شركات التجارة الإلكترونية الناشئة ومساعدتها على النمو، نحو 70 شركة من هذا النوع منتشرة حول العالم من بنين إلى مملكة بروني، تعمل في تخصصات مختلفة من عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول إلى توصيل طلبيات المطاعم عبر الإنترنت. وتزعم الشركة ببيعها لحصة 10% منها لأكبر شركة اتصالات في الفلبين مقابل 3,3 مليار يورو، أنها وضعت منصة أحدثت ثورة في عملية إنشاء الشركات الناشئة، مثلما فعلت شركة فورد التي ساعدت على تحسين خط إنتاج السيارات في بداية القرن العشرين. وتسعى روكيت التي يعود تاريخ تأسيسها للعام 2007، لأن تصبح أكبر شركة للإنترنت في العالم خارج الصين وأميركا، الأسواق التي تحتضن ثلثي مستخدمي الإنترنت في العالم و75% من عملاء الشركة للهواتف المحمولة. لكن وفي حين تتباهى الشركة بأن الشركات التابعة لها الأسرع نمواً في نشاطاتها السوقية، لم تكشف عن أي من هذه الشركات الناشئة التي حققت الأرباح. وأعلنت شركة زالاندو العاملة في التجارة الإلكترونية للأزياء والتي كانت تدعمها روكيت في الماضي، عن أرباحها للربعين الأول والثاني، بعد ثماني سنوات من العمل، حيث لم تنجح في تحقيق الأرباح في الفترة الأخيرة، إلا في الربع الأخير من العام الماضي. وتعتقد الشركة أن مشاريعها ستدر لها الأرباح في نهاية المطاف، نظراً إلى أنها تشكل احتياجات أساسية عالمية تساعد على إنشاء صناعات أساسية. قطاعات رئيسية وينحصر تركيز الشركة على ثلاثة قطاعات، التجارة والتسوق الإلكتروني والخدمات المالية، حيث ترى أنها تشكل عصب الحياة اليومية وقادرة على الاستدامة. ويرى نيل ستيجليز، أستاذ الإدارة الاستراتيجية في جامعة فرانكفورت للإدارة والمالية، أن روكيت تعكس المهنية العالية في الإدارة والرغبة في الحصول على عملاء خارج حدود ألمانيا، اثنين من المزايا التي مكنت الشركات الألمانية من تحقيق النجاح التجاري، بجانب إمكانية مزاولة النشاط في الخارج. ويقول نيل :”ينعكس ذلك جلياً على مستوى المشاريع التي تديرها الشركة. وباعتبار زالاندو شركة تجزئة أوروبية بجانب روكيت للإنترنت، زادت الشركتان من حضورهما العالمي خلال السنوات القليلة الماضية”. وقبل استثمار روكيت في عملية البيع لشركة الهاتف الفلبينية للمكالمات الخارجية، كانت تعتمد في تمويلها على اثنين من المستثمرين، شركة أيه بي كينيفيك للاستثمار السويدية، التي وضعت نحو 10,8 مليار كرونة سويدية (1,6 مليار دولار) في الشركة الألمانية، إضافة إلى أكسيس إندستريز الأميركية، التي أعلنت عن استثمار أكثر من 400 مليون دولار خلال السنة الماضية. وعملت روكيت على إعادة استثمار كافة الأرباح التي حصلت عليها من الشركات التابعة لها، في عمليات لهذه الشركات. ولم يسبق لمؤسسي روكيت الذين كانوا يستثمرون أموالهم كأفراد قبل إنشاء الشركة جني أرباح نقدية، مثل بيع موقع المزاد الألماني الإلكتروني ألاندو لشركة إيباي مقابل 45 مليون دولار في 1999. ومن أفضل هذه الأمثلة ستودي في زد، الشبكة الاجتماعية الألمانية التي تم طرحها في 2005، ليتم بيعها بعد سنتين من ذلك لشركة في سي هولتزبرينك الألمانية مقابل 85 مليون يورو. وواجهت شبكة ستودي في زد، معاناة كبيرة بسبب المنافسة الحادة من قبل فيس بوك، الذي قام بإطلاق موقع ألماني في 2008. ويمتدح بعض الخبراء، التوقيت المناسب الذي تختاره روكيت لبيع مشاريعها للراغبين، رغم أنها لا تحقق ذات النجاح الذي كانت تحققه في الماضي للمالكين الجدد. جذب المستثمرين وبجانب بيعها الكلي لبعض المشاريع، تعمل روكيت على جذب المستثمرين الأجانب لمشاركتها في معظم مشاريعها فور تخطيها للمرحلة الأولية. ويقول زيا وجدار، محلل التقنية في مجموعة فوريستر البحثية :”تُعد الكثير من الأسواق التي تستثمر فيها روكيت، بادئة عندما يتعلق الأمر بالتجارة الإلكترونية، ما يجعل الطريق نحو تحقيق الأرباح طويلة للغاية. وكانت الشركة تنفق أموالاً ضخمة في سبيل الحصول على العملاء، حيث يترتب عليها الآن التأكد من إمكانية المحافظة عليهم في ظل المنافسة المحتدمة في هذه الأسواق”. ويشكك بعض خبراء القطاع، في مقدرة مؤسسي روكيت على إنشاء شركات قوية، رغم النجاح الكبير الذي حققوه في إبرام الصفقات. وبرز هذا التشكيك، في أعقاب تعاونهم التجاري مع شركة جروبون بعد بيعهم لمؤسسة سيتي ديل لها في 2010. وبعد استحواذ جروبون على سيتي ديل، عمل اثنين من الأخوة الثلاثة المالكين لروكيت أوليفر ومارك ساموير، كمستشارين لجروبون ليشاركوا بشدة في تطوير وعمليات القسم الدولي التابع لها. التوسع والنمو وبموجب توجيهاتهما، حققت الشركة نمواً قوياً لتتوسع في 48 دولة في غضون أقل من سنتين، ما نتج عنه نمو العائدات صحبتها أيضاً خسائر باهظة. كما ساعدتها سرعة النمو من خلال عمليات الاستحواذ، على إنشاء مزيج من منصات التقنية المختلفة حول العالم. وفي بريطانيا، وجه مكتب العدالة التجارية جهة التنظيم الحكومية، صوت لوم للشركة لمبالغتها في تضخيم الصفقات وللفشل في الوفاء بوعودها. وذكر بعض المقربين للشركة، أنها بصدد استغلال الأموال التي تحصل عليها من الطرح الأولي العام المزمع، بغرض تمويل الشركات الناشئة لتفادي الحاجة لجمع أموال من مستثمرين أجانب، ما يؤهل الشركة الأم بالاحتفاظ بالمزيد من الأسهم. وتعتمد ثقة روكيت في الأسواق الناشئة، على فكرة أن التجارة الإلكترونية هي بمثابة القفزة التقنية في بعض دول العالم التي يقل فيها نسبياً نصيب الفرد من محلات البيع بالتجزئة. ويقول أوليفر ساموير، المدير التنفيذي لروكيت :”يقوم الناس في أسواق الدول الغنية بالتسوق عبر الإنترنت، في حين يتطلب ذلك الذهاب للأسواق في الدول النامية”. وبينما يبدو من الصعب قياس درجة نجاح المشاريع التي تنفذها الشركة، ليس هناك شك في الجهود التجارية الكبيرة التي يبذلها مؤسسوها للوصول إلى النجاح. وجاء في رسالة نصية وجهها أوليفر لموظفي واحدة من الشركات الناشئة العاملة في الخارج :”نظراً لدخولنا المتأخر للسوق، يترتب علينا العمل بمجهود يفوق غيرنا من الشركات الأخرى”. لكن مسيرة روكيت في ألمانيا لم تخلو من الانتقادات، حيث ينبغي عليها التصدي لمفهوم أنها مصنع للاستنساخ يقوم بالتقليد والاستغلال الذكي لابتكارات الناس. ويرى منتقدوها، أن تأثير التقليد حرم المبتكرون من فرص التمويل وشوه صورة الشركات الصناعية الناشئة بكاملها في برلين. وترد روكيت، بأنها ابتدعت نهج عمل مكنها من طرق أبواب أسواق أهملتها شركات عالمية رئيسية. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©