37 قتيلاً بانفجار في حشد انتخابي لحزب الشعب

قُتل 37 شخصاً وأُصيب 93 آخرون أمس في تفجير انتحاري أثناء تجمع انتخابي لأحد مرشحي حزب بينظير بوتو ''الشعب'' في بلدة باراشينار بالمنطقة القبلية على الحدود الأفغانية· وجاء التفجير الانتحاري في اليوم الأخير للحملة الانتخابية بباكستان، حيث ستجرى الانتخابات التشريعية غداً الاثنين· ويحق لنحو 81 مليون باكستاني الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات· وأعلن وزير الداخلية الباكستاني حامد نواز أن الهجوم انتحاري· وأوضح ''كان الناس محتشدين خارج منزل المرشح ينتظرون تقديم الطعام عندما نفذ رجل الهجوم''· وهاجم انتحاري تجمعاً لحزب الشعب الباكستاني خارج مكتب المرشح رياض شاه، الذي قالت عائلته إنه بخير· وقال شاهد عيان ''قاد رجل بشعر طويل سيارته داخل الحشد وفجر نفسه· وتناثرت الجثث والدماء في كل مكان''· وفي حادث آخر في منطقة باجور القبلية المجاورة، فجر مسلحون مركز اقتراع بقنبلة موقوتة، كما ذكرت الشرطة في مدينة حيدر اباد انها اعتقلت مسلحاً يشتبه في أنه يرتدي سترة مفخخة ومتفجرات كان يعتزم تنفيذ هجوم بها خلال الانتخابات· وفي مدينة كويتا الجنوبية الغربية اطلقت الشرطة السبت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق تظاهرة نظمتها حركة ''كافة الاحزاب الديموقراطية'' المؤلفة من عدد من احزاب المعارضة التي تقاطع الانتخابات· واختتم السياسيون الباكستانيون حملاتهم الانتخابية· والانتخابات المقرر أن تجرى غداً الاثنين لاختيار برلمان جديد ومجالس إقليمية قد يكون لها أثر كبير على الرئيس الباكستاني برويز مشرف حليف الولايات المتحدة إذا اختار الناخبون برلمانا معاديا له· وتأتي الانتخابات وسط تزايد في أعمال العنف شهد اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو في 27 ديسمبر الأمر الذي أثار المخاوف تجاه استقرار البلاد التي تتمتع بقدرة نووية· ولكن الكثير من الباكستانيين يشعرون بقلق أكبر تجاه الأسعار المرتفعة ونقص السلع الأساسية مثل الطحين (الدقيق) وأيضا من تزايد انقطاع الكهرباء· ويشعر الكثير من الباكستانيين بخيبة أمل تجاه كل السياسيين· وقال محمد عباس الذي يعمل في متجر للأرز في بلدة سابوكي في إقليم البنجاب ''من الصعب للغاية تغيير هذه البلاد· أي شيء يقوم به السياسيون يفعلونه لأنفسهم وليس من أجل التغيير''· وأضاف أنه لن يدلي بصوته· وتأتي الانتخابات بعد شهور من الاضطرابات السياسية بسبب جهود مشرف الذي لا يتمتع بشعبية للبقاء في السلطة· وكانت بوتو التي شغلت من قبل منصب رئيسة الوزراء مرتين تأمل أن يفوز حزب الشعب الباكستاني التي كانت تتزعمه في الانتخابات قبل أن تقتل في هجوم بقنبلة وبالرصاص ومن المتوقع أن يجني حزبها عدداً كبيراً من الأصوات نتيجة التعاطف مع بوتو نتيجة اغتيالها· ولكن من غير المتوقع أن يحصل حزبها أو الحزبين الرئيسيين الآخرين وهما حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح القائد الأعظم الذي يدعم مشرف وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف الذي شغل من قبل أيضا منصب رئيس الوزراء على أغلبية المقاعد في البرلمان· ويقول محللون إن من المرجح أن يكون هناك ائتلاف بين حزبين من الأحزاب الثلاثة· ونشرت الحكومة أكثر من 80 ألف جندي استعدادا للانتخابات وأعلنت أن 30 %من اللجان الانتخابية التي تزيد على 64 ألف لجنة ''حساسة'' و14 في المئة ''حساسة جدا''· ويرفض مشرف الشكاوى من وقوع تلاعب وقال إنه جرى إصلاح الإجراءات للحيلولة دون وقوع تزوير مضيفا أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة· ورفض كانوار ديلشاد سكرتير اللجنة الانتخابية أيضا المخاوف بوقوع تلاعب· وقال ''لأول مرة نستخدم صناديق اقتراع شفافة وأيضا لأول مرة ستنشر قائمة باللجان الانتخابية وقوائم انتخابية جرى إعدادها عن طريق الكمبيوتر على موقع على الانترنت''· وأوضحت مؤسسة ''جالوب باكستان'' لاستطلاع الآراء إن 51 % من الناس الذين جرى استطلاع رأيهم يشكون في أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة· ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 81 مليون نسمة ويمثلون نصف سكان البلاد· على الصعيد نفسه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن مراقبين من السفارة الأميركية وبعض أعضاء الكونجرس سينتشرون في باكستان كمراقبين للانتخابات في مراكز الاقتراع· بالإضافة إلى تدريب الولايات المتحدة 20 ألف مراقب باكستاني للانتخابات· وأعلن محامون باكستانيون أنهم سيقومون بحملة خارج مراكز الاقتراع في محاولة لإقناع الناخبين بمقاطعة الانتخابات · وقال غلام نبي فاتي نائب رئيس نقابة محامي المحكمة الباكستانية العليا ''سنقيم خياماً أمام مراكز الاقتراع لإثناء الناخبين عن هذه العملية''·