عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
ازداد استخدام الطاقة المتجددة عالمياً بنسبة 85% خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى 1700 ميجاواوط في عام 2013، وتمثل الطاقة المتجددة حالياً نحو 30% من إجمالي قدرة الطاقة المركبة، بحسب تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا».
وقالت الوكالة في تقرير لها على هامش مشاركتها في أسبوع أبوظبي للاستدامة تحت عنوان «إعادة النظر في الطاقة»: إن التحدي الآن، هو قدرة الطاقة المتجددة على مد أنماط الحياة الحديثة بالطاقة معقولة التكاليف، وهو ما تستطيع تحقيقه حاليا.
وأشارت الوكالة إلى تراجع أسعار ألواح الطاقة الشمسية الضوئية بنسبة 80% منذ العام 2008، ومن المتوقع استمرارها في الانخفاض مستقبلاً.
وأضافت الوكالة: إن تقنيات تخزين الطاقة تتحسن بسرعة، وانخفضت تكلفتها إلى حد كبير بفضل رعاية الحكومات لها في أوروبا والولايات المتحدة، وتطورت نتيجة ظهور قوى جديدة مثل الصين.
يأتي هذا الانخفاض مع ارتفاع الاستثمارات في الطاقة المتجددة وفقا للوكالة من 40 مليار دولار عام 2004 إلى 214 مليار دولار في 2013، بيد أنها لم تصل إلى عتبة 550 مليار دولار المطلوبة سنوياً حتى عام 2030 لمضاعفة الحصة العالمية في الطاقة المتجددة وتجنب الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وأضافت الوكالة في تقريرها: نجحت الطاقة الشمسية التجارية بمضاهاة شبكات الطاقة العامة في كل من إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وقريباً في المكسيك وفرنسا، وتزداد قدرة الطاقة الشمسية الضوئية تدريجياً على المنافسة دون دعم، حيث من المتوقع أن يبيع حقل توليد الطاقة الشمسية الجاري إنشاؤه في تشيلي بطاقة 70 ميجاواط إنتاجه في السوق الوطنية الفورية، وأن يدخل في منافسة مباشرة مع الكهرباء التي يمر توليدها عبر الوقود الإحفوري.
وبينت الوكالة أن تكلفة طاقة الرياح في المناطق البرية انخفضت بنسبة 18% منذ عام 2009 مع تراجع تكلفة التوربينات بنحو 30% منذ عام 2008 ما يجعلها أرخص مصدر للكهرباء الجديدة ضمن نطاق واسع ومتنام من الأسواق.
وبحسب آرينا، يتم الآن استخدام طاقة الرياح في أكثر من 100 دولة حول العالم ومن المتوقع أن ينتشر استخدام طاقة الرياح البحرية لانخفاض أسعارها، حيث تصدرت المملكة المتحدة السوق بطاقة قدرها 4,2 ميجاواوط من الطاقة المركبة منتصف العام الماضي.
وأضافت: جعلت هذه التطورات وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة أكثر جاذبية في الأسواق الأخرى، ففي عام 2013 وللمرة الأولى مرة أصبح عدد منشآت الطاقة المتجددة أعلى في البلدان غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأشارت التقديرات إلى أن الصين نشرت تقنيات الطاقة الشمسية الضوئية وطاقة الرياح في عام 2013 بإجمالي 27,4 ميجاواوط، أي ما يتجاوز 4 أضعاف اليابان التي حلت بعدها في المرتبة الثانية.
وبشأن تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، قالت آيرينا: إن الطاقة المتجددة تمتاز بتنافسيتها على مستوى تكلفة الكيلوواط الساعي ونظراً لارتفاع تكاليف التشغيل المسبقة نسبياً في معظم التقنيات المتجددة، لذا فإن جدواها تصبح حساسة بشكل خاص لتكلفة رأس المال، وهو ما يجعل الدعم المالي الحكومي أمرا حاسماً لترويج المصادر المتجددة، ولكن مع زيادة تنافسية التكنولوجيا والضغط على الموازنات فقد تراجع مستوى الدعم الحكومي في الآونة الأخيرة.
وأفادت بأن التمويل الخاص بات بشكل متزايد مستعداً للمشاركة، كما أن المطورين يزدادون مهارة في التنبؤ بالتدفقات النقدية.
وقالت آيرينا: إنه يجري حالياً إصدار صكوك طويلة الأجل ومنخفضة المخاطر لتشجيع المؤسسات على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، واجتذب المطورون الأوائل من القطاع الخاص 11 مليار دولار في عام 2013 بزيادة 200%.
وأشار التقرير إلى الفوائد التي تجنيها الاقتصادات الوطنية من الطاقة المتجددة، خصوصا في مجال توفير الوظائف، إذ دعمت مصادر الطاقة المتجددة بنحو 6,5 مليون فرصة عمل ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر منها 2,5 مليون فرصة عمل في الصين.
عدد اليوم
