الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جدد حياتك» مفهوم جديد لإذابة الخلافات العائلية ومواجهة الأزمات

«جدد حياتك» مفهوم جديد لإذابة الخلافات العائلية ومواجهة الأزمات
18 أغسطس 2013 12:31
تعمل مؤسسة التنمية الأسرية على تقديم مجموعة من المحاضرات المهمة في إطار برامج مخطط لها طوال السنة، والتي تقدم مجموعة من الفعاليات الموجهة للأسرة بهدف توثيق العلاقات بين أفراد المجتمع، من خلال خلق حوار هادف يتناول موضوعات اجتماعية، ويتطرق إلى بعض التحديات ويقدم الحلول على يد الخبراء لمعرفة كيفية مواجهتها، وفي هذا الإطار تطلق المؤسسة برنامج «بداية ونهاية» بعنوان «جدد حياتك»، في الفترة من 19 أغسطس ولغاية 11 سبتمبر القادم 2013 في كل المراكز التابعة للمؤسسة في أبوظبي والمنطقة الوسطى والغربية، بهدف ترسيخ مفاهيم جديدة لمعالجة الأزمات التي تعصف بالأسر. ورشة «جدد حياتك» هي إحدى ورش برنامج «بداية نهاية»، الذي يرمي إلى ترسيخ مفهوم جديد حول الأزمات الأسرية وآليات إدارتها من خلال المساعدة الذاتية للأشخاص الذين يعانون من الأزمات الأسرية، وأهمها تجربة الانفصال أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو غيرها من الأزمات، والاستفادة منها حتى تكون بداية قصة جديدة، ويهتم البرنامج ببناء الذات لدى من مرّ بأزمة في حياته الأسرية ليتمكن من التركيز على علاقاته بالآخرين بشكل أفضل، ويقدم هذا الجزء على شكل دورة تدريبية لمساعدة الأفراد لمواجهة الأزمات على تجاوز المرحلة والتعافي من آثار الأزمة، والحفاظ على أواصر المودة والرحمة داخل الأسر مع التركيز على الطلاق وفقدان أحد أفراد الأسرة كبعض الأزمات المهمة التي تعصف بالأسر. ورشة تفاعلية في هذا الإطار، تقول أصيلة الكلباني المسؤولة عن ورشة «جدد حياتك» إن هذا البرنامج سينفذ في بعض مراكز المؤسسة من خلال ورشة تدريبية تفاعلية لمدة ثلاثة أيام متتالية بإجمالي 9 ساعات تدريبية لكلا الجنسين، ويهدف البرنامج إلى تعريف المشاركين بدور تنمية وإعادة بناء الذات في تجاوز الأزمات وتحقيق الرضا النفسي والاجتماعي، وإكساب المشاركين المهارات الحياتية الإيجابية الهادفة لإعادة بناء الذات من جديد بعد الأزمات، وتكوين اتجاه إيجابي لدى المشاركين لمواجهة الأزمات الأسرية الصعبة والتخفيف من حدتها وآثارها، وتمكين المشاركين من تطبيق استراتيجيات مواجهة الأزمات الأسرية الصعبة لتحقيق حياة أكثر توازناً واستقراراً. وتضيف الكلباني، رئيس قسم العلاقات الأسرية، أن الدورة التدريبية تتضمن عدة محاور منها: بناء الثقة العاطفية وإدارة المشاعر أثناء وبعد الأزمة، والإقدام على التغيير، والتخطيط لبداية جديدة (إدارة الذات في مرحلة ما بعد الأزمة)، وستقدم الدورة على شكل فصول منها الفصل الأول، ويتضمن بناء الثقة العاطفية وإدارة المشاعر أثناء وبعد الأزمة. ويوضح البرنامج أن الأزمات واقع في حياة الأشخاص ومن المفروض التجاوب معها، وإدارتها وتجاوزها بنجاح حتى لا تدمر حياة الشخص نفسه، وكشف البرنامج عن أن الحياة الأسرية معرضة للكثير من الأزمات والمشكلات، وفي الكثير من الأحيان لا يكون الناس قادرين على تجنب حدوثها، ولكن يمكن تجاوزها بقليل من الحكمة والتفكير الإيجابي، إذا توفرت الرغبة الحقيقية لدى الشخص الذي يعاني من هذه الأزمة على تجاوزها، ويبين البرنامج أن إدارة الأزمات تتوقف على نوع الأزمة وحجمها، مؤكداً أن أصعب الأزمات صعوبة هي التي تتمثل في فقدان أحد أفراد الأسرة، بغض النظر عن سبب ذلك سواء كان نتيجة للانفصال أو الطلاق أو الوفاة، حيث تجتمع هذه الحالات الثلاثة في أنها أزمات من الصعب تغير حقائقها حتى لو تم الإصلاح بين الزوجين في حالة الانفصال، لأن فكرة الفقدان بحد ذاتها تعد أزمة تحتاج للكثير من الجهد لتجاوزها. تعريف ومخاطر تقول الكلباني إن الأزمات التي تمر بها أسر هي مجموعة الظروف والأحداث السلبية التي تنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في الأسرة ويؤدي لتفاقمها إلى نتائج وآثار وسلوكيات مؤثرة على ترابط النسيج الأسري، وهي النقطة الحرجة، والحاسمة التي يتحدد عندها مصير تطور ما، إما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ لإيجاد حل لمشكلة أو انفجارها، بحيث تتسبب الأزمة لصاحبها بالقلق المستمر، والضغط الدائم والتوتر أو العصبية، كما تشعر الفرد بالإحباط الشديد والخسارة متعددة الاتجاهات، عاطفياً، معنوياً، مادياً. وتضيف أن هذه الأزمات تعطي مشاعر غامضة بالخوف من المجهول أو من المستقبل، وقد يشعر صاحبها بفقدان الثقة بنفسه وبكل من حوله أو بالمبادئ التي كان يؤمن بها، بينما تبقى آثار الأزمة عاملاً مؤثراً في سلوك الإنسان لفترة قد تقصر أو تطول، وقد تستمر طول الحياة. وتوضح الكلباني أن الماضي أمر محتوم لا يمكن تغييره، والعودة بالزمن إلى الوراء لتجاوز الأزمة، لذا من المفروض العمل على تجاوز هذه المحنة، وتضيف: «الماضي هو أمر مضى إذا لا يمكننا تغيره، ولكننا يمكن أن نغير نظرتنا إليه، وحكمنا عليه، ووجهة نظرنا فيه، ونعيد صياغتها فنتعلم منها، ثم نحدث التغييرات التي نريدها في حياتنا لتجاوزها بطريقة تسمح لنا بالتصالح مع أنفسنا وتقبل التغير الجديد والتكيف معه وبما يحقق لنا الطمأنينة الداخلية». الثقة العاطفية توضح الكلباني أن هذه الدورة ستعلم الناس الثقة العاطفية وهي أحد عناصر الثقة بالذات والتي يحس بها المرء داخل نفسه حينما يعرف أنه يستطيع الاعتماد على قدرته في السيطرة الكاملة على مشاعره، مؤكدة أن الثقة العاطفية هي الوصول إلى نقطة يشعر معها الفرد بأنه مسيطر على انفعالاته سيطرة تمكنه من تحقيق الطمأنينة الداخلية، وتضيف: ”يمثل قبول تحدي اكتساب الثقة العاطفية من أعلى درجات تنمية الذات، كما أن الثقة العاطفية هي أحد عناصر الثقة بالذات والتي نحس بها داخل أنفسنا حينما نعرف أننا نستطيع الاعتماد على قدرتنا في السيطرة الكاملة على مشاعرنا، كما أن الثقة العاطفية هي وصولك إلى نقطة تشعر معها بأنك مسيطر على انفعالاتك سيطرة تمكنك من تحقيق الطمأنينة، بينما يمثل قبول تحدي اكتساب الثقة العاطفية من أعلى درجات تنمية الذات». وتتابع الكلباني متسائلة: «لماذا نحتاج للثقة العاطفية؟ وتجيب «تمكنك الثقة العاطفية من تحقيق الأمور التالية: احترام متزايد منك لذاتك، ومن الآخرين لك، تحقق شعوراً أكثر رسوخاً بالهوية الشخصية، تدعم تحفيزك لتطوير ذاتك، تساعدك على اتخاذ قرارات أكثر حكمة وسرعة، لتصبح أكثر فاعلية في محيطك، وتصبح لك قدرة على التكيف والنجاح في تغيير حياتك للأفضل، ومن بناء علاقات أكثر إيجابية مع الأهل والأصدقاء، وتصبح أيضاً أكثر قدرة على الإقناع وفض النزاعات، وتتمتع بصحة بدنية أفضل، كما تمنحك قوة في جانب السيطرة على عاداتك الغذائية، وقدرة أفضل على الإبداع لك ولمن حولك، والحصول على المزيد من الدعم والمساندة من الآخرين، مما تمنحك فرصاً أكبر في النجاح والسعادة الدائمين». إدراك الذات ذهب أحد الشباب إلى أحد حكماء وقال له: لقد أصبحت أملك قدرات لا محدودة، ووصلت إلى درجة عالية من الحكمة، وأريدك أن تخبرني بشيء جديد لا أعرفه، فطلب منه أن يأتي إليه، فجاءه ومشى أمامه، فرسم دائرة وقال له: الإدراك؟ فقال له: أنا أعرف.. أدركت.. ولذلك أتيت إليك، فرسم دائرة ثانية، وقال له: الإدراك؟ فقال له: لقد رأيت الدائرة الأولى، فهل من الممكن أن تقول لي ما الأمر؟ فرسم دائرة ثالثة، وقال له: الإدراك؟ فقال له الشاب بغضب: هل تسخر منى؟ فقال الحكيم: إطلاقاً. ثم طلب منه أن يرجع إلى الخلف، ففعل ما طلبه منه الحكيم، فوقع في حفرة صغيرة، وما كان منه إلا أن غضب غضباً شديداً، وقد ظن الشاب أن الحكيم يسخر منه وقال: ما هذا الذي تفعله معي؟ وما هذه الدوائر التي رسمتها؟ فقال الحكيم: أما الدائرة الأولى فهي إدراكك لأفكارك، والثانية هي إدراكك لتحدياتك، والثالثة هي إدراكك لأحاسيسك ومشاعرك. وعليك أن تدرك أن أمامك الكثير حتى تقول لقد وصلت للحكمة، لأنك وأنت قادم لم تدرك كيف تفكر، وكل ما أدركته أنك أصبحت رائعاً، وهذا التفكير سبب لك أحاسيس جعلتك لا تفكر في التحديات، وهي الحفرة التي كانت بجوارك، وطلبت منك أن ترجع فوقعت فيها، فلما وقعت فيها اضطرب إحساسك. ويبدو أيها الشاب، أنك لم تتعلم شيئاً كثيراً، بل اعتقدت أنك حكيماً، وكما رأيت بنفسك من التجربة أنك لم تدرك أحاسيسك ومشاعرك، فجعلتها تتحكم فيك تماماً، وتابع الحكيم: «ولكي تكون حكيماً حقاً، عليك أن ترتبط بالله وتخلص له الطاعة، ثم تتواجد لديك النية لمساعدة الناس بكل ما يعطيه الله لك من علم، وأن تدرك ذاتك السفلى، ثم قال ثم تلا الآية التالية: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد:11)، وأضاف الحكيم: «فابدأ من اليوم وارتبط بالله، وابدأ في مراقبة أحاسيسك، فإنها عندما تكون سلبية قد تحطمك وتجعل من حولك يبتعدون عنك، وتذكر دائماً أن الأحاسيس هي وقود الإنسان والمحرك الأساسي لسلوكه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©