السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النمط الغذائي للأطفال عادات «ثقافية» مكتسبة

النمط الغذائي للأطفال عادات «ثقافية» مكتسبة
17 أغسطس 2013 21:10
مما لا شك فيه أن اعتماد النمط الغذائي غير السليم يؤدي إلى زيادة مفرطة ومضطردة في نسبة الأطفال الذين يعانون من «البدانة». ففي الوقت الذي يحذر فيه أخصائيو التغذية من أن قلة التغذية لازالت تعتبر المشكلة الأولى التي تواجه أطفال العالم النامي، فإنهم يعترفون في الوقت نفسه بأن أية زيادة في نسبة المصابين بالسمنة تعتبر مثارا للقلق.. وفي دراسة لمنظمة الصحة العالمية، تقول الدكتورة مارسدس دي أونيس، رئيسة فريق البحث، إن المشكلة تكمن في حقيقة واحدة تتمثل في عدم التزام معظم الأسر باتباع النمط الغذائي السليم، إما لعوامل ثقافية أو اقتصادية، أو اتباع عادات غذائية يصعب التخلي عنها، لذا تعتبر السمنة عند الأطفال مرضاً وبائياً مخيفاً، وقد حان الوقت لتدارك الأمر لتجنب إمكانية إصابة الأطفال بالسمنة. الدكتورة ساهرة رؤوف، أخصائية الأطفال، توضح كيفية تأثير النمط الغذائي على الطفل، وأسباب البدانة عند هذه الشريحة، وتقول: «معظم المشاكل الصحية المزمنة، تنجم البدانة الناجمة عن تداخلات بين تأثير الجينات والبيئة والسلوك أو العادات الطعامية. وقد أظهرت دراسات كثيرة أن ليس هناك فرق كبير في كمية الأغذية التي يتناولها الطفل البدين وبين النشاط البدني الذي يمارسه وبين تلك التي تخص الطفل غير البدين من الأطفال، لكن ربما خلاف بسيط في الأكل والنشاط طوال الوقت مع استعداد وراثي قد يصل في الحقيقة إلى اكتساب الوزن. والأطفال البدينون يميلون بشكل عام إلى تناول أنواع من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية خاصة تلك الحاوية على الدهون مثل البطاطا المقلية، والبسكويت والكيك وغيرها دون إدراك منه ومن أهله أنها تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية. مثال على ذلك المشروبات الغازية أو غيرها من المشروبات المحلاة، التي تحتوي العبوة الواحدة منها ما يحويه نصف رغيف خبز من السعرات الحرارية. أما العامل الوراثي، فلم يتم حتى الآن العثور على مورثة حقيقية مسؤولة عن البدانة عند الأطفال. ويُرجِع العديد من الباحثين زيادة نسب البدانة في العائلة الواحدة إلى نمط التغذية الخاطئ أكثر من ربطها بالعامل الوراثي، ويكون عند الأطفال الناشئين في الأسر التي يكون فيها أحد الآباء بدينا خطر لان يكونوا بدينين. ربما كان هذا بسبب وجود مجموعه من الجينات والسلوك والعادات كما ذكرنا، ونادرا ما تكون السمنة ناجمة عن حالة صحية خاصة والأمراض التي يمكن أن تسبب مشاكل الغدد وبعض المتلازمات الوراثية قد تسبب البدانة». وتشير الدكتورة رؤوف إلى دراسة إماراتية تتعلق بنفس الحالة، وتقول:« تم اختيار عينة الدراسة باستخدام طريقة التقسيم التناسبي من جميع مناطق الدولة، وبلغ حجم العينة 2212شخصا بينهم 1122رجلا و1090امرأة تتراوح اعمارهم بين 20-70سنة. اوضحت نتائج الدراسة أن نمط استهلاك الغذاء عند المواطنين الاماراتين لا يتماشى مع الحالة الاجتماعية والاقتصادية في الدولة. فقد وجد أن استهلاك بعض الاغذية المهمة للوقاية من الأمراض المزمنة مثل الخضروات والفواكه مازال قليلاً. كما تبين وجود اختلافات مهنية بين النساء والرجال في نمط استهلاك بعض الأغذية وكذلك بين كبار السن والشباب، وقد كانت نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة عالة. وتزداد النسبة بارتفاع العمر وكانت النسبة الكلية للاصابة بداء السكري 11% عند الرجال و14% عند النساء. وبالنسبة لتسوس الأسنان كانت النسبة 46% عند الرجال و56% عند النساء. اما الآم أسفل الظهر فتبين ان 29% من الرجال و47% من النساء مصابات به. وبلغت نسبة الاصابة الكلية بالآم المفاصل عند الرجال 23% مقابل 25%عند النساء. وأوصت الدراسة بالاهتمام بالبرامج الوقائية للسيطرة على الأمراض المزمنة المنتشرة في المجتمع الإماراتي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©