«عندما أكبر أريد أن أصبح اختصاصية تغذية»، هكذا قالت نيفين، التلميذة في الصفّ التاسع، والبالغة من العمر 15 عاماً. وكانت نيفين قد شاركت مع زميلاتها في «برنامج الوقاية من السمنة عند الأطفال»، والذي تنفذه اليونيسيف للسنة الثانية على التوالي «2012-2013»، بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين، ويهدف البرنامج إلى تقليل نسبة انتشار بدانة الأطفال في الإمارات، كما يساهم في تحسين الصحّة العامّة للتلاميذ وأهلهم وأساتذتهم، ويرفع من مستوى رفاهيتهم وسعادتهم.
وتعد نيفين تلميذة متفوقة تفضل صف العلوم على جميع الصفوف، وتقول «أحب مادة العلوم وخصوصا عندما تسنح لنا فرصة الذهاب إلى المختبر لإجراء الاختبارات، لكن مادتي المفضلة الآن هي التغذية». وعن سبب هذا التفضيل، تجيب «التغذية هي الجانب المشوق من العلوم، إذ إن الاختبارات تجري في مطبخنا نحن، وكلما فهمنا التغذية بشكلٍ أفضل وأعمق، استثمرنا أكثر فأكثر في مستقبلنا»، وهذا الشغف بالتغذية عند نيفين كان سرا مباحًا، فهي أظهرت حماسة مستمرّة طوال جلسات التثقيف الصحّي الـ13 الأسبوعية، والّتي حضرتها نيفين كجزء من البرنامج. وهي كانت متأهبة دائمًا للإجابة عن الأسئلة الّتي تطرحها الفتيات الأُخريات في فترة النقاش المفتوح في نهاية جلسات البرنامج.
كما توجهت نيفين إلى ممرضة المدرسة، وأخبرتها عن رغبتها في أن تصبِح اختصاصية تغذية عندما تكبر. وقالت للممرضة إنها ترغب في مساعدة الناس على خسارة الوزن الزائد، وعلى تعليمهم كيفية تناول الطعام بطريقة صحّية، وكيفية الوقاية من الأمراض، فضلاً عن هذا، قامت نيفين بالتحدّث إلى اختصاصيّة التغذية الّتي قدّمت جلسات التثقيف الصحي الأسبوعيّة، واستفسرت منها عن مهنتها لأنّها ترغب في أن تصبح مثلها في المستقبل. ولذلك طلبت أن تسديَ إليها النصائح عن المسارات الوظيفية لاختصاصيّة تغذية، وعن الشهادات الجامعيّة المطلوبة للدخول في هذا المجال والابتكار فيه، لكن حماسة نيفين لم تتوقف عند هذا الحدِّ، إذ إنها بادرت إلى الاتصال بإدارة المدرسة، وعرضت عليها مساعدتها في نشر التثقيف الصحي في المدرسة بأكملها. وبالفعل كانت إدارة المدرسة مسرورة جدًّا لتقديم دعمها الكامل لنيفين، وذلك عبر السماح لها مرّتين بإلقاء محاضرتين في أثناء الطابور الصباحي، وهنا قامت نيفين في المرّة الأولى بتثقيف التلاميذ حول فوائد تناول طعام الفطور، وفي المرّة الثانية أطلعتهن على أهمّيّة تناول السوائل وعدم الإصابة بالجفاف في الطقس الحار جدًّا. كما شاركت نيفين في معرض العلوم بواسطة منصّة تغذية وأضافت «أشكركم جميعًا لإطلاعي على العالم الجميل للتغذية!! على الرغم من أنّ المدرسة قدّمت لنا مبادئ الأكل الصحّيّ وأُسسه، فإنّ حضور صف مخصص للتغذية مرة في الأسبوع، هو أمر مختلف تمامًا». وحقق برنامج الوقاية من السمنة لدى الأطفال في مرحلته الثانية أهدافه بنسبة نجاح عالية، ويذكر أن البرنامج يتم تنفيذه من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» لدول الخليج العربي بالتعاون مع الاتّحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، شريكيها الإستراتيجيين في الدولة، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم و»صحّة» للخدمات العلاجيّة الخارجيّة.
وعملت اليونيسيف طيلة مدة البرنامج باستعراض خبراتها في مجال الوقاية من السمنة عند الأطفال ووفرت استشارات صحية مجانية خاصة فيما يتعلق بأساليب التغذية والقيام ببعض التقييمات على الفئات المستهدفة من أطفال وأولياء أمور وهيئة تدريسية، وكذلك تم عقد سلسلة ورش عمل بالتعاون مع الشركاء استهدفت الكادر التعليمي حول الصحة النفسية لدى الأطفال بمساعدة أطباء مختصين ومستشاري تغذية، وحقق نجاحا كبيرا على مستوى إقناع الأطفال للنشاط البدني وتخفيض وزنهم.
عدد اليوم
