الأكثرية اللبنانية: الابتزاز أصبح من الماضي

اكدت الأمانة العامة لـ''قوى 14 مارس'' أمس أن اللبنانيين حسموا خيارهم في 14 فبراير 2008 بالتأكيد مجددا على التزامهم بثورة الأرز وتحقيق الأكثرية الشعبية المتمثلة بالمجلس النيابي والحكومة بعد محاولات الانقلاب عليها ''من خلال القتل والتفجيرات واختلاق الأوهام''· واعتبرت الأمانة العامة أن مشاركة ''المسيحيين الكثيفة'' حسمت كل محاولات تحييد أبناء هذه الطائفة ضد ثوابتهم التاريخية· واعتبرت أن مشاركة المسلمين الكثيفة تؤكد '' أن الخيار الوحيد يبقى خيار الاعتدال والانفتاح'' الذي قاده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري· واكدت الأمانة العامة أن ما قبل 14 فبراير سيكون مختلفا عما بعده مشيرة إلى أن ''إنجاز الحل الوطني لا يزال على أجندة أولويتنا لكن الرضوخ للابتزاز أصبح من الماضي''· في غضون ذلك كشف النقاب في بيروت أن الأزمة اللبنانية دخلت في طور جديد من التعقيد في ظل توقعات ديبلوماسية عربية باحتمال عدم انعقاد القمة العربية وفي أحسن الأحوال أن تلتئم في أجواء انقسام عربي حاد في حال لم تنجح الجهود الجارية في طي الخلافات العربية - العربية· وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية لـ''الاتحاد'' بان أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي حدد يوم 24 الجاري للعودة إلى بيروت اي قبل يومين من الموعد المضروب لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قد يعدل عن هذه الرحلة، ما لم تطرأ معطيات مشجعة لهذه العودة في ظل الانقسام الحاد بين فريقي الأزمة اللبنانية وتباعد وجهات النظر حيال أي حل· ولفتت المصادر نفسها إلى أن التحدي بين أقطاب الطرفين يجعل من مهمة موسى مستحيلة وحظوظ نجاحها منعدمة، لاسيما عودة فريق ''الأكثرية'' الى التهويل بخيار النصف +،1 ومراوحة الطرفين عند عقدة التمثيل في الحكومة، وتمسك قوى 8 مارس بالثلث الضامن· وفي ظل انعدام التواصل بين الفريقين ومحاولة البعض تسجيل نقاط لصالحه من خلال ما جرى يوم 14 مارس في إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخلال تشييع القائد العسكري لـ''حزب الله'' عماد مغنية، استغرب رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ان تعود نغمة التلويح بالنصف +1 مع ما يعنيه هذا الخيار من استبعاد واضح للمرشح التوافقي للرئاسة، محذراً من مخاطر الانزلاق في مهاوي الفتن وخسارة لبنان· وقالت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري الموجود في المانيا منذ عدة أيام لـ''الاتحاد'' إنه يحاول من خلال اتصالات مكثفة يجريها مع عواصم القرار العربي والدولي، الحصول على دعم للمبادرة العربية وإجبار فريق ''الاكثرية'' على الالتزام بمضمونها خصوصاً لجهة المثالثة في الحكومة· ورفضت المصادر التعقيب على ما تردد عن احتمال إلغاء موسى رحلته الى بيروت واكتفت بالقول إن اتصالات بري مستمرة مع أمين عام جامعة الدول العربية على مدى الساعة وأن لا جديد حول موعد عودته· واللافت أن التعقيدات السياسية المتنامية إزاء الحل للازمة اللبنانية ما زالت تتفاعل على الأرض خصوصاً في أحياء العاصمة بيروت التي تعيش حالة من الاضطراب الدائم، لاسيما ليلاً، حيث تتجدد الاشكالات بين انصار طرفي الازمة وتتحول الى صدامات تسفر عن جرحى وذكرت مصادر أمنية لـ''الاتحاد'' بان عشرة أشخاص على الأقل اصيبوا خلال اشكالات بين انصار حركة ''امل'' وآخرين من تيار ''المستقبل'' بدأت في محلة رأس النبع وامتدت الى أحياء الخندق الغميق والبسطة وزقاق البلاط ووطى المصيطبة، عملت وحدات من الجيش على تطويقها فجر أمس، واعادت الهدوء الى المنطقة· وحذرت مصادر المعارضة عبر ''الاتحاد'' من امكانية انفلات الوضع في الشارع واتهمت انصار فريق الاكثرية بالعمل لافتعال اشكالات مع انصارها لتوتير الشارع·