إنشاء أحدث مركز لذوي الاحتياجات في العين

بدأ العمل في إنجاز أحدث مركز من نوعه لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة الفوعة في العين يستوعب 450 طالبا وطالبة، وتقدر تكلفة المشروع الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 25 % بحوالي 78 مليون درهم . وقال ناصر علي بن عزيز مالك مركز العين الخاص لتأهيل ذوي الإعاقات الذهنية في العين، الذي يقوم على مشروع المركز الجديد، إنه يشتمل على مبنى رئيسي يضم معهد تدريب الكادر، جناح التشخيص والتدريب، التدخل المبكر، قسم التوحد، قسم التهيئة المهنية والورش كما يشتمل المشروع الذي تبلغ مساحته 19 ألفا، 700 متر مربع على جناح الإدارة العامة والخدمات الإدارية والفنية، جناح الخدمات المساندة المتخصصة، قسم الشلل الدماغي، قسم الإعاقات السمعية ومشاكل النطق وقسم التخلف الفكري. ويشتمل المشروع كذلك على المباني الأخرى الملحقة وتتضمن المسجد، الصالة الرياضية، المدينة المائية، حديقة الحيوانات، الحدائق والنافورات، بالإضافة إلى السكن الداخلي ويضم سكنا للطلاب وسكنا مجهزا للموظفين. ولفت ابن عزيز إلى أن مشروع المركز الجديد غير ربحي وهو إنساني بالدرجة الأولى ويقوم على مساهمات الجهات الخيرية المعنية والمحسنين ذوي الأيادي البيضاء، باعتبار أن رعاية ذوي الاحتياجات وتأهيلهم غاية نبيلة تحظى باهتمام القيادة العليا في الدولة. وأكد مدير مركز العين الخاص لتأهيل ذوي الاحتياجات أن المركز الجديد يهدف إلى توفير كل سبل الرعاية الواجبة لفئة ذوي الاحتياجات على مختلف إعاقاتهم وفق معايير رفيعة تأخذ بعين الاعتبار توفير أحدث الأجهزة والتقنيات وتطبيق أرقى المعايير المعتمدة في هذا المجال. وأوضح ابن عزيز أن المركز الجديد يسعى ضمن الأهداف التي يرمي إليها إلى التخفيف من معاناة الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم الذين تضطرهم الظروف إلى إلحاق أبنائهم المعاقين بمراكز لتأهيلهم في بعض الدول العربية الشقيقة. ويضاعف الاغتراب من معاناة الأبناء وأولياء الأمور على حد سواء ويقلل معه من فرصة متابعتهم والاطمئنان على أحوالهم، بالإضافة إلى أن إلحاق هؤلاء بمراكز الرعاية خارج الدولة خاصة في الدول الأجنبية ينطوي على رسوم كبيرة باهظة. ولفت القائم على مشروع المركز الجديد إلى أنه لا يسعى إلى الربحية، بل ينطلق من دوافع إنسانية بحتة نحو توفير خدمة جديدة متميزة لذوي الاحتياجات بسعر التكلفة دون الحاجة إلى تكبدهم عناء السفر والاغتراب، ما يضاعف من همومهم وأولياء أمورهم. ودعا الهيئات الخيرية وغيرها من المواطنين الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء إلى المساهمة في استكمال بناء وإنجاز هذا المشروع الخيري الإنساني، مؤكدا على أهمية المبادرات الخيرة في سرعة إنجاز المشروع وتجهيزه لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم. ولفت ابن عزيز إلى الدور الإنساني لمراكز تعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات، مؤكدا أنها مشاريع خيرية بالأساس وبعيدة تماما عن الصبغة التجارية، مشيراً إلى أن الفصل الدراسي الواحد بهذه المراكز التأهيلية لا يستوعب أكثر من 7 إلى 8 طلاب وطالبات يلزم توفير 3 من الكوادر المؤهلة لتدريبهم وتأهيلهم، ومن هنا يتضح أن العملية مكلفة جدا وتختلف كثيرا عنها في المدارس الخاصة. وأضاف مدير مركز العين الخاص أنه وبالإضافة إلى دوره في تأهيل ذوي الإعاقات الذهنية، يقوم المركز بدور إيجابي في خدمة المجتمع من خلال توفير فرصة التدريب العملي لطلبة التربية الخاصة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، بما في ذلك جامعة الإمارات وكليات التقنية العليا. ويتفرد مركز العين الخاص لتأهيل ذوي الاحتياجات، والذي بدأ نشاطه عام 1998 بتوفير السكن الداخلي وكافة سبل الرعاية الواجبة للطلبة ذوي الإعاقات الذهنية، والذين ارتفع عددهم العام الدراسي الحالي 180 طالبا وطالبة تراوح أعمارهم بين 4 سنوات و 30 سنة من بينهم طلبة من بعض دول مجلس التعاون. ويرتبط المركز بعلاقات تعاون وثيق مع عدد من المعاهد والجامعات في الداخل والخارج يأتي على رأسها جامعة الإمارات التي كانت عينت في وقت سابق رئيس فسم التربية الخاصة بكلية العلوم الإنسانية مستشار للمركز الذي يرتبط كذلك بعلاقات تعاون وثيقة مع مؤسسة باغلو الأميركية وعدد آخر من المركز المتخصصة في نيويورك والسويد.