الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هاني الروماني رحل دون أن يتصالح مع أبو الفنون

هاني الروماني رحل دون أن يتصالح مع أبو الفنون
9 فبراير 2010 20:15
عن واحد وسبعين عاماً، رحل الفنان السوري المخضرم هاني الروماني بعد مسيرة فنية حافلة، امتدت نصف قرن، قدم خلالها أعمالاً مميزة في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما السورية. وقد توفي الفنان الكبير قبيل ظهر أول أمس الاثنين الثامن من فبراير في أحد مستشفيات دمشق بعد مرض مزمن في الرئة، تاركاً وراءه عشرات الأعمال الفنية التي شهدت سطوع نجمه منذ ستينيات القرن الماضي. بدأ هاني الروماني مسيرته الفنية في جامعة دمشق، حيث كان يدرس الطب، وسرعان ما هجر الدراسة ليلتحق بالمسرح القومي، حيث أصبح واحداً من أهم الممثلين المسرحيين السوريين، ومع ظهور التلفزيون السوري عام 1960 كان الروماني من أوائل من عملوا فيه كممثل، وسطع نجمه في الدراما التلفزيونية عام 1975 عندما كانت الشاشة لا تزال بالأبيض والأسود مع قيامه بدور البطولة في مسلسل (أسعد الوراق)، الذي كان أول مسلسل سوري تلفزيوني يحقق حضوراً قوياً لدى المشاهدين، ونظراً لأهمية هذا المسلسل المأخوذ عن رواية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل، فإنه تتم إعادة إنتاجه هذا العام، وتتولى إخراجه المخرجة رشا شربتجي، ومن المصادفة أن الفنان الراحل اختتم حياته بدور ثانوي في النسخة الجديدة الملونة من المسلسل. وقد أرادت المخرجة أن تكون مشاركة الراحل في هذا العمل تكريماً له ولجهوده ولقيامه ببطولة هذا المسلسل الذي أسس لبدايات الدراما السورية. خلال مسيرته الفنية الطويلة شارك هاني الروماني في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية منها “نهاية رجل شجاع” و”هجرة القلوب إلى القلوب” و”الجوارح” و”العبابيد” و”دليلة والزيبق” و”الخوالي” وبعض الأعمال الاجتماعية المعاصرة. كما شارك مع الفنانين دريد لحام ورشيد عساف ورغدة في فيلم “الحدود” الذي حقق نجاحاً كبيراً. في أواخر مسيرته في الدراما التلفزيونية، تحول هاني الروماني إلى العمل مخرجاً دون أن يتخلى عن التمثيل، وكان أهم إنجاز إخراجي له المسلسل الطويل “حمام القيشاني” بأجزائه الخمسة والذي رصد من خلاله ـ وبحيادية ـ تاريخ سوريا بعد الاستقلال، وما شهدته من أحداث سياسية وتطورات اجتماعية متخذاً من البيئة الشامية نموذجاً، وقد حقق في حينها نجومية كبيرة، وعرض العمل على عدد من الشاشات العربية. وكمخرج، كان الروماني يميل إلى الأعمال الواقعية والتاريخية، فقد قال يوماً: أنا أفضل العمل التاريخي المنتمي إلى مكان وزمان معينين؛ لأنني أجد فيه التحدي الكبير في أن أجعل شخوص النص حقيقيين، فأستحضرهم شخوصاً من لحم ودم، حتى لو كانوا ينتمون إلى زمن بعيد كالعصر العباسي أو ما قبله مثلاً. وفي مجال حديثه عن “حمام القيشاني”، يقول: شعبنا يحب الحكاية، ولهذا فإن العبارة الشعبية التي تعبر عن مزاج المشاهد هي “شوفي ما في”، بمعنى أن المشاهد يريد أن تحكي له، وتقص عليه. رغم أن الدراما التلفزيونية اختطفته من عالم المسرح الذي أحبه، فقد ظل يحلم بالعودة إليه، لا سيما أنه كان ممثلاً “شكسبيرياً” إذ بدأ خطواته على المسرح بالأدوار الصعبة كماكبث وشايلوك، رحيل هاني الروماني شكل خسارة فنية للدراما السورية، وأشاع الحزن في الوسط الفني السوري ولدى معجبيه من الجمهور، وقد نعاه ورثاه العديد من الفنانين السوريين، فوصفه محسن غازي بالهرم الفني، وقال عنه رفيق سبيعي: كان مثقفاً وإنساناً كبيراً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©