الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد المنعم معوض: المربعات الصوفية ملهمة لأعمالي الفنية

عبد المنعم معوض: المربعات الصوفية ملهمة لأعمالي الفنية
20 أغسطس 2011 22:31
اختار الفنان التشكيلي عبد المنعم معوض “مربعات صوفية” عنواناً لعدد من أعماله الفنية، والتي سبق أن عرضها في قاعة كلية الفنون التطبيقية، حيث يُدرس في قسم الزخرفة، وقد قدم نفسه بعبارات جديدة لم نتعود أن تكون سيرة ذاتية لفنان، ولكنك تعلم من خلالها آراء النقاد في أعماله ومكان ميلاده، والتأثيرات التي ظهرت في لوحاته، وأسماء البعض منها حيث قال: لا أنا شاعر ولا زجال لكن بيقولوا عليا فنان، زمان قال العم بيكار في مقالاته الأسبوعية ده عنده طنافس فازاريلية، وقبلها قال حسن عبد الرسول في يومياته الأسبوعية فنان القلة والربابة ومعسلة يا بطاطا والحلاوة العسلية اللي بالمليم. أضاف الفنان التشكيلي عبد المنعم عوض أنه نشأ في حي الدرب الأحمر في بيت متواضع، لكنه عاش طفولة سعيدة، فبقيت تلك الرواسب عالقة في ذهنه بتفاصيلها المحيطة به في حارة “المسك” التي تطل بوابتها على حي الخيامية، ذلك العالم المزخرف بالألوان، والمشربيات والوحدات الإسلامية الموجودة على الجوامع والمباني القديمة، وقراءة والده الأزهري للقرآن، وترجم ذلك المناخ الجميل في لوحات أخذت أسماءها من مشاهداته اليومية مثل “معسلة يا بطاطا، حلاوة عسلية، بيت العز، أبعد يا مرتجي يا بتاع الثلاث ورقات، روبابيكيا بيكيا، وحوي يا وحوي، اتفرج يا سلام” وكانت ترجمة تسجيلية بلا تشخيص، حيث استعاض عنه بالكلمة، بعد أن دخل مرحلة من التصوف، فبدأ يلجأ إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وظهرت لوحات تلك الفترة في “الحمد لله، على أد حالنا، صلي على النبي” ترجمها بالتشكيل في الموتيفة أو الوحدة الزخرفية الإسلامية التي تناولها. وقال إنه بعد أن انتقل إلى المرحلة الفرعونية في أعماله الفنية عاوده الحنين مرة أخرى إلى البيئة الدينية والشعبية، فتوازت تلك الأعمال مع التشكيلات الإسلامية، والتي كان يشاهدها بشكلها التقليدي في صورة أفاريز وحليات وحشوات، ومن خلال الزجاج المعشق بالجص، لكنه كان يبحث عن الإضافة التي سوف يقوم بها، فخطر على ذهنه أن “الإيشارب” الذي تلبسه المرأة المسلمة، والذي تكون عليه أحياناً زخارف إسلامية، حينما تضعه على رأسها يصبح “مكشكش”، وعندما تطرحه على الأرض يعطي شكلاً عشوائياً غير مألوف، لذلك حاول إخضاع تلك الأشكال وترجمتها إلى لوحة، إضافة إلى أنه بعد أن رسم الوحدة الزخرفية الإسلامية بشكلها التقليدي قام بتقطيعها إلى أجزاء، ثم بعثرها وأعاد صياغتها بشكل جديد، واستمر في تلك الطريقة حتى وصل إلى الوحدات الإسلامية بشكلها في أعماله الحالية، بعد أن أدخل التجريد الحر مع الوحدة الإسلامية ليضيف لغة عصرية عليها. المربع ويرى أن المربع هو أساس الأشكال الهندسية، حتى وأن تم تكسيره، حيث يخرج منه المعين والمستطيل والدائرة، وشبه المنحرف، والمثلث، لذلك أطلق على بعض أعماله “مربعات صوفية”، فهو كفنان مسلم يجد أن المربع رمز روحي للكعبة الشريفة، وأنها تمثل المركز لحركة الطواف حولها، وبالتالي فهو يشغل مركز الإيمان لديه، وأن مساحات لوحاته تأتي في نسبة المربع أو المربع ونصف أو ثلاثة مربعات متجاورة، فإذا كانت اللوحة في مساحة مربع ونصف، وطول ضلع المربع 90 سم تكون مساحتها الكلية 135 سم × 90 سم وهكذا، وبذلك يخضع كل تصميماته وتشكيلاته لهذا المربع “الجميل” ويصر عليه، كما أن المربع من الناحية الفلسفية هو مركز الكرة الأرضية. وأكد أن استخدامه للخط الكوفي الهندسي في بعض أعماله جاء لارتباطه بالأساس بالمربعات، وأنه يعطي رد فعل سريعاً وجميلاً، ولا يتطلب معانة لإظهار جمالياته، وأنه قام بتكسير الحرف في الكتابة الكوفية، ولم يضعه في اللوحة بشكله المتعارف عليه، ولذلك تخرج في النهاية توليفة جميلة، وعند تجميعها بعد البعثرة سنجد أنها دخلت بيتها أو “المربع” مرة أخرى، وأنه قدم في معرضه “مربعات صوفية” 12 لوحة لسورة “الاخلاص” بالخط الكوفي، وأنه يعتبر الأخلاص نوعاً من العبادة، فهو إخلاص في العمل والمعاملة، وهو التصوف الحقيقي. النجمة الإسلامية وأشار إلى أن مشكلته التشكيلية الأخرى كانت الخروج بشكل حداثي جديد من شكل النجمة الإسلامية المألوف مع المحافظة على قيمتها الأساسية التراثية، فبدأ يكسر ذلك الحاجز بلا قيود، فأخرج تلك الوحدات من أشكالها التقليدية إلى شكل ينسجم ويواكب العصر، معتبراً أن العصر الذي نعيشه هو عصر البعثرة المنمقة في الشكل الخارجي فقط، وأنه باستمرار يضع نفسه في موقع الباحث، ولذلك لا يقف عند وسيلة واحدة. يدخل عبد المنعم معوض اللون الأسود بمساحات متفاوتة في أعماله حيث يعتبره رمزاً للفراغ الكوني ويتطلب أحداثه في اللوحة عملية حسابية دقيقة، مما يجعل مساحة الفراغ غير متناسقة مع اللوحة والمسطح والجسم الذي يشغله، كما أنه يجيد توظيف الألوان الفوسفورية في لوحاته، ويقول إنها أصبحت محفوظة لديه، ولا يستطيع العمل من دونها، حتى أصبحت سمة مميزة لأعماله، خاصة اللون “الأحمر الحلاوة” الموجود في عرائس المولد النبوي، والذي لا تخلو لوحة في أعماله منه. تجميل مكة المكرمة وعن اشتراكه في المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل منطقة مكة المكرمة تحت شعار “بحب مكة نلتقي” لنشر الثقافة الفنية، وتحويل أركان هذه المدينة إلى متحف للفن الإسلامي يعرض الموروث الإسلامي المتكامل للفلسفة الإنسانية عبر العصور المختلفة، أنه أقام الكثير من الحسابات بعد أن واجهته عدة محاذير، كونها مسابقة دولية تستدعي البحث والإجادة التقنية، من خلال تصميم لوحات جدارية لـ 12 موقعاً مستوحاة من مفردات تراث البيئة المكية وعناصرها المعمارية وفنونها التقليدية، إضافة إلى طبيعة المكان ومحاكاة التراث الإسلامي في التطبيقات التشكيلية الزخرفية البنائية والهندسية وأيضاً الخط العربي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©