السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المذنبون يفضلون «الفيسبوك» والمتضررون يطلقون حملات نظافة على «تويتر»

المذنبون يفضلون «الفيسبوك» والمتضررون يطلقون حملات نظافة على «تويتر»
20 أغسطس 2011 22:33
أبرزت أحداث الشغب في بريطانيا، خطورة استخدام مثيري الشغب لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي على الإنترنت والهاتف المثير للجدل “بلاك بيري”، حتى اعتبره البعض أداة من أدوات الجريمة، مثلها مثل الأقنعة والهروات التي استخدمها الغاضبون الخارجون على القانون في نهب المحلات. وبينما استعان المذنبون بـ”فيسبوك” في تسهيل التنسيق والتواصل لتكون هجماتهم دقيقة ومنسقة وأعداهم غفيرة، لكي تعجز الشرطة عن التصدي لهم أو اعتقالهم. قام المسالمون والمتضررون من الهجمات باستخدام “تويتر” لبدء حملة تنظيف للعاصمة البريطانية. أرجع كثيرون اتساع نطاق “العدوان المدني” في الأخير ببريطانيا إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وخدمة التراسل الفوري عبر هواتف “بلاك بيري” ذات التشفير المعقّد والآمن. ويعتقد مسؤولو الشرطة أن معظم المتظاهرين استعانوا بهذا الهاتف الذكي للتخطيط والتنسيق لأعمال الشغب، ما دفع شركة “ريسيرش إن موشن” (RIM) الكندية المصنعة لهاتف بلاك بيري الإعلان أنها ستتعاون مع الشرطة البريطانية وستساعدها في التحقيقات. ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن باتريك سبينس، العضو المنتدب في RIM قوله إن الشركة ستُسَلِّم الرسائل الفورية التي أرسلها المشاغبون عبر أجهزة “بلاك بيري” لأجهزة الأمن البريطانية. تهديد ووعيد وأدرك المشاغبون الذين لم يقعوا في يد شرطة سكوتلانديارد خطورة هذه الخطوة، فحذروا شركة RIM من تسليم هذه المعلومات. وتوعدوها بالندم لو فعلت ذلك. ونشرت صحيفة “تليجراف” البريطانية أن هناك رسالة انتشرت عبر “بلاك بيري” تقول “عزيزتي شركة RIM لن تساعدي الشرطة البريطانية، لأنك لو فعلت ذلك ستتسببين في أذى أشخاص يملكون أجهزة بلاك بيري وجدوا في المكان والزمان الخاطئين”. وأضافت الرسالة أن هذا الأذى سيكون بلا أي سبب على الإطلاق”. ولم يقتصر رد المشاغبين على العنف اللفظي في مجرد رسالة رقمية. إذ اخترق عدد من القراصنة “هاكرز” منتدى شركة “بلاك بيري”. وقالوا إنهم حصلوا على معلومات عن جميع الموظفين، وأنهم مستعدون لنشرها على الملأ ونقلها للمحتجين. وأضافت الرسالة: “هل تريدون حقًا محتجين غاضبين يدقون أبواب منازلكم.. فكروا بالأمر ولا تعتقدوا أن الشرطة ستحمي موظفيكم.. الشرطة عاجزة عن حماية نفسها، فما بالكم الآخرين”. رسالة تعاطف ويذكر أن أجهزة “بلاك بيري” تتمتع بنظام رسائل مجاني يدعى “بلاك بيري ماسنجر” يتيح إمكانية إرسال رسائل بالمجان فرديًا أو ضمن مجموعات مغلقة، وتضمن شركة RIM لمستخدم الهاتف حماية خصوصيتهم وعدم تعرضها لاعتراض أو مراقبة الأجهزة الأمنية. وكانت شركة RIM نشرت الأسبوع الماضي رسالة تعاطف مع سكان لندن لما ألمّ بالمدينة من حرائق وعمليات سرقة ونهب ينظمها مئات الشبان. واندلعت أحداث الشغب في لندن بحي توتنهام متعدد الأعراق عقب مقتل شاب يدعى مارك دوجان، من أصول أفريقية، على يد ضباط شرطة، وامتدت بعدها أحداث الشغب والنهب، التي لم تشهد لندن مثلها منذ أكثر من 30 عاماً، إلى عدة أحياء في العاصمة البريطانية. وقال جون دارسي، الأستاذ المساعد في إدارة تكنولوجيا المعلومات بجامعة “نوتردام” لمحطة “إيه بي سي نيوز” الأميركية إنه “نظرا لإمكانية تخطيط وشن هجمات مماثلة لما حدث في لندن بسهولة وسرية، وصعوبة إجهاض ذلك مبكرا بسبب قوانين الخصوصية والقضايا المتعلقة بها، فمن المحتمل أن يجلس الأشرار في مقعد القيادة بالمستقبل المنظور”. «فيسبوك» و «تويتر» وفي الوقت الذي استعان فيه المشاغبون بـ”فيسبوك” وخدمة التراسل الفوري عبر أجهزة بلاك بيري للتشجيع على شن مزيد من العنف، بدأ السكان المحليون يستعينون في الوقت نفسه بأدوات مماثلة للتنظيف. ويمكن للأشخاص المشاركين في تلك المبادرة أن يستدعوا الشرطة قبيل قيامهم بعمليات التنظيف، للتحقق من أن كل المواقع المقترح تنظيفها لا تمثل ساحات جرائم. وبدأت جماعات من المواطنين البريطانيين تستعين بموقع “تويتر” للتدوين لتنظيم حملات نظافة في المناطق التي تضررت بشكل كبير، من أعمال الشغب التي وقعت على مدار الأيام الثلاثة الماضية في شمال وجنوب وشرق وغرب العاصمة البريطانية لندن. وتتم عمليات التنظيف تلك التي يشارك فيها مواطنون رافضون أو متضررون من عمليات العنف والشغب، بالتنسيق التام مع الشرطة البريطانية. والتحق بحساب “تويتر” أكثر من 48 ألف متابع بعد إنشائه بـ7 ساعات فقط، وبدأ ينشر قائمة بالأماكن والمواقيت التي يمكن أن يجتمع فيها الناس من أجل المباشرة في حملات التنظيف، وكذلك نصائح تحثهم على إحضار أكياس متينة لحمل الزجاج والأشياء الثقيلة، وأدوات خاصة بأعمال البستنة، وقفازات مطاطية. وقالت مجلة “فوربس” الأميركية إن تلك المبادرة تتيح للسكان المحليين فرصة مواجهة العجز الذي يشعرون به بشأن معالجة هذا الوضع الفوضوي. والشعار الذي ترتكز عليه هذه المبادرة هو “اقذف بأي شيء في العاصمة البريطانية، وسيأخذ السكان على عاتقهم مسؤولية التعامل مع أمر كهذا عبر الثقة بالنفس وبعض الاستخفاف”. سلوك عدواني وقدم البروفيسور لاري روزين، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية كاليفورنيا، عرضاً لنتائج البحث في المؤتمر السنوي الـ19 للجمعية الأميركية للطب النفسي. ونقلت الصحيفة عن روزين قوله “في حين أن لا أحد يستطيع إنكار أن فيسبوك قد غير في مشهد التفاعل الاجتماعي، لا سيما في صفوف الشباب، إلا ان الإفراط في استعمال المواقع الاجتماعية تجعل المراهق أكثر عرضة للسلوك الاجتماعي العدواني”. ورأى روزين أن الاستخدام المفرط لمواقع مثل “فيسبوك” يؤدي أيضًا إلى تدهور الأداء الأكاديمي للفرد، فقد أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يدخلون مواقع التواصل الاجتماعي مرة كل 15 دقيقة مخصصة للدراسة، تنخفض درجاتهم. من جهة اخرى، نقلت الصحيفة عن الدراسة الجديدة توصلها إلى استنتاج بأن الشبكات الاجتماعية لها تأثيرات إيجابية ايضاً، إذ يمكن استخدامها في مساعدة الشباب الذين يشعرون بالخجل على الاختلاط والخروج من القوقعة. كما يمكن استخدامها في الخدمات التفاعلية للتعلم ومساعدة المراهقين على التعاطف مع بعضهم. ميول نرجسية للمراهق نشرت صحيفة “تليجراف” البريطانية أن الإفراط في استخدام الشبكات الاجتماعية في سن المراهقة يؤدي إلى ميول نرجسية. ونقلت الصحيفة هذا الرأي عن أحد العلماء المشهورين في علم النفس، الذي قال إن المراهقين الذين يقضون كثيرا من الوقت في استخدام الشبكات الاجتماعية مثل “فيسبوك”، أكثر عرضة لإظهار ميول نرجسية ومشاكل سلوكية أخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©