إعداد: محمد عبدالرحيم:
أصبح أحد مؤسسي موقع ويكيبيديا على الانترنت على بعد أيام قليلة من اطلاق موقع منافس للموسوعات الشهيرة على الانترنت في محاولة لجلب مفهوم أكثر تنظيما في طرح المعارف العلمية والأدبية· ويذكر أن ويكيبيديا المتوفرة لأي شخص من أجل كتابة وطباعة محتوياتها على الانترنت، أصبحت أحد أمثلة النجاح النادرة والواضحة للتعاون الجماهيري على الانترنت مع ظهور 1,4 مليون موضوع لهذا الموقع في نتائج البحث· وعلى كل فإن الانتاج الذي اتسم به هذا الموقع جلب معه انتقادات شرسة تتعلق بعدم المصداقية ما جعله عرضة للنزاعات والاختلافات بين الأشخاص من ذوي الأراء المعارضة وبخاصة فيما يتعلق بالمواضيع السياسية الحساسة·
وكما ورد في صحيفة ''الفاينانشيال تايمز'' مؤخراً فإن المشروع الأخير الذي سيطلقه لاري سانجر أحد الذين ساعدوا في استحداث موقع ويكيبيديا في عام ،2001 يهدف إلى اضفاء المزيد من العملية التنظيمية لهذه ''الفوضى الإبداعية'' عبر تطبيق الإجراءات التقليدية الخاصة بالسلطة·
وعلى الرغم من أن الموقع لا يزال مفتوحاً للمساهمات من أي شخص إلا أن سلطة تفويض كتابة المواضيع سوف تمنح للمحررين الذين يبرهنون على اكتسابهم للخبرة بالإضافة الى مجموعة من المتطوعين الذين سيعهد إليهم بالحفاظ على السلام بين الاهتمامات والمصالح المختلفة· وفي معرض انتقاداته لموقع ويكيبيديا لفشله في السيطرة على كتابه ومحرريه، يقول سانجر ''إن آخر المواضيع التي وردت في الموسوعة لم تحظ باتفاق الآراء حيث كانت تميل لأن تصبح أشبه بما تشرحه الموسوعات المعروفة''· وذكر سانجر أنه حصل على دعم مالي من مؤسسات رفض تحديدها لمشروعة الجديد كما أن احدى الشركات التي تستضيف مواقع الويب سوف تقدم خدماتها مجانياً للموقع· وذكر أيضا أنه أصيب بالإحباط لفشل موقع ويكيبيديا في بناء واكتساب الخبرات اللازمة في عملية تحرير المواضيع مما جعله يغادر المشروع بعد عامه الأول الذي قضاه هناك· ومنذ ذلك الوقت فإن مؤسس الموسوعة الآخر جيمي واليس قد اتخذ من جانبه بعض الخطوات الهادفة لتحقيق المزيد من النظام في مفهوم موسوعة ويكيبيديا على الرغم من أنه تفادى استخدام وتوظيف الأشخاص المعنيين بالسلطة والتفويض مثل كبار المحررين والكتاب·
وفي معرض رده على سؤال عبر تبادل البريد الالكتروني عن الكيفية التي يمكن بها التوصل إلى حلول لهذه الاختلافات في الآراء أجاب واليس قائلاً: ''بواسطة الدعم والإسناد القوي لحقوق الأفراد واحترام الرأي والرأي الآخر''· ومضت رسالته على البريد الالكتروني تقول: ''إنها المسؤولية الجوهرية والأساسية لأي شخص لكي يفكر ويحكم على ما يطلع عليه قبل أن يدلي بقراره، ولا يجب علينا أبداً التخلي عن هذه المسؤولية تجاه الآراء الجماعية أو تجاه موسوعة بريطانيكا أو تجاه موسوعة ويكيبيديا أو تجاه شخص آخر''·
أما سانجر فقد أكد من جانبه على أن مجموع المتطوعين بامكانهم أن يصبحوا محررين ذوي كفاءة عالية في هذه الموسوعة الجديدة التي اطلق عليها اســم ''سيتزين ديوم'' (Citizen dium) ''إذا ما أظهروا مستوى أدنى من الكفاءة والفعالية التي تعتمد على معايير العالم الحقيقي'' ومضى يقول ''إن هذا المشروع سوف يمثل اختباراً لا يتسم بالكمال، ولكنه شديد الفعالية بحيث يعتمد بالكامل على الدرجات العلمية وعضوية مجتمع المحترفين والتكنوقراط وأشياء مثل هذه''، وإلى ذلك فإن موقع سيتزين ديوم سوف يصبح مفتوحاً ومتاحاً لعدد محدود ومنتخب من المحررين المدعوين وإعداد من عامة الجماهير الذين سيتقدمون بطلبات للاشتراك قبل أن يصبح متوفراً بصورة عامة لجميع الأشخاص لزيارته بحلول نهاية هذا العام، كما يقول سانجر·
ومن المرجح أن يستغرق موقع سيتزن ديوم بعضاً من الوقت حتى يبرهن عما إذا كان بمقدوره توفير موسوعة أفضل على الانترنت،وسوف يبدأ هذا الموقع أعماله ببساطة بالأخذ بجميع أبواب الدخول والفهارس التي توفرها موسوعة ويكيبيديا حالياً قبل أن يشرع في المهمة المضنية الخاصة بفلترة المواضيع من قبل الخبراء من المحررين وهي المهمة التي أطلق عليها سانجر وصف ''مهمة تنظيف الاسطبلات المعرفية'' ·
عدد اليوم
