أدى ضيوف الرحمن أمس الركن الأعظم من مناسك الحج بالوقوف على جبل عرفات. ووصلت وفود الحجاج بعد غروب شمس أمس إلى مزدلفة، حيث أدى الحجاج عقب وصولهم صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، يلتقطون بعدها الحصى ويبيتون في مزدلفة ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر اليوم عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الأضحية ثم التوجه إلى البيت الحرام لأداء طواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة، ثم يتولون في ايام التشريق رجم الجمرات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى للمتعجل في العودة الى دياره على مدى يومي الاربعاء والخميس، ولغير المتعجل على مدى ايام التشريق الثلاثة حتى الجمعة.
وكان أكثر من 3,5 مليون حاج ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض منذ الصباح الباكر ووقفوا الى صعيد عرفات، وألسنتهم لا تنفك من ترديد التلبية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك”. وقطع الحجاج نحو عشرة كيلومترات تفصل منى عن عرفات بالحافلات والسيارات او مشياً وسط طقس لطيف.
وأكد مسؤولون أمنيون سعوديون أن الحج يجري من دون حوادث تذكر. وحتى الآن لم تبلغ السلطات عن أي مشكلات كبيرة أو كوارث مثل التي شهدتها مواسم حج في السابق، ومنها انهيار مبنى وحوادث تدافع بسبب التكدس. ويقول مسؤولون أمنيون إن المملكة نشرت مئة ألف من رجال الأمن لمراقبة الحج.
وقال محمد رمزي وهو حاج من مصر وهو يبرد جسده تحت واحد من آلاف صنابير المياه التي وضعتها السلطات لمواجهة الطقس الحار إذ تصل درجة الحرارة إلى اربعين درجة مئوية “أحمد الله الذي كتب لي الحج لكنه أمر شاق فعلا وسط كل هذا العدد وفي هذا الطقس الحار”. وأضاف “ضاع مني صديق وسط الزحام الآن.. لكن الله سيقويني على أداء المناسك على الرغم من المصاعب”. وقال الحاج السوري مسعد محيمد في تأثر باد “لا يمكنني وصف مشاعري اشعر وكانني في يوم الحشر”.
وحلقت طائرات هليكوبتر في الهواء لمراقبة تدفق الحجاج، في حين تفسح قوات الشرطة الطريق أمام الحافلات وسط حشود من الراجلين الذين يحملون الشمسيات صائحين في المارة الذين يصلون، حيث يقفون “افسح الطريق يا حاج”.
إلى ذلك طمأن وزير الصحة السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الجميع باستقرار الوضع الصحي لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفات. وقال “لم يتم تسجيل أي حالة وبائية أو أمراض محجرية”. وأضاف أن “الوزارة جهزت هذا العام 27 مستشفى بسعة سريرية تصل إلى 3700 سرير، منها 371 سريرا خصصت للعناية المركزة، يدعمها 137 مركزا صحيا لخدمة الحجاج”.
وأكد استعداد جميع المستشفيات لأي حالة طارئة من خلال الفرق الميدانية المنتشرة في جميع المشاعر المقدسة لمتابعة تصعيد ونفرة الحجاج من عرفة.
عدد اليوم
