الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق شمال وجنوب السودان على «الحدود المفتوحة»

16 نوفمبر 2010 00:26
بدأت امس في اجواء احتفالية في جنوب السودان عملية تسجيل الاسماء على لوائح الناخبين للمشاركة في الاستفتاء التاريخي حول تقرير المصير في التاسع من يناير المقبل وسط دعوة الزعيم الجنوبي سلفاكير ميارديت مواطنيه إلى الاقبال بكثافة على التسجيل، وإعلان الاتحاد الافريقي عن اتفاق شمال السودان وجنوبه على حدود مفتوحة يتم رسمها بعد الاستفتاء ايا تكن نتيجة التصويت وذلك من اجل اتاحة انتقال السلع والاشخاص. ودعي حوالى 5 ملايين سوداني جنوبي لتسجيل اسمائهم في لوائح الناخبين. وتوجه الزعيم الجنوبي سلفاكير بنفسه الى مركز في جوبا عاصمة الجنوب، حيث قام بتسجيل اسمه، وقال داعيا مواطنيه الى اقبال كثيف على التسجيل “ان الاستفتاء لا يحصل الا مرة واحدة.. يجب ان يخرج السكان بكثافة وألا يعني ذلك ان الناس حاربوا وقتلوا بدون اي سبب”. وقال الناطق باسم اللجنة المشرفة على الاستفتاء جورج بنجامين “إن مراكز التسجيل فتحت منذ الساعة الثامنة”. وخصصت اللجنة المشرفة على الاستفتاء 2794 مركز تسجيل في مختلف انحاء السودان من بينها 2629 في الجنوب و165 في الشمال. وستبقى هذه المراكز مفتوحة حتى الاول من ديسمبر تمهيدا لاستفتاء 9 يناير المفترض ان يختار الناخبون فيه بين البقاء مع الشمال او الانفصال عنه. ودعا وزير الداخلية بحكومة الجنوب جير كوش الجنوبيين إلى التمسك بالضوابط القانونية والابتعاد عن العنف أثناء عملية الاستفتاء حتى يقبل المجتمع الدولي بنتائجه. وأكد نائب الأمين العام لمفوضية استفتاء الجنوب السفير محمد عثمان النجومي لـ”الاتحاد” ان عملية التسجيل تمضي بطريقة سلسة في العديد من المدن الجنوبية والشمالية، ولم تسجل اي حالات أمنية أو مظاهر للعنف. مشيرا إلى أن التقارير النهائية التي توضح عدد المسجلين في اليوم الأول ستصل إلى المفوضية ليلا. وبدت الاجواء احتفالية نسبيا في جوبا، حيث جابت الشوارع سيارات مزودة بمكبرات للصوت تدعو الناخبين الى تسجيل انفسهم بكثافة على اللوائح وسط اناشيد حماسية تقول “نتوجه الى ارض الميعاد”. وقال غابرييل الو الجنوبي الذي يبلغ من العمر حوالى 20 عاما “إنها لحظة تاريخية لجنوب السودان.. انتظر بفارغ الصبر تسجيل اسمي على لائحة الاقتراع والتصويت في الاستفتاء”. وفي الخرطوم بحري، فتح مركز للتسجيل صباح امس لكن لم يتوجه اليه احد. وجلس جون اشوا الجنوبي البالغ من العمر 25 عاما على بعد خمسين مترا من مدخل مركز آخر شرق الخرطوم وهو يحتسي كوباً من الشاي ويدخن سيجارة وغير عابئ بالمركز، وقال ضاحكا “لا علاقة لي بهذا الامر (الاستفتاء).. المشغولون به عليهم القيام بذلك”. اما في منطقة مايو التي تبعد 20 كيلومترا جنوب العاصمة وكانت مخيما لنازحي الحرب من جنوب السودان وجبال النوبة، فقد اقيم مركز في مدرسة مبنية وسط بيوت من الطين يصعب الوصول اليها بالسيارة بسبب طرقها الوعرة. وجلس خمسة من افراد الشرطة التي تحرس مراكز الاقتراع على الارض ليتناولوا وجبة في صحن واحد. وقال رئيس موظفي المركز عثمان يوسف ابو القاسم “على الرغم من مضي اربعة ساعات على فتح مركز التسجيل لم يحضر احدا.. وليس لدي تفسير لذلك”. وقال دينيس كاديما رئيس ادارة الاستفتاء في الامم المتحدة التي قدمت مساعدة لوجستية للجنة المشرفة عليه “نتوقع ان تبدأ العملية بهدوء وان تستقر الامور بعد يومين”. وما زالت شائعات في السودان تتحدث عن احتمال تأجيل الاستفتاء نظرا للتأخير في برنامجه الزمني وخلافات سياسية بين الشماليين والجنوبيين. لكن وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين قال “نظمنا انتخابات في ابريل وتمكنا على الرغم من مشاكل الاتصالات والنقل والامطار الغزيرة من درئها بنجاح ومن دون مشاكل”، واضاف “لذلك اعتقد اننا نستطيع تنظيم الاستفتاء بنجاح”. الى ذلك، قال الاتحاد الافريقي امس “إن شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان حدودا مفتوحة يتم رسمها بعد الاستفتاء على مصير الجنوب أيا تكن نتيجة التصويت وذلك من اجل اتاحة انتقال السلع والاشخاص”. واكد بيان للجنة الاتحاد التي يقودها رئيس جنوب افريقيا تابو مبيكي التوصل الى اتفاق اطاري بين حزب المؤتمر الوطني و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” حول سلسلة من الملفات الخلافية من اجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء. وينص الاتفاق الاطاري على التزام الجانبين على ان ترسم فورا الحدود البرية المتنازع عليها والتي تمتد على طول 2100 كيلومترا بين المنطقتين وتشكل أطول حدود بين دولتين في افريقيا. كما ينص على تعهد الجانبين بالابقاء على حدود مفتوحة ستسمح باقامة اقتصاد من دون عقبات ونشاطات اجتماعية وتبادل فعلي باعتبارها امورا اساسية للرخاء الاقتصادي والانسجام بين الشمال والجنوب”. وتابع النص انه في حال انفصال جنوب السودان ستقوم سلطات الخرطوم في الشمال وسلطات جوبا عاصمة الجنوب بمواصلة التعاون وتبادل المعلومات الاستراتيجية. واضاف انه اذا اصبح الجنوب مستقلا يمكن للجنوبيين الذين يقيمون في الشمال والشماليين في الجنوب البقاء في اماكن اقامتهم. وكان مبيكي الذي اجرى محادثات الاحد في الخرطوم مع نائبي الرئيس السوداني علي عثمان طه وسلفاكير صرح ان الخلاف حول منطقة ابيي المتنازع عليها سيعهد به الى مؤسسة الرئاسة في البلاد. وستجتمع هذه المؤسسة التي تضم طه وكير والرئيس السوداني عمر البشير فور عودة الأخير من السعودية، حيث يؤدي مناسك الحج.
المصدر: الخرطوم، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©