الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتصار المالكي ومستقبل الديمقراطية

16 نوفمبر 2010 00:30
ضمنت البراعة في المساومة والتشبس بالمواقف لنوري المالكي فترة ثانية في الحكم لكن نجاحه في فرض إرادته سيثير تساؤلات بشأن المستقبل الديمقراطي للعراق الذي يحاول جاهداً التغلب على أرث من الديكتاتورية. وخرج المالكي رئيس الوزراء الشيعي منتصراً من معركة استمرت 8 أشهر ليقود الأسبوع الماضي اتفاقاً تقتسم بموجبه الفصائل الشيعية والسنية والكردية في العراق إلى حد ما، السلطة في حكومة مشاركة وطنية. وتمكن من ضم خصمه اللدود رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي وإئتلاف “العراقية” بزعامته المدعوم من السنة، للحكومة الجديدة دافعاً في الوقت نفسه بعلاوي وطموحاته بعيداً عن منصب رئيس الحكومة. وستكون القائمة العراقية الشريك الأصغر في الحكومة رغم أنها الفائز الفعلي في انتخابات السابع من مارس الماضي، بعد أن حظيت بدعم قوي من الأقلية السنية. وقالت جالا رياني محللة الشرق الأوسط بمؤسسة “آي.إتش.إس جلوبال انسايت” إنني “لا شك في حقيقة أن المالكي خرج منتصراً”. وعزز المالكي الذي لم يكن معروفاً عندما تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى عام 2006، كمرشح توافقي بعد محادثات مطولة لتشكيل الحكومة، مكانته المتنامية كلاعب سياسي ماهر. لكن كثيراً من السنة يشعرون أن الأغلبية الشيعية في العراق سرقت منهم السلطة التي يرون أنهم أحق بها بعد فوز القائمة العراقية وشكوا من أن الديمقراطية التي فرضتها الولايات المتحدة أبدلت ديكتاتورية صدام السني برجل شيعي قوي. وقالت رياني “هذه أصداء تاريخية ستظل ذات أهمية بالنسبة للعراق. الناس سيساورهم القلق دائماً من احتمال وجود شخصية واحدة تركز في يدها قدراً كبيراً من السلطة.. وفي الوقت نفسه تحتاج البلاد إلى قيادة قوية”. ولم يتمكن علاوي وهو شيعي علماني تولى رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية بالعراق عامي 2004 و 2005، من تشكيل إئتلاف حاكم رغم الفوز بفارق مقعدين عن إئتلاف “دولة القانون” الذي يتزعمه المالكي. أما الأخير فقد تمكن في أول فترة له في السلطة من تحويل حتى حلفائه إلى أعداء من خلال الميل بين الحين والآخر إلى النهج السلطوي. لكن قدرته على الاقناع وتشبثه بمواقفه جعلت الفصائل الأخرى تنحاز له في ظل غياب خيار أفضل بسبب فراغ سياسي بعد انتخابات مارس الماضي التي حاول تمرد سني أن يفسدها بالعنف. ونجح المالكي في الفوز بدعم رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر وهو عدو سابق سحق المالكي ميليشيا “جيش المهدي” التابعة له عام 2008. ثم فاز بتأييد الأقلية الكردية وما يكفي من النواب السنة ليتمكن من اجبار العراقية على الرضوخ لرغبته.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©