الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جاز بروم تخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا

28 فبراير 2009 00:28
يبدو أن التباطؤ الاقتصادي العالمي بدأ يمارس ضغوطه على عملاقة الغاز الطبيعي الروسية شركة جاز بروم بعد أن أجبرها تراجع الطلب على الطاقة على خفض مبيعاتها من الغاز إلى أوروبا وحرمان الشركة من إيرادات عالية القيمة من الصادرات· وقال اليكساندر ميدفيديف نائب الرئيس التنفيذي لشركة جاز بروم إن دفعات الزبائن الأوروبيين مقابل الغاز سوف تنخفض بمعدل 32 في المئة إلى مستوى 280 دولاراً لكل ألف متر مكعب في هذا العام مقارنة بسعر 409 دولارات لكل 100 ألف متر مكعب في العام الماضي· وأضاف أن الصادرات إلى أوروبا سوف تنخفض بنسبة 5 في المئة إلى مستوى 170 مليار متر مكعب فقط· وأشار محللون من جانبهم إلى أن جاز بروم بات يتعين عليها بوضوح أن تعمل على خفض الإنتاج حتى يتسق مع تراجع الطلب على الرغم من أن ميدفيديف رفض الإفصاح عن الكمية التي سوف يتم خفضها قائلاً ''سوف لن ننتج أو نبيع الغاز بكميات أكثر مما يحتاجها السوق وسوف يظل هدفنا ينصب على عدم الجري وراء الأحجام الكبيرة''· ولكنه مضى يشير إلى أن شركة جاز بروم وعلى الرغم من انزلاق الأسعار سوف تظل ملتزمة باستثمار مليارات الدولارات في أنابيب التصدير الجديدة إلى أوروبا من حقول الغاز الجديدة أيضاً في سيبريا، وذلك على الرغم من أن اجمالي الاستثمارات المقيمة بالدولار من المرجح أن تنخفض قيمتها مقارنة بالعام الماضي بسبب الضعف الذي يساور عملة الروبل التي فقدت ثلث قيمتها منذ الخريف الماضي· وإلى ذلك فإن شركة جاز بروم التي تسيطر عليها الدولة وتزود أوروبا بربع احتياجاتها من الغاز أصبحت ترزح تحت ضغوط مالية متنامية بعد تراجع أسعار الغاز لينال من هوامش الإيرادات والأرباح وباتت الشركة أيضاً تعاني من عبء الديون الهائلة - بمقدار 47,6 مليار دولار حتى منتصف العام الماضي وحده - وفي وقت أصبح فيه من الصعوبة بمكان الحصول على القروض والائتمان حتى بالنسبة لهذه الشركات التي تقف من ورائها الدولة· وفي الوقت ذاته أدى النزاع الذي اندلع في الشهر الماضي مع أوكرانيا الى إغلاق مؤقت لامدادات الغاز الروسي إلى أجزاء من أوروبا في منتصف فصل الشتاء وبشكل أساء إلى سمعة جاز بروم وصدقيتها كمزود يعتمد عليه في توصيل الغاز مما أثار العديد من المخاوف بشأن مدى اعتماد القارة العجوز على الغاز الروسي· وهو أمر يتناقض بشدة مع مجريات ما حدث في الصيف الماضي عندما تطلعت شركة جاز بروم لأن تصبح أكبر شركة في العالم من ناحية القيمة السوقية بحلول العام 2015 برأس مال قدره تريليون دولار، علماً بأن قيمتها السوقية الآن لا تتعدى 74 مليار دولار· على أن من الواضح أن جذور المشكلة تعود إلى انخفاض أسعار النفط· وهو الأمر الذي يجلب الكثير من المعاناة لشركة جاز بروم لأن أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية مرتبط بأسعار النفط الخام وبفترة متخلفة تتراوح ما بين ستة وتسعة أشهر كاملة· وكان اليكسي ميللر الرئيس التنفيذي لشركة جاز بروم قد تنبأ في الصيف الماضي بأن الخام سوف يباع في وقت قريب بسعر يصل إلى 250 دولاراً للبرميل ولكنه على النقيض من ذلك أصبح يباع الآن بسعر بحوالي 40 دولاراً للبرميل· ولكن ميدفيديف أنكر من جانبه أن جاز بروم لديها مشاكل تتعلق بالديون حيث مضى يقول ''بالنسبة لهذا العام سوف نعمل على إدارة خدمة الدين من خلال أعمال إعادة الهيكلة وإعادة التمويل''· ومضى يشير إلى أن البنوك مازالت لديها شهية منفتحة لتقديم القروض لشركة جاز بروم ''إلا أننا لا نرغب في الشروط التي تمليها هذه البنوك'' مذكراً بأن الشركة قد طمأنت المستثمرين بأن التدفقات النقدية في هذا العام سوف تصبح كافية لتغطية الاستثمار والديون بالإضافة إلى مدفوعات الفوائد· ويشار إلى أن ميدفيديف كان يتحدث بوصفه أحد أكبر المسؤولين عن إدارة شركة جاز بروم في زيارة إلى لندن من أجل مخاطبة المستثمرين كجزء من حملة تهدف إلى الدفاع عن سمعة الشركة بدأت في موسكو وسوف تتجه إلى نيويورك في الأسبوع المقبل· وتهدف هذه الحملة خصيصاً إلى إظهار أن شركة جاز بروم ما زالت قوية بحيث تتمكن من تجاوز اعصار التباطؤ الاقتصادي، كما أن تراجع سعر سهمها لا يعكس مطلقاً جوهر وقوة نشاطها ولكنه أكد أن الصادرات إلى أوروبا سوف تنخفض كنتيجة للكساد وتراجع الطلب الذي تسبب فيه أيضاً الدفء النسبي لفصل الشتاء· وذكر أيضاً بأن الشحنات إلى الجمهوريات السوفييتية السابقة سوف تنخفض أيضاً في هذا العام وذلك لأن أوكرانيا أصبحت تستهلك كميات أقل من الغاز بعيد النزاع الذي اندلع بسبب الأسعار مع شركة جاز بروم· إلا أن هذه الكمية يمكن تعويضها من الأسعار العالية التي بات يتعين على الدول المجاورة لروسيا دفعها مقابل الغاز· علماً بأن متوسط السعر في هذا العام سوف يصبح 198 دولاراً لكل 1000 متر كعب من مستوى 159 دولاراً لكل ألف متر مكعب في العام الماضي· وذكرت الشركة أثناء إنجازها أمام المستثمرين أنها سوف تتمسك بسقفها الماضي الخاص بالاستثمارات لهذا العام بمستوى 920 مليار روبل أو 25,4 مليار دولار بسعر الصرف الحالي· إلا أن ميدفيديف ذكر بأن هذا الرقم ربما يتم خفضه في وقت لاحق من هذا العام حسب المدى الذي يتعمق فيه الركود في أوروبا· وبحيث يعكس أيضاً الانخفاض في تكاليف الصناعة وبخاصة بالنسبة للمعدات والأجهزة والمواد التي تستخدمها الشركات الروسية· ومع ذلك فإن بعض المحللين ما زالوا يقولون إن هذه الاستثمارات لا تزال ليست كافية لمنع التراجع والانخفاض المتوقع في إنتاج شركة جاز بروم· ''عن وول ستريت جورنال'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©