أديس أبابا-الاتحاد: اقتربت لحظة المواجهة بين ميليشيا ''المحاكم الإسلامية'' وقوات الحكومة الصومالية الانتقالية من ساعة الصفر في ظل استمرار عمليات الحشد العسكري في صفوف الجانبين· ففي الوقت الذي عبرت فيه حشود عسكرية إثيوبية كبيرة إلى المناطق الحدودية مع الصومال حيث تمركز نحو ثلاثة آلاف جندي في مدينة بالانبالي في إقليم قالقادود الصومالي الذي يسيطر عليها زعيم الحرب عبدي قيوبديد الموالي لحكومة عبدالله يوسف، استمرت ميليشيا المحاكم في الاقتراب من مدينة بيداوة العاصمة المؤقتة للحكومة ومحاصرتها ومنع الإمدادات البترولية من الوصول إليها·وقال رئيس المجلس التشريعي لـ''المحاكم'' حسن ضاهر عويس لـ''الاتحاد'' إن قواته تتمركز حاليا في منطقة مودي مودي التي تبعد نحو 12 كيلومترا فقط من بيداوة، لكنه أكد ان القوات لا تستهدف الحكومة الانتقالية وإنما القوات الإثيوبية التي غزت البلاد، وان كان أكد أن التفاوض مع حكومة يوسف أصبح غير مجد في ظل دعمها لوجود الجيش الإثيوبي في الأراضي الصومالية، مشيرا'' إلى أن المحاكم تشترط انسحابا كاملا للجيش الإثيوبي حتى تشارك في الجولة القادمة من المفاوضات في الخرطوم في الثلاثين من الشهر الجاري والتي ترعاها جامعة الدول العربية، وأضاف ''إننا لم نعلن الحرب على إثيوبيا وإنما الحكومة الاثيوبية المتغطرسة ورئيس وزرائها ميليس زيناوي اختاروا غزو بلادنا واحتلالها بحجة حماية الحكومة الانتقالية، موضحا أن انسحاب الجيش الإثيوبي ينهي حالة التوتر القائمة حاليا''·
وكان مصدر عسكري إثيوبي أكد لـ''الاتحاد'' أن القوات المرابطة في المناطق الحدودية من الصومال وضعت في أعلى درجات الاستعداد العسكري لصد أي هجوم تقوم به قوات المحاكم على مقر الحكومة الانتقالية في بيداوة، موضحا أن نحو 3 آلاف جندي عبروا الحدود إلى بالانبالي الى جانب حفر خنادق عميقة حول بيداوة والمناطق المجاورة لها، وقال إن انهيار الحكومة الانتقالية سيتسبب في كارثة أمنية وسياسية وإنسانية في كل منطقة القرن الأفريقي وان بلاده ستفعل كل ما تقدر عليه لتثبيت حكومة يوسف·
ميدانيا، أفادت مصادر بأن ميليشيا المحاكم استولت مساء أمس الاول على بلدة ساكو جنوب الصومال بعد فرار الميليشيات الموالية لبري هيرالي· وصرح حسن درو قائد الحاكم في منطقة جوبا السفلى ''استولينا على ساكو ولم نخض أي معركة عندما دخلنا المدينة''· وأكد عدد من السكان سيطرة الميليشيا على هذه البلدة التي تقع في مفترق طرق استراتيجي لمناطق صومالي باي وجيدو ولوير جوبا وان المقاتلين الموالين للحكومة فروا الى مدينة برظهيرة في اتجاه شمال بيداوة·
الى ذلك، أعلن الاتحاد الافريقي استعداده لنشر قوات حفظ سلام في الصومال ورجح أن تتم عملية نشر هذه القوات من عدة دول بقيادة أوغندا، وقال مدير الامن والسلام بالاتحاد جيوفري موقوميا إن القوات الاوغندية تقف على أهبة الاستعداد للتوجه الى الصومال مباشرة بعد أن يرفع مجلس الامن قرار حظر السلاح الذي يفرضه على الصومال أو حتى تخفيفه، واضاف أن مجلس الامن سيجتمع الشهر المقبل لمناقشة هذا الامر، وأشار الى أن القوات الافريقية ستدعم فقط جهود الحكومة الصومالية لاحلال الامن ومواجهة التحديات الامنية خاصة من قبل المحاكم· غير أنه حرص على القول أن القوات الافريقية سوف تعمل على تهدئة الموقف بدلا من إشعاله·
عدد اليوم
