القدس المحتلة-الاتحاد ووكالات الأنباء: أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا أمس برئيس الوزراء إسماعيل هنية بحثا خلاله سبل تهدئة الأجواء على الساحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لكن لم يكشف عن أي تفاصيل أخرى· في وقت كان هنية أكد مجددا أن وثيقة الوفاق الوطني هي السبيل لتشكيل حكومة وحدة وطنية لأنها في موقع الإجماع الوطني، مشيرا إلى أن الوثيقة يجب أن تكون قاعدة لجميع الاحتياجات حول حكومة الوحدة·
ونفى أحمد يوسف المستشار السياسي لهنية ان يكون لدى حماس توجه بتشكيل حكومة كفاءات وطنية ترأسها شخصية من خارج الحركة، وقال ان الإجماع الوحيد من قبل كل الفصائل هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم فيها جميع ألوان الطيف السياسي بالاضافة الى شخصيات ذات كفاءات تتمتع بقبول محلي ودولي وليس هناك توجه بأن يرأس الحكومة شخصية غير هنية· فيما حمل الناطق باسم حركة ''فتح'' في قطاع غزة ماهر مقداد حركة ''حماس'' مسؤولية تعثر الحوار الفلسطيني للخروج من المأزق الذي يعيشه الشعب خلال هذه الفترة، متهما اياها بمحاولة الاستئثار بالسلطة من خلال مواقفها المتشددة، ومحاربة أي فكرة للخروج من الازمة الحالية ومواجهتها بعبارات التخوين والتكفير·
جاء ذلك، في وقت نقلت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' عن مصادر سياسية قولها إن زيارة مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان الى دمشق مؤخرا شكلت تحولا في جهود إتمام صفقة تبادل الاسرى بين إسرائيل و''حماس''، مشيرة الى ان سليمان نجح في إقناع القيادة السورية بممارسة الضغوط على رئيس المكتب السياسي لـ''حماس'' خالد مشعل للانتهاء من صفقة تبادل الأسرى·
وأشارت الصحيفة إلى تغيير المصريين لتكتيكاتهم بعد أن وصلت اتصالاتهم إلى طريق مسدود حيث باتوا يربطون إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط بإقامة حكومة وحدة وطنية واستمرار الهدنة المعلنة، وأوضحت أن الصفقة المصرية التي حازت على موافقة مبدئية إسرائيلية تشتمل على إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني على عدة مراحل إضافة إلى إطلاق سراح شليط· فيما توقع متحدث باسم ''حماس'' من جانبه ان يسافر مشعل الى مصر قريبا لاجراء محادثات حاسمة بشأن صفقة الأسرى، وان كان استطرد انه لا يوجد إطار زمني للزيارة·
من جهة ثانية، نقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية أمس عن مصادر مطلعة أن الحكومة أبلغت عباس نيتها تنفيذ عمليات اغتيال واسعة بحق قيادات وزعماء حركة حماس وعلى رأسهم هنية، وقالت إن الحكومة ستقوم بذلك بعد عدة تقارير استخبارية أوردها جهاز الشاباك تفيد بأن بعض الفصائل الفلسطينية المقاومة على رأسها حماس وجناحها العسكري سيستأنف العمليات الفدائية في قلب إسرائيل· وأضافت أن وزير الدفاع عمير بيرتس عقد اجتماعا مع بعض القيادات في الجيش وأعد قائمة لقيادات حماس الذين سينفذ بحقهم الاغتيال وهم اضافة الى هنية كل من وزير الداخلية سعيد صيام ووزير الخارجية محمود الزهار ووزير الاعلام يوسف رزقه وبعض القيادات في الجناح العسكري· فيما ذكر شهود عيان أن الطيران الحربي الاسرائيلي ألقى أمس آلاف المنشورات المطبوعة والموقعة باسم الجيش على شمال غزة يحذر فيها الفلسطينيين ويتهم نشطاء الانتفاضة بأنهم يقفون خلف معاناة الشعب ويتوعد بالعمل بحزم ضد العناصر الارهابية حتى إعادة الجندي المخطوف ووقف إطلاق الصواريخ·
عدد اليوم
