الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المستثمرون الأميركيون يبحثون عن ملاذات آمنة

المستثمرون الأميركيون يبحثون عن ملاذات آمنة
20 أغسطس 2011 23:13
عندما بدأت أسواق الأسهم في الانهيار التدريجي في 2008، فقد آلان مانتيل، المستثمر العقاري والاستشاري التجاري، 15% من استثماراته. لكنه أصبح الآن أكثر حذراً حيال هزات الأسواق ليدخر جزءاً مقدراً من أمواله نقداً وفي نشاطات القطاع الخاص وقليل منها في الأسهم الأميركية. ويقول مانتيل: “مبدئي الأول في الاستثمار هو عدم التعرض للمخاطر وارتكاب الأخطاء الجسيمة، حيث لم نعد نركض وراء الأرباح بالقدر نفسه الذي نسعى فيه للتنوع الحقيقي، وعدم الاعتماد على الأسهم التقليدية”. وبعد الخسارات والمخاطر الكبيرة في 2008، أصبح الأثرياء من المستثمرين هم الذين يتوقعون تقلبات أسواق المال بامتلاكهم للأموال الضخمة والذهب والأراضي والملاذات الاستثمارية الآمنة الأخرى. ووفرت مخاوف المستثمرين الحماية لهم من الوقوع في المخاطر التي نتجت مؤخراً عن خفض التصنيف الأميركي. وعادة ما تقود استثمارات الأثرياء ودخولهم في المخاطر عمليات التعافي، كما أنهم أكثر تفاؤلاً بالاقتصاد مقارنة بالمستثمرين اليوميين. ومع ذلك، تشير التقارير الحالية إلى أن الأثرياء هم ضمن أكثر المتشائمين في ما يتعلق بالاقتصاد، وبدلاً من استثمارهم في الأسهم أو الشركات التي يمكن أن توفر الوظائف، يراهنون باستمرارية تقلبات الأسواق وبطء نموها من خلال اكتنازهم للأموال والذهب والأصول الآمنة. لكن لا يتخذ كل الأثرياء الاحتياطات اللازمة، حيث ذكرت “مجموعة سبيكتريم” الاستشارية من موقعها في شيكاغو، أن ثلث المستثمرين من المليونيرات كانوا يخططون لزيادة ما يملكونه من أسهم قبيل التغيير الأخير الذي طرأ على الأسواق. كما شجعت “بيل أير للاستشارات الاستثمارية” عملائها على زيادة نسبة أسهمهم بنحو 40%. لكن يبدو أن هناك ما يفسر هذا القلق الآن، حيث فقدت الأسر التي تملك استثمارات في الأصول بنحو مليون دولار أو أكثر، نحو 30% منها، كما فقد خمس هؤلاء المستثمرين أكثر من 40%. ويركز المستثمرون الأثرياء الآن على المحافظة على ممتلكاتهم بدلاً من التفكير في زيادتها. ويقول مايكا سوني فيلد مؤسس “تايجر 21” النادي الاستثماري لكبار المليونيرات في مدينة نيويورك، إن أعضاء ناديه يحتفظون الآن بنحو 14% من استثماراتهم نقداً، أي ما يقارب ضعف الكمية التي كانت في منتصف الألفية الثانية. ويستثمر أعضاء “تايجر” 5% من أموالهم في الذهب، على الرغم من أن بعضهم يستثمر أكثر من 20%. وربما انعكس ذلك في تراجع العائدات في عامي 2009 و2010، حيث يشير التقرير الذي أعده “معهد مستثمرو القطاع الخاص” إلى بلوغ عائدات المستثمرين الذين تقدر قيمة أصولهم الاستثمارية بنحو 30 مليون دولار أو أكثر، 11% في 2010 مقارنة مع 15% لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”. وذكر جريجوري كورتيس مدير ومؤسس شركة “جري كورت” لإدارة الثروات في بيتسبيرج، أنه وعملائه لا يصدقون رواية التعافي؛ لأنها تعتمد على التدفقات النقدية التي قام بضخها “الاحتياطي الفيدرالي”، وليس على أسس اقتصادية حقيقية وقوية، وإن العديد من العملاء يبحثون عن الفرص الاستثمارية بدون ذلك الذعر الذي كان سائداً في 2008. كما ذكرت ديبرا ميدانيك المتخصصة في استثمارات الأسهم والرهن العقاري، أنها توقفت بشكل كبير عن الاستثمار في الأسهم منذ عام 2008. وبسبب حصر نشاطها على السلع لم تتعرض لخسارة كبيرة خلال الأزمة. وأكثر من 10% من محفظتها الاستثمارية الآن نقداً، بجانب عملها في الأراضي الزراعية والعقارات. وتقول “لم أعد أفهم شيئاً عن سوق الأسهم بعد 2008، حيث تحولت للاستثمار في الأشياء التي أعرفها. لكن ومع ذلك، وبالانخفاض الكبير الذي شهدته الأسهم مؤخراً دفعني ذلك لشراء بعض منها”. نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©