نادي «ياس» لليخوت ينقل سياحة «الفورمولا - 1» من البر إلى البحر

لم تكن سيارات السرعة وحدها نجم أحداث “جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1”، والتي احتفلت بها أبوظبي يوم الأحد الفائت، وإنما كذلك مجموعة اليخوت الفارهة التي اصطفت بشموخ لافت عند مرسى جزيرة “ياس”. ومع أن أعين الجماهير كانت كلها منجذبة باتجاه واحد، غير أن ضيوف المهرجان الرياضي السياحي الأول، لم يحتشدوا في موقع واحد عند مدرجات الحلبة. وكان نادي اليخوت الذي افتتح قبل يومين من انطلاق الجولة الأخيرة، أشبه بكوكب متوهج يجمع في محيطه أثرياء العالم من النجوم والمشاهير وعلية القوم. أبحروا جميعهم برفقة الأصدقاء من عشاق “الفورمولا - 1” إلى عاصمة الإمارات بيخوتهم العملاقة، وقصدوا جزيرة “ياس” بحثا عن التشويق والإثارة. “الاتحاد” واكبت أجواء السباق من البحر حيث المرسى والنادي واليخوت وعادت بهذه المشاهدات. الدخول إلى جزيرة “ياس” خلال أيام السباق لم يكن كالدخول إليها ما قبل السباق. ازدحام سيارات تنتظر عند الإشارات، ويافطات كثيرة تشير من هنا إلى المضمار ومن هناك إلى المرسى وهكذا. وصلنا متأخرين إلى مواقف نادي اليخوت، وبصعوبة وجدنا مكانا نركن فيه السيارة حيث كانت الباصات تنقل الجماهير إلى حيث تشير بطاقاتهم. أما نحن، فكانت وجهتنا نادي اليخوت. وعند بوابة الاستقبال شعرنا وكأننا نعبر إلى عالم مختلف فيه الكثير من الإبهار. سفن وباخرات ويخوت عن اليمين وعن اليسار، إجراءات تنظيمية متناهية الدقة، وحركة لوجستية تملأ المكان روحة وجيئة. ومع تكاثر أعداد المقبلين على النادي سيرا على الأقدام، كان الجميع متأنقا بما يليق بالحدث الذي يتخذ أكثر من وجه. ومع أن سباق “الفورمولا - 1” مباراة رياضية بالدرجة الأولى، غير أن هذه المناسبة التي تتخذ من السرعة عنوانا لها، تحتفل بها أبوظبي وكأنها مهرجان للسياحة الخارجية والداخلية. وأكثر من ذلك كرنفال اجتماعي عائلي يتداخل فيه حب التحدي مع عشق الرفاهية وتتبع الفنون. ضجيج المرح كانت أصوات المحركات تصدح في كل الأرجاء، ونحن نسير باتجاه مرسى “ياس” الذي يستضيف حالياً عدداً من اليخوت الضخمة من شتى أنحاء الشرق الأوسط. وكنا نتأمل اليخوت التي يغلب عليها اللون الأبيض ونسعى لالتقاط أكبر قدر من الصور. ومع كل مشهد كانت عدسة الكاميرا تظهر لنا سيلا من الجماهير يتجمعون في أكثر من موقع لمتابعة الجولات. صعدنا إلى أحد اليخوت حيث كان بانتظارنا سيدريك لورست، مدير مرسى “ياس” ونادي اليخوت. ومن شدة الضجيج المفعم بأجواء المرح، كان للقاء نكهة من واقع سباق “الفورمولا- 1” حيث استهل سيدريك حديثه بالترحيب مجددا بضيوف الجزيرة من أصحاب اليخوت وطاقمهم. وهو يذكر أن “الفورمولا - 1” حدث يستعد له فريق مرسى “ياس” لفترات طويلة “غير أن ما يميز هذه السنة تزامن السباق مع افتتاح مرافق الترفيه والتسلية والمطاعم”. ويقول: “نحن نتطلع لاستقبال المزيد من اليخوت العالمية وجعل ملاكها وضيوفها يستمتعون بعطلة أسبوعية رائعة”. يتمتع سيدريك بخبرة تصل إلى أكثر من عشرين عاماً في مجال المراسي البحرية وقطاعات الترفيه والاستجمام والسياحة، وهو يجلب معه خبرة واسعة إلى المرسى. ومن هذا المنطلق يرى أن الإقبال المكثف على جزيرة “ياس” لم يأت من فراغ، وإنما لقناعة فئة النخبة حول العالم بحجم الإنجازات الضخمة التي شهدتها العاصمة ككل خلال السنوات القليلة الماضية. وقد أسهم سيدريك مع فريقه في الإعداد لافتتاح المرسى والنادي، وشارك في تنظيم سباق “جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1” منذ إطلاقه عام 2009 حيث استقبل مجموعة من أفضل اليخوت في العالم. الوجهة المفضلة مرسى “ياس” الذي يقع في قلب الحلبة حيث تنتشر مراسي اليخوت على بعد خطوات من مضمار السباق، هو قبلة لعشاق اليخوت على نطاق العالم بفضل مرافقه العالمية وخدماته الراقية وموقعه المتميز على مقربة من ملاعب “اللنكس” للجولف وعالم “فيراري”. وهو أول مرسى تنشئه شركة “الدار العقارية” في أبوظبي، وقد تم افتتاحه في 1 أكتوبر 2009، عشية افتتاح الدورة الأولى من “جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لسباق الفورمولا - 1”. ويعتبر المرسى أحدث مرسى لليخوت الفخمة في العالم والثالث من نوعه بعد مرسى موناكو ومرسى سنغافورة. غير أنه يتميز عنهما بكونه بني خصيصا ليكون بموازاة الحلبة. وهو يتسع لـ 143 يختاً بمختلف الأحجام من 15 متراً إلى 70 متراً على أساس سنوي. وتتوافر فيه مواقف لليخوت الزائرة حتى 150 متراً. رفاهية الأثرياء نقطع مسافة لا تتعدى أمتارا معدودة ونصل إلى نادي “ياس” لليخوت الذي يتمتع بتصميم متميز يعكس البيئة البحرية والتراث المحلي وطبيعة “الفورمولا - 1” التي تحتضنها الجزيرة. المبنى المنسجم مع أجواء البحر، يضم مرافق خاصة بالأعضاء وقاعات للاجتماعات ومساحات داخلية وخارجية تستطيع الشركات استخدامها من أجل الترفيه وعقد المؤتمرات للمناسبات الرسمية والفعاليات الخاصة. وكذلك مرافق طعام تلبي مختلف الأذواق، من الموائد الأرستقراطية إلى الوجبات الخفيفة. وتهتم بشؤون الضيافة في النادي مجموعة “سيبرياني” العالمية الممتدة أبا عن جد، والتي يدخل في نطاق خدماتها قاعة المجلس الخاصة بأعضاء النادي. قصدنا أولا مطعم “سيبرياني” الإيطالي حيث كان المشاهير من الضيوف يتناولون طعام الغداء. جلسنا بينهم على كراسي الجلد البيضاء، وشعرنا لدقائق بما يشعر به الأثرياء من الرفاهية المطلقة حين يزورون أبوظبي. المطعم يتمتع بإطلالة خلابة على المناظر الخارجية من خلال شرفته الواسعة. وأجمل ما فيه ديكوره الكلاسيكي المبني على طراز تصاميم السفن السياحية الكبيرة، حيث تجربة الطعام تشبه مشهدا تصويريا من فيلم “التايتانك”. ويضم النادي مجموعة مرافق أخرى بينها مقهى “بيليني” وركن “سيبرياني بيليني”، ونادي “ألّور” ومطعم “يوتو” الياباني، وهو أول مطعم من نوعه في المجموعة والأول في طرازه من بين المطاعم داخل الدولة. مزاج عال أما مطعم “ستارز أن” داخل نادي اليخوت، فهو حدث بحد ذاته، حيث يعتبر المطعم الشهير والموجود بفرعه الأول في موناكو، هو من أمتع الأماكن التي تجتمع فيها العائلة والأصدقاء. وهو ينفرد بأجواء حيوية مستلهمة من سباقات “الفورمولا -1”، حيث تتدلى سيارات السباق من السقف كما توجد أجهزة ألعاب لسيارات “فورمولا - 1” لزيادة المتعة والحماس. ويجلس رواد المطعم على كراس مصممة بمبدأ مقاعد سيارات السرعة، حيث يتناولون وجباتهم بمزاج عال. ويستضيف نادي اليخوت السماسرة الدوليين المتخصصين في هذا القطاع وشركات تأجير اليخوت، ومكتب إدارة المرسى، كما سيضم نادي ياس لليخوت المقر الإقليمي لأكبر شركة أمريكية لتصنيع اليخوت وهي شركة Trinity Yachts. 3000 ضيف تتسع المناطق المخصصة لاستضافة الأحداث والمناسبات في نادي “ياس” لليخوت لتستوعب 3000 ضيف. والنادي هو المكان المثالي للأنشطة الترفيهية الخاصة بالشركات، حيث يتمتع المكان بمجموعة متنوعة من وسائل الراحة والترفيه من أرفع الدرجات. وهذا يساعد موظفي الشركات على إنجاز أعمالهم وفي الوقت نفسه الاستمتاع بأجواء المارينا. «آرت مارين» يوفر مرسى “ياس” عبر شركة “آرت مارين”، مرافق لصيانة اليخوت وتوفير قطع الغيار تعمل على مدار الساعة. وكذلك خدمات الغسيل وتوريد الزهور وتنظيم الجولات السياحية، وخدمة توصيل الأطعمة إلى اليخوت. ومن الخدمات الخاصة خدمة استلام وحراسة اليخوت داخل المرسى، وحراسة أمنية على مدار الساعة. وبيع القوارب وتأجيرها وتوفير عربات لنقل الضيوف بين النادي والمرسى. تجربة لا تضاهى ينعم زوار مرسى “ياس” على مدار السنة بتجربة لا تضاهى، بفضل وجود المرسى على بعد خطوات من الحلبة العالمية لسباقات السيارات وفندق “ياس”، وأول ملعب “لنكس” من نوعه في الشرق الأوسط. وأكثر من ذلك قرب المرسى من نادي اليخوت الراقي وعالم “فيراري” و”ياس” مول، الذي سوف يتم افتتاحه قريبا. أضخم اليخوت استقبل مرسى “ياس” الأسبوع الفائت اليخت “دلبار” الذي يعد واحداً من أكبر اليخوت في العالم، وهو كان أول اليخوت الواصلة إلى أبوظبي من مختلف أنحاء العالم لحضور سباق “جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1”. ويصل طول “دلبار” إلى 110 أمتار، وتم بناؤه عام 2008 بواسطة شركة “لورسن” لليخوت. وقد اعتنى بتصاميمه الخارجية الفخمة المهندس العالمي تيم هيوود، أما هندسته الداخلية فوضع لمساتها الإيطالي ألبرتو بنتو. وصرح قبطان اليخت تيم أرمسترونغ، قائلا: “لقد لمسنا بأنفسنا الخدمات الراقية المتوافرة في مرافق مرسى “ياس” الحائز الكثير من الجوائز”. وعبر عن سرور مالك اليخت وضيوفه وأفراد الطاقم بأجواء الاحتفالات التي تشهدها كل من الجزيرة والعاصمة.