الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطبة الجمعة: توقير المعلم واجب.. ونهضة الوطن أساسها العلم

5 سبتمبر 2014 23:55
أكد أئمة المساجد خلال خطبة الجمعة أن القيادة الرشيدة تولي التعليم أهمية قصوى، وتدرك أهميته في بناء الوطن وتقدمه، لذا اهتمت بتوفير المناخ المناسب من أجل تحصيل العلم، وشددت الخطبة على أنه لا مكان لمن أهمل العلم وضيع التعليم، وأكدت على أن العلم هو أساس الحضارة، وتطور الأمم، والسبب الرئيسي في نهضة الوطن وطالبت الخطبة بضرورة احترام المعلم، والتحلي بأفضل الأخلاق لتحصيل العلم، وشددت الخطبة على المعلمين بضرورة مراقبة سكناتهم وحركاتهم لتأثيرها على طلابهم سلباً وإيجاباً، وأن التعليم من أشرف الوظائف وهي مهنة الأنبياء والمرسلين الذين علمهم رب العالمين، ما لم يكونوا يعلمون، فانتقلوا ببركة رسالته، إلى حال العلماء، فصاروا أعمق الناس علما، وأبرهم قلوبا، وأقلهم تكلفا، وأصدقهم لهجة فالمعلم هو السراج الذي يضيء عقول الناس وينور أفكارهم بالعلم، وكفى بالعلم شرفا وبالعالم منزلة، أن الله سبحانه قرن شهادة ملائكته وشهادة العلماء بشهادته سبحانه، وهو دليل على منزلة العلم وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء. ودعا أئمة خطبة الجمعة إلى ضرورة متابعة الوالدين لأبنائهم في سلوكهم ودراستهم، لما له أبلغ الأثر في تقوية عزمهم ونجاحهم وتفوقهم في تحصيلهم العلمي، وتشجيعهم على تحصيل العلم واحترام المعلمين، وطالب الأئمة الأبناء بالدراسة وحسن طلب العلم، وأشارت الخطبة إلى فضل العلم والعلماء. وأكدت الخطبة على أنه بالعلم تنهض الأمم، وينهض الوطن وتعمر الديار، وأن سائر المخلوقات تدعو للمعلم، وتستغفر له، وما كان استغفار تلك المخلوقات للمعلم إلا لما يبعثونه من مشاعل النور في الصدور، ويبثونه من علم في العقول، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم المعلم فقال:«إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء». وأكدت الخطبة أن التعليم مسؤولية تربوية، فمن خلاله تبنى الأجيال، وتعظم الآمال، فهي تفرض على المعلم أن يكون مثالًا في الخير لطلابه، فعين الطالب ترقب معلمه ومدرسه في حاله ومقاله، ذلك لأنه محل اقتداء وأسوة، واحترام وقدوة، ولأهمية المعلمين كان أشراف الناس يتخذونهم لأبنائهم معلمين ومربين، قال الشافعي لمؤدب أولاد هارون الرشيد: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح الأولاد إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تركته. وأوضحت الخطبة أنه إذا علّم المعلم ووجّه كان لكلامه وتوجيهه أكبر دور وأعظم تأثير، فالمدارس تربية وتعليم، وعمادها المعلمون والمعلمات، وقد أدرك السابقون ذلك الدور في المعلم، فكانوا يوجهون أبناءهم إلى التعلم والمعرفة، ويختارون لهم المعلم الكفء الذي ينهلون من أدبه قبل علمه، فهذه أم الإمام مالك بن أنس رحمه الله تقول لولدها وقد أرسلته ليطلب العلم: يا بني اذهب إلى مجلس ربيعة، وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه. وأكدت الخطبة أن للطالب والمعلم فضلا ومنزلة وفي الحديث « إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم» وينبغي على الطالب أن يفهم الآداب التي تجب عليه في التعامل مع معلمه، ومن أبرزها حسن الأدب معه، والتواضع بين يديه، قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم، وتواضعوا لمن تعلموه العلم». وأكدت الخطبة أن الدراسة هي السبيل لتحقيق الأماني والأحلام، ولا مكان لمن أهمل العلم وضيع الدراسة، ولجأ إلى الكسل والراحة، ونجاح المرحلة الدراسية أمل يرجوه الآباء والأمهات، وترجوه القيادة الرشيدة بما تبذله من اهتمام بالطلبة ودراستهم، فالطالب لا يكتسب العلم بمجهوده الفردي، فلابد من تضافر الجهود بحسن التعاون بين المدرسة والبيت والطالب، ومسؤولية الوالدين لا تقف عند حدود الإنفاق على الأبناء، بل لابد من الرعاية العاطفية والتحفيز والتشجيع، ولقد أدرك الصالحون قيمة التعليم لأبنائهم، فحرصوا على بذله لهم، وتوفير الجو المناسب لذلك. واستدل الأئمة بأم سفيان الثوري التي مات زوجها، وأراد ولدها أن يترك العلم ليكفل أمه وإخوته، فقالت له تلك الأم الصالحة العارفة لأهمية العلم وفضله: يا بني اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي فانطلقت الأم تغزل صوفها، وتكافح في حياتها، حتى أصبح ولدها سفيان علما من أعلام المسلمين، وإماما من أئمة الهدى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©