السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد فرصة لاستئصال الخصومة وإعادة المياه إلى مجاريها

العيد فرصة لاستئصال الخصومة وإعادة المياه إلى مجاريها
16 نوفمبر 2010 20:08
يحمل العيد هدايا المحبة والتسامح والتصافح، ليطرق بتلك القيم أبواب القلوب والعقول ويقف مع كل روح، ويهمس في طياتها بما يسر لتهدأ به كل نفس، ففي هذه الأيام تتسع روح الجوار بالحوار، وتتآلف القلوب بالسؤال عن الحال والأحوال، ويتجدد فيه الاتصال بالتواصل، فهي فرصة للمتخاصمين والمتنازعين لقلب صفحة المشاحنات. يعد العيد فرصة لعودة المياه إلى مجاريها بين الأهل والأصحاب والأقارب، إلى ذلك، تقول أمل النعيمي «لا أعتقد أن الإنسان المسلم بحاجة إلى انتظار العيد ليجدد علاقاته بين الجميع، فالمحبة يجب أن تكون بوصلتنا دائما لاستمرار حياتنا مع الآخرين. في الوقت الحالي وضمن واقع الحال الذي يعلق الجميع عليه شماعة التقصير مع الآخرين، مثل الوقت والانشغالات والكثير، وما هي إلا أعذار واهية للهروب من المحاسبة الذاتية». تجديد العلاقات تقول ابتسام الحداد «العيد فرصة يجب أن ننتهزها لتجديد علاقاتنا الاجتماعية للتواصل مع الأصدقاء والأقارب وصلة الرحم بالمصافحة أو المعانقة وتبادل التهاني والوقوف مع الذات لترميم الأخطاء، وأن نفتح صفحة جديده مع النفس أولا والعزم على عدم الوقوع في نفس الأخطاء ثانيا». وتضيف «يجب أن نتسامح مع الآخرين ونستقبل العيد بقلوب عامرة بحب الناس وحب الخير لهم فيجب أن نبادر بسلوك إيجابي لكسر الحواجز بكلمة طيبة نهنئ بها من نحب بالعيد السعيد أو ابتسامة ننقي بها ما علق في نفوسنا من عتب أو غضب جراء موقف جرح مشاعرنا صدر من صديق أو قريب وفي كثير من الأحيان تكون بدون قصد الإساءة، فبسبب سوء التفاهم قد تحصل القطيعة والهجر فلا تكلمه ولا تصافحه فيأتي العيد كمناسبة للاتصال واستدراك ما حصل من جفاء وقسوة فحلاوة العيد هي بتجمع القلوب، وفرصة للشعور بالسلام الداخلي». فرحة العيد وتؤكد أمينة إبراهيم «فرحة العيد تتسلل إلى قلب كل صغير وكبير، فتنزاح تلك الجبال الجاثمة على الصدور، ما إن يطرق العيد الباب حتى يستقبل بكل حفاوة وترحيب، ونجد أثره واضحا على الوجوه؛ فالعلاقات الأسرية تذيب الخلافات بين الناس، وتبددها بحيث تتعاضد فيه النفوس». وتضيف «العيد ينشر التسامح بين المسلمين، ففيه تعقد المؤتمرات الأسرية لأن الكل يجتمع تحت مظلة واحدة وعلى تبادل الأحاديث الودية وإثراء المناقشة بين الأفراد، فتنجلي تلك المنغصات فيكون للتواصل، إنما هو طريق لرضا الخالق جل جلاله». يقول أحمد العناب «في عيد الأضحى فرص عظيمة يجب أن يستثمرها المسلم في بر الوالدين وصلة الأرحام ورأب صدع الأسر وإصلاح ذات البين، وإعادة معنى السكن للحياة الزوجية المتعثرة، وإزالة كل وساوس الشيطان وتصفية القلوب المتخاصمة، كما أن فيه فرصة لتوطيد العلاقات بين المسلمين، حيث يزرع في قلوبهم المودة والرحمة، ويربيها على حب الخير للآخرين، ويدرّبها على معالجة المشكلات الاجتماعية». وتتابع «لا ينبغي أن تمر أيام العيد كما تمر غيرها من الأيام، وإنما ينبغي أن نقف عندها وقفة صادقة متأملة، نراجع فيها أنفسنا وضمائرنا وتصرفاتنا. ولعيد الأضحى مذاق خاص فلا يكتمل هذا المذاق إلا بالتسامح والرحمة والإحساس الراقي ببعضنا البعض وبث روح المؤازرة، والاستعداد للخير وطيبة العمل؛ فأيام العيد ليس فيها مكان للشحناء والبغضاء، بل هي أيام ود وحب وعفو وصفح، وهو ليس احتفالا فرديا، بل هو فرح الأمة جميعا». وتبين العناب «جاءت الشريعة مؤكدة أن يكون الفرح والابتهاج للجميع، بداية بأحق الناس وهما الوالدان، وانتهاءً بغيرهما ممن تربطنا بهم علاقة رحم أو صداقة أو جيرة، والدليل على ذلك ما جاء به الهدي النبوي من توزيع لحم الأضاحي على الفقراء والمساكين يوم العيد؛ وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث كيما تسعكم، فقد جاء الله تعالى بالخير فكلوا، وادخروا، واتجروا، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى»، مؤكدة أنه «لن يتمكن أيُّ نظام في العالم من توفير الطعام بهذا الشمول والتكامل للفقراء كما تحققه الشريعة الإسلامية». مقومات أخلاقية لعيد الأضحى مقومات أخلاقية واجتماعية على كل مسلم التقيد بها للوصول إلى أعلى مراتب الرسالة السامية التي خلق لأجلها الإنسان، وهي عبادة الله واستخلافه في الأرض وإقامة العدل ونشر الخير والفضيلة. إلى ذلك، تقول حسن أحمد «شرع الله لنا عيدين لإظهار الفرح والسرور وصلة الأقارب ولقاء الأصدقاء بما فيه من التماسك والتقارب الاجتماعي ونبذ التخاصم والتهاجر الذي يضر بهذا النسيج المجتمعي الصحي وفي هذه المناسبات فرصة لنسيان أخطاء من أساء إلينا بأن نبادره أو يبادرنا بالمصالحة. وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم «لا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال». وتنفيذا لوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم «تهادوا تحابوا» فما أعظم هذا الدين الذي شرع لنا هذه الأعياد والمناسبات لنفتح صفحة جديدة للتسامح واستئصال شأفة الخصومة». وتقول ميرة قاسم «للعيد بهجة تلتقي بمن تربطك صلة رحمهم فقط لم يعد التواصل الاجتماعي ذو مكانة كالسابق ربما حلت مكانها رسائل البلاك بيري وما شابهها، وبعد فظ لقاء الأهل تجلس أمام شاشة التلفاز أو الفيس بوك أو المقهى وهكذا أصبح للعيد بهجة إلكترونية على الرغم من حرصنا الشديد على تعليم أولادنا تعاليم أصول استقبال العيد وسنته وربما عرجنا لتعليمهم صنع الكعك وفرحته ونحن بعيدين كل البعد عن لونه ورائحته».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©