الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال..ضربات أميركية ضد حركة «الشباب»

5 سبتمبر 2014 23:53
كريج ويتلوك محلل سياسي أميركي كشفت «البنتاجون» يوم الثلاثاء الماضي أن الولايات المتحدة حاولت قتل زعيم «حركة الشباب» المسلحة خلال غارة جوية شنتها على الصومال، حيث تم إطلاق عدة صواريخ «هيلفاير» وإسقاط ذخائر أخرى على معسكر على الساحل الجنوبي للبلاد. واتضح في وقت لاحق أمس الجمعة أن الهدف «مختار أبو زبير»، وهو القائد المعروف على نطاق أوسع باسم «أحمد عبدي جودان»، قد هلك في الضربة الجوية التي تم شنها يوم الاثنين الماضي من دون طيار. وتُعد هذه أعنف عملية عسكرية تقوم بها الولايات المتحدة في الصومال خلال عام تقريباً، والتي جاءت في الوقت الذي تواجه فيه إدارة «أوباما» بالفعل أزمات أمنية في العراق وسوريا وأوكرانيا. وقال «جون كيربي» السكرتير الصحفي للبنتاجون إن قوات من العمليات الخاصة شنت الهجوم عقب حصولها على «معلومات استخباراتية» نادرة عن مكان «جودان»، والذي يعد شخصاً بعيد المنال نجا من تهديدات داخلية وخارجية منذ توليه قيادة حركة «الشباب» عام 2007. وحسب «كيربي» فإن طائرات أميركية من دون طيار وطائرات أخرى دمرت مجمعاً يشتبه أن يكون تابعاً للحركة وسيارة بالقرب منه. واعترف السكرتير الصحفي أن الهدف هو قتل «جودان»، العقل المدبر المشتبه به للعديد من الهجمات في المنطقة، ومن بينها مقتل عشرات الأشخاص في مركز تجاري بكينيا العام الماضي. وأضاف «كيربي» أن الجيش ما زال يقَيم عواقب الهجوم، وإذا كان قد حقق نجاحاً. لكنه ذكر أن مقتل «جودان» «ضربة كبيرة جدا للحركة، وكذلك لقدرتها على شن هجمات إرهابية». «الشباب» حركة جهادية تابعة لتنظيم «القاعدة»، وقد ولدت الحركة في الصومال التي تعاني اضطرابات مزمنة، وحولت نفسها من التمرد المحلي إلى جماعة إرهابية إقليمية نفذت هجمات في كينيا وأوغندا. كما تعاونت الشبكة أيضاً مع فرع «القاعدة» في اليمن. وبالرغم من أن «جودان» قد أقسم بالولاء لـ«القاعدة»، فإن مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين يختلفون حول مدى التهديد المباشر الذي تمثله الحركة للولايات المتحدة. وقد ذكر «كيربي» في مؤتمر صحفي للبنتاجون أن الجماعة شكلت تهديداً واسعا خارج الصومال، وأكد على أنها استهدفت موظفين أميركيين في شرق أفريقيا. وأضاف «كيربي» أن الولايات المتحدة اتخذت هذا الإجراء بسبب تاريخ الهجمات الإرهابية والعنف المسؤولة عنه هذه الجماعة وتواصل القيام به. ومن ناحية أخرى، ذكر متحدث باسم الحركة أن «جودان» كان موجوداً في موقع الغارة. وقبا التصريح بمقتله يوم أمس، ذكر مسؤولو «البنتاجون» أنهم سيتحرون الدقة . وقد ذُكر من قبل أن العديد من قادة «القاعدة» قد قتلوا أثناء غارات شنتها طائرات من دون طيار في اليمن وباكستان، ثم تبين بعد ذلك أنهم على قيد الحياة. وقال مسؤولون صوماليون إن الضربة الأميركية وقعت بالقرب من مدينة براوة الساحلية، إحدى معاقل الحركة. ولم يوضح «كيربي» أنواع الطائرات التي شاركت في العملية، لكنه ذكر أنه لم يكن هناك أية قوات أميركية على الأرض. وفي الخامس من أكتوبر، 2013، داهمت القوات البحرية الأميركية الخاصة (الفقمات البحرية) منزلا يقع على شاطئ البحر في براوة في محاولة للقبض على «عبد القادر محمد عبد القادر»، وهو مواطن كيني وقائد بارز في حركة «الشباب». ولم تنجح هذه الغارة حيث قال مسؤولون أميركيون إن الفقمات البحرية انسحبت لأن خطر إصابة المارة كان كبيراً. وسبق وأن أعلنت الخارجية الأميركية عن مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على «جودان»، الذي ذكرت أنه مواطن صومالي يبلغ من العمر 37 عاماً. وأشار مسؤولو مكافحة الإرهاب ومحللون إلى أن «جودان» كان جهادياً لا يرحم وأنه قام بإلغاء عدد من المنافسين داخل حركة «شباب»، إما بالقتل أو إجبارهم على الاختباء. ومن ناحيته، قال «حسين محمد الشيخ علي»، وهو مستشار بارز في مجال مكافحة الإرهاب لحكومة الصومال الفيدرالية، إن «جودان» كان طموحاً بشكل خاص، وأنه حاول تنصيب نفسه كزعيم رئيسي داخل تنظيم «القاعدة» الأوسع نطاقاً. وقال إنه سيكون من الصعب بالنسبة للحركة استبداله، لأنه ببساطة عزز كثيراً من سلطاته، كما قام باغتيال العديد من أسلافه. وقال «الشيخ علي» أثناء زيارته يوم الثلاثاء للمجلس الأطلسي، وهو معهد أبحاث بواشنطن، «إن المنظمة هي منظمة الرجل الواحد – جودان ولا أحد سواه». وأضاف أن حركة «شباب» تحت قيادة جودان «أصبحت أكثر كفاءة وفاعلية، لكنها من ناحية أخرى أصبحت أكثر عرضة للخطر». وبعد مقتل «جودان» يرى البعض أن الحكومة الصومالية ستسارع للوصول إلى قيادات الشباب الأقل تشددا في محاولة للتصالح مع بعض فصائل الحركة، ومقتله سيحدث تغييراً في قواعد اللعبة. وترى «برونوين بروتون»، خبيرة في شؤون الأمن الأفريقي بالمجلس الأطلسي، أن «جودان» كان أيديولوجياً أقل منه مقاتلا لكن «لا أحد يعلم في الواقع» ما إذا كان يشكل نفس النوع من التهديد المباشر للولايات المتحدة مثلما هو الحال مع الفروع الأخرى التابعة لـ«القاعدة». وأضافت الخبيرة أنه بعد مقتل «جودان»، فإن منافسيه الذين تم تهميشهم أو إخفائهم سيحاولون إعادة تشكيل حركة «الشباب» لتعود مرة أخرى إلى التمرد المحلي. وأشارت «بروتون» إلى أن الحركة فقدت كثيراً من التأييد الشعبي بسبب تكتيكاتها الوحشية واحتضانها للمقاتلين الأجانب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©