الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات تروي حكاية حب من أجل القدس

5 سبتمبر 2014 23:54
تحت عنوان «القدس.. حكاية حب»، يقام في العاصمة الأردنيّة عمّان معرض الفنان التشكيلي الأردني (الفلسطيني الأصل) محمد نصرالله، ويضم المعرض عدداً كبيراً من الأعمال الجديدة للفنان، نفّذها بين 2013 و2014، تتعلق بالمدينة المقدّسة، بملامحها الأساسية، ومعالمها التاريخية المقدسة (الإسلامية والمسيحية)، وشوارعها وأزقّتها وأسواقها القديمة. ندخل إلى المعرض الذي تتصدره لوحة ضخمة للراحل محمود درويش، ونقف أمام لوحات بأحجام مختلفة، يستخدم نصرالله فيها التقنيات نفسها التي يشتغل بها منذ بداياته، سواء لجهة تقنية اللون الترابي مع تنويعات بالأزرق والأخضر، أو على مستوى السطح الأملس الذي يوحي بالخشونة، أو حتى لجهة الأسلوب المقارب لتقنيات التصميم الغرافيكي. هذا الأسلوب الذي تميزت به أعمال نصر الله عموما. ففي هذا المعرض، كما في المعارض السابقة، يقف المشاهد في حضرة موسيقا اللون وشاعريته، والتكوينات الجمالية التي تجترح أشكالا وخطوطا ذات قدرة عالية على التعبير، وذلك ضمن سلسلة سردية تروي ثلاثة عناصر أساسية هي: الماء والتراب والسماء، في تمازجها وتعالقها على القماشة، بألوانه الباهرة الجذابة التي تحيل إلى تلك العاصر الجذرية. هذه السلسلة اللونية، توازيها في الحركة والتفاصيل الصغيرة سلسلة درامية للمكان، فيبدو وكأن الفنان يشتغل على لوحة بانورامية تحتشد بالعناصر الفنية المتناغمة، ضمن سياق بصري ومفردات تنتمي إلى اللغة والمناخات نفسها، لتصنع هوية العمل، وتمنحه نكهة وخصوصية هي بصمة الفنان المألوفة. ولو نظرنا إلى تاريخ القدس في التشكيل العربي والعالمي، وهو تاريخ عريق رسمته أصابع فنانين ورحالة كثر، خصوصا من المستشرقين الذين زاروا المنطقة، وتوقفوا في القدس، لوجدنا أن ميزة عمل نصرالله تكمن في هذا التناول البسيط والعفوي مع المدينة ومعالمها، فهو يمسك بأبرز هذه المعالم ليجعل منها أساساً للوحته. وعدا التفاصيل الصغيرة والبارزة في القدس، مساجدها، وتحديدا أقصاها وقبة صخرتها، وكنائسها المجاورة، يلتفت الفنان إلى سمائها وأرضها وبلاط شوارعها القديمة، فيستحضرها على نحو يقارب الحالة الحلمية، بلمسات لونية تتشح بالشاعرية. عن معرضه هذا الذي افتتح في جاليري اللويبدة، في التاسع من سبتمبر الجاري، يقول الفنان نصرالله: «رسمت القدس في طفولتي، ورسمتها في سن الرشد، ودائما تعلمت من جمالها الذي يمنحني الحرية الأرحب، جوهر هذه التجربة أنها أتت من مدينة أعشقها و(لن يقفل باب مدينتنا)». ويضيف الفنان «القدس بخطوطها وألوانها، وفضائها، وأشجارها، وحجارتها، ما زالت تسكنني منذ رسمت لوحتي جدارية «الانتفاضة، القدس» عام 1982.. تلك التجربة التي منحتني أفقاً واسعا لأسير في أزقتها وشوارعها، ولأملأ رئتيّ بهوائها وأنفض عنها غبار الطغيان، وأغسل عيني بضوئها.. تماماً مثل اللوحة البيضاء التي نستطيع أن نرسم على سطحها حياة جديدة، لا تشبه سوى كثافة أرواحنا.. ليست القدس عالما جديدا في لوحتي، بل كل ما عشته يوما ما، وكل ما سأعيشه، ونعيشه غدا». يشار إلى أن الفنان من مواليد 1963 في مخيم الوحدات بعمان، وقد بدأ اهتمامه بالرسم منذ طفولته، متأثرا بالواقع اليومي الإنساني والبصري المحيط به، لكنه ومنذ البداية كان يبحث دائما عن مساحة مختلفة للتعبير عما يراه ويحسه، وقد تجلى ذلك في ما بعد في معارضه المتتالية، وكثيرا ما اشتغل على قصائد شقيقه الشاعر إبراهيم نصر الله وغيره من الشعراء. نصرالله، الذي درس الفن في معهد الفنون الجميلة وحاز على دبلوم فنون من المركز الثقافي الإسباني بعمان، عمل مبكرا على أن يبتكر أسلوبه الخاص والمميز الذي لا يشبه أيا من الأساليب الأخرى في الفن. (الاتحاد ـ عمان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©