الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات هادرة في اليمن ضد تحركات «الحوثيين»

تظاهرات هادرة في اليمن ضد تحركات «الحوثيين»
6 سبتمبر 2014 13:13
تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين أمس الجمعة في العاصمة صنعاء ومدن رئيسة أخرى للتنديد بتحركات جماعة الحوثيين الشيعية المسلحة الهادفة للسيطرة على العاصمة بذريعة «فساد» الحكومة الحالية ورفع أسعار الوقود. وانتشرت وحدات من الجيش اليمني صباح الجمعة في العديد من المناطق الحيوية في العاصمة صنعاء وأغلقت الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي والجمهوري والبنك المركزي اليمني. واحتشد عشرات الآلاف من مؤيدي «هيئة الاصطفاف الشعبي» الموالية للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية في شارع الستين شمال غرب العاصمة صنعاء، رافعين شعار «اصطفاف من أجل اليمن». وندد المتظاهرون الذين احتشدوا في شارع الستين حيث منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، بالاحتجاجات التي تقودها جماعة الحوثيين في صنعاء منذ نحو ثلاثة أسابيع للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء الزيادة السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وحذر المحتجون وبينهم مئات النساء، من عواقب التصعيد الحوثي داخل العاصمة صنعاء على أمن واستقرار المدينة التي يقطنها قرابة 3 ملايين شخص. ويتمركز آلاف المسلحين الحوثيين عند مداخل صنعاء منذ 18 أغسطس الماضي، بينما يعتصم مئات غير مسلحين قرب مبنيي وزارة الداخلية والتلفزيون الرسمي في شمال العاصمة صنعاء في إطار ما أسمته الجماعة المذهبية بـ«التصعيد الثوري» ضد الحكومة «الفاسدة». وردد المتظاهرون، وكثير منهم من مؤيدي حزب الإصلاح الإسلامي السني الشريك في الائتلاف الحاكم، :«اصطفاف اصطفاف، لا تفرق لا اختلاف. . اصطفاف اصطفاف، لن نقبل بالالتفاف». كما هتفوا وهم يرفعون الأعلام الوطنية: «يدي بيدك يا يمني. . نحمي مكتسبات وطني»، «بالروح بالدم نفديك يا يمن»، «نقولها بالصوت العالي. . نحن فداء اليمن الغالي». وقال خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، وهو زعيم حزب الرشاد السلفي محمد العامري،: «خرجنا اليوم لنقول لا للفوضى والعنف، نعم للجمهورية والوحدة»، لافتا إلى أن عمال قطع الطرقات ونصب حواجز التفتيش تتنافى كليا مع مطالب الشعب بتحسين الوضع الاقتصادي وفرض هيبة الدولة على مختلف مناطق الجمهورية. ودعا العامري الحكومة الجديدة والمزمع تشكيلها في موعد أقصاها الاثنين المقبل بـ«معالجة معاناة الناس ومحاربة الفساد وإزالة الظلم». وكان الرئيس اليمني وافق الثلاثاء الفائت على إقالة الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون أسبوع، وأمر بخفض أسعار الوقود في سياق مبادرة سياسية أطلقها لإبعاد شبح الحرب الأهلية، إلا أن الجماعة الحوثية سارعت برفض المبادرة واعتبرتها «التفافا على مطالب الشعب». وفي المقابل أدى آلاف من سكان العاصمة صنعاء صلاة الجمعة أمس في شارع المطار، شمال المدينة، تأييدا لجماعة الحوثيين التي أعلنت عن «بدء الخطوات التصعيدية الصادمة». وأكد التجمع الحاشد الذي تسبب بإغلاق الطريق إلى مطار صنعاء لساعات إصراره على الاستمرار في الانتفاضة حتى إقالة الحكومة وإلغاء قرار الزيادة السعرية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي أختتم فعالياته أواخر يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي. وذكر موقع أنصار الله، وهو المسمى الذي يتخذه الحوثيون، أن المتظاهرين باركوا قرار «التصعيد الصادم» وأكدوا استعدادهم المشاركة فيه «مهما كان الثمن». ودعا خطيب صلاة الجمعة في شارع المطار، عدنان الجنيد، الرئيس هادي إلى سرعة تلبية مطالب المحتجين. ودعت اللجنة المنظمة لاحتجاجات الحوثيين في صنعاء أنصارها إلى الاحتشاد يومي الأحد والاثنين في ساحات عامة سيعلن عنها في حينه، وطالبتهم برفع «شارات صفراء» للدلالة على بدء عصيان مدني في جميع مؤسسات الدولة، محذرة في الوقت ذاته السلطات اليمنية بأنها ستدعو لاحقا إلى رفع الشارات الحمراء في حال عدم الاستجابة لمطالبها. وشهدت العاصمة صنعاء أمس انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا، خصوصا بالقرب من القصور الرئاسية والمنشآت الحكومية الحيوية، وهو ما زاد من حالة التوتر والقلق التي يعاني من سكان المدينة منذ أسابيع. وأغلقت قوات الحرس الرئاسي الطرق المؤدية إلى القصرين الجمهوري والرئاسي وسط وجنوب العاصمة، كما منعت المركبات من المرور بجوار مبنى البنك المركزي اليمني حيث انتشرت مدرعات وآليات عسكرية عديدة، في حين حلقت مروحيات عسكرية على مستوى منخفض فوق العاصمة صنعاء أثناء التجمعين الحاشدين في شارعي الستين والمطار. وقال مسؤول في الرئاسة اليمنية لـ(الاتحاد): “الوضع متوتر للغاية. الحسم العسكري وارد في حال صعد الحوثيون من تحركاتهم الهادفة لإسقاط النظام”. من جهة ثانية، انقطع التيار الكهربائي في العاصمة صنعاء وغالبية مدن البلاد أمس الجمعة بسبب خروج محطة الطاقة الرئيسية عن الخدمة إثر تعرض خطوط نقل الطاقة لـ«عمل تخريبي». وذكر مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء أن خطوط نقل الطاقة في منطقة حدودية بين محافظتي الجوف ومأرب تعرض لاعتداء بسب المواجهات المسلحة التي تدهور هناك نحو أسبوع بين قبائل محلية مسنودة بوحدات من الجيش ومليشيات تابعة لجماعة الحوثيين التي تتمركز في محافظة صعدة الشمالية منذ تمردها على صنعاء في 2004. وقُتل مالا يقل عن عشرة مسلحين وأصيب آخرون أمس باستمرار الاشتباكات المذهبية الدائرة في بلدتي »مجزر« شمال مأرب، و«الغيل» جنوب الجوف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©