الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند والإمارات ترجمتا حيويتهما إلى شراكة سريعة النمو

الهند والإمارات ترجمتا حيويتهما إلى شراكة سريعة النمو
17 أغسطس 2015 22:26

صدر اليوم في أبوظبي في ختام زيارة دولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يومي 16 و17 اغسطس بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة البيان المشترك التالي:

قام دولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة يومي 16 و 17 أغسطس بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الهندي التي تعد الاولى لرئيس وزراء هندي للدولة منذ 34 عاما لتدل على انطلاقة نحو شراكة استراتيجية جديدة وشاملة بين الهند والإمارات في عالم يشهد تحولات عديدة وفرص وتحديات متغيرة.

ضربت دولة الإمارات، خلال العقود الأخيرة، المثل من خلال تقدمها الاقتصادي على أنها قصة نجاح عالمية حيث تحولت إلى دولة إقليمية رائدة ومركزا عالميا نشطا وحيويا يستقطب البشر والأعمال من كل أنحاء العالم. وبالمقابل، برزت الهند كواحدة من الدول العظمى الكبرى في العالم التي تساهم في تعزيز السلم والاستقرار العالمي.

إلى ذلك، أصبحت الهند بفضل نموها السريع وبرامج التحديث ومواردها البشرية الموهوبة وسوقها الضخم واحدة من أعمدة الاقتصاد العالمي.

لقد استطاعت الهند والإمارات ترجمة الحيوية التي يتمتعان بها إلى شراكة اقتصادية حيوية وسريعة النمو والتوسع مما جعل الهند تصبح ثاني اكبر شريك تجاري للإمارات والتي احتلت بدورها المركز الثالث كأكبر شريك تجاري للهند وبوابتها للمنطقة وما وراءها.

تمتد جذور العلاقات التجارية والثقافية وصلات القرابة بين الهند والإمارات إلى قرون. واليوم، تعتبر الجالية الهندية العاملة في الإمارات -التي تبلغ أكثر من 2.5 مليون- من أكبر الجاليات في المجتمع الإماراتي النابض بالحياة والتي تساهم في تجربة الدولة الاقتصادية الناجحة. ولهذه الجالية، إسهامات اقتصادية كبيرة في الهند أيضا. كما أنها تشكل رابطة إنسانية أزلية للصداقة بين البلدين.

وتشكل آخر الاتفاقيات الشاملة في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن وإنفاذ القوانين والثقافة والخدمات القنصلية والصلات بين الشعبين أساسا صلبا للارتقاء بالتعاون المشترك إلى آفاق أرحب على كل الأصعدة في إطار العلاقة بين البلدين.

واليوم، وفي ظل جهود الهند في تسريع خطى الاصلاحات الاقتصادية وتحسين بيئة الاستثمار والأعمال وتحول دولة الإمارات على نحو متزايد إلى اقتصاد متقدم ومتنوع، تبرز امام البلدين فرص امكانية بناء شراكة اقتصادية تحويلية لا تهدف الى استدامة الرفاهية في البلدين فقط بل تساهم في دفع التقدم والتنمية في المنطقة من اجل تحقيق رؤية القرن الآسيوى.

ومع ذلك، تواجه رؤية البلدين حول التقدم والرفاهية كثيرا من التحديات والمخاطر التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة. وهنا تبرز أهمية وحيوية الجهود المشتركة لمعالجة هذه التحديات استنادا إلى المثل والقيم والمصالح المشتركة وذلك من أجل مستقبل البلدين ومنطقتيهما.

تقع الإمارات في وسط منطقة الخليج وغرب اسيا وتعتبر مركزها الاقتصادي الكبير والحيوي اما الهند التي يقيم 7 ملايين من مواطنيها في الخليج فلديها مصالح كبرى في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار في المنطقة.

والإمارات والهند لديهما التزام مشترك نحو الانفتاح على العالم والتعايش السلمي والوئام الاجتماعي القائم على التقاليد الثقافية والقيم الروحية والتراث المشترك فالامارات تقدم اليوم نموذجا مشرقا لمجتمع ذات ثقافات متعددة فيما تعتبر الهند دولة ذات تنوع وتعددية دينية وثقافية فريدة من نوعها.

تعرب الإمارات والهند عن رفضهما ونبذهما للتطرف وأي رابط بين الدين والإرهاب كما يدينان أي جهود حتى إذا كانت من قبل الدول التي تستخدم الدين لتبرير ودعم ورعاية الإرهاب ضد البلدان الأخرى.

كما يستنكر البلدان أي جهود من البلدان الاخرى تضفي الطابع الديني والطائفي على القضايا والنزاعات السياسية خاصة في غرب وجنوب اسيا وكذلك استخدام الارهاب لتحقيق الاهداف.

ويشكل القرب الجغرافي والتاريخ والتقارب الثقافي والروابط القوية بين الشعبين والعوامل الطبيعية المشتركة والآمال والتحديات المشتركة أسسا صلبة لإقامة شراكة استراتيجية طبيعية بين الهند والإمارات. ورغم ذلك، لم تواكب العلاقات بين الحكومتين في الماضي النمو المضطرد في العلاقات بين الشعبين وامالهما في هذه الشراكة.

وعليه، لم تكن الحاجة إلى شراكة استراتيجية تبدو أشد قوة وأكثر إلحاحا وأكثر جدوى في آفاقها عبر الزمن إلا في هذه الأوقات المضطربة.

اتفق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندي في أبوظبي اليوم على انتهاز هذه الفرصة التاريخية من المسؤولية المشتركة لرسم مسار جديد للشراكة بين البلدين في القرن الواحد والعشرين.

وقد اتفق قادة البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة وتنسيق الجهود المشتركة بين البلدين لمكافحة التطرف واساءة استخدام الدين من قبل الجماعات والبلدان في التحريض على الكراهية وارتكاب وتبرير الاعمال الارهابية او لتحقيق الاهداف السياسية.

وفي هذا الإطار، سيعمل الطرفان على تسهيل تبادل الزيارات المنتظمة بين علماء الدين والمثقفين وعلى تنظيم المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تعزيز قيم السلام والتسامح والمشاركة والرفاهية المتأصلة في كل الأديان.

كما اتفقا على استنكار ورفض الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره بغض النظر عن المكان الذي يقع فيه وأيا كان مرتكبه.

ودعا الطرفان كافة الدولة إلى رفض وعدم استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى وإلى تفكيك بنيات الإرهاب الأساسية وإحضار مرتكبي الأعمال الإرهابية إلى العدالة.

كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية وبناء القدرات والعمل معا من أجل تبني المعاهدة الشاملة المقترحة من قبل الهند حول الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة والعمل من أجل تنظيم وتبادل المعلومات والتحكم فيها فيما يختص بتدفق الأموال التي قد تستخدم لتمويل نشاطات التطرف وكذلك التعاون في تجريم ومنع التدفقات المالية غير القانونية واتخاذ الإجراءات ضد الافراد والمنظمات التي تقف وراء ذلك وتعزيز التعاون في مجالات تنفيذ القوانين ومكافحة غسيل الاموال وتهريب المخدرات والجرائم العابرة للحدود واتفاقيات تسليم المجرمين وتدريب قوات الشرطة..وتعزيز التعاون في مجالات امن الفضاء الالكتروني بما فيها حظر استخدام الانترنت للترويج للارهاب والتطرف وتهديد السلم الاجتماعي.. وإجراء حوار بين مستشاري الامن القومي والممثلين الكبار في مجالس الامن القومي في البلدين كل ستة اشهر وان يشكل الطرفان حلقات اتصال بين وكالات الامن من اجل رفع كفاءة التعاون العملياتي ..وتعزيز التعاون لحماية الامن البحري في الخليج والمحيط الهندي من اجل حماية امن ورفاهية البلدين .. وتعزيز التعاون المشترك في مجال المساعدات الانسانية والاخلاء اثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات ..وتقوية العلاقات في مجالات الدفاع من خلال التمرينات العسكرية الدورية وتدريب القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة وقوات خفر السواحل.

وفي هذا الصدد، رحبت الهند بشدة بمشاركة الإمارات في العرض العسكري للأسطول الدولي في الهند في فبراير 2016 .. كما اتفق الطرفان على مساهمة الإمارات في تصنيع معدات الدفاع في الهند والعمل سويا من أجل تعزيز السلام والمصالحة والاستقرار والمشاركة والتعاون في جنوب اسيا والخليج وغرب اسيا.

كما اتفق الطرفان على دعم الجهود الرامية لحل النزاعات بالوسائل السلمية والالتزام بمبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فيما يتعلق بعلاقات الدولة وتسوية النزاعات.. ودعوة الدول الى الوفاء بكل احترام وجدية بالتزاماتها تجاه حل النزاعات بالمفاوضات الثنائية والسلمية من دون اللجوء إلى العنف والإرهاب.

كما اتفقا على إقامة حوار استراتيجي أمني بين حكومتي البلدين والاعتراف ببروز الهند كوجهة جديدة لفرص الاستثمار خاصة في ظل مبادرات الحكومة الجديدة لتسهيل التجارة والاستثمار وتشجيع المؤسسات الاستثمارية الاماراتية على زيادة استثماراتها في الهند من خلال انشاء الصندوق الاماراتي الهندي للاستثمار في البنيات الأساسية لجمع 75 مليار دولار لدعم خطط الاستثمار في الهند وللتوسع في الجيل القادم من مشاريع البنيات الاساسية في السكك الحديد والموانئ والطرق والمطارات والمناطق الصناعية.

كما اتفق الطرفان على تسهيل مشاركة الشركات الهندية في مشاريع تنمية البنيات الأساسية في الإمارات ودعم الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة من خلال مشاركة الإمارات في تطوير احتياطيات البترول الاستراتيجية وقطاعات استكشاف وانتاج وتوسيق النفط في الهند وكذلك الاستثمار المشترك في البلدان الاخرى وزيادة التبادل التجاري بين البلدين والاستفادة من موقع البلدين الاستراتيجي وبنياتهما الاساسية للتوسع التجاري في المنطقة والعالم بهدف زيادة التجارية بين البلدين بنسبة 60 % خلال الاعوام الخمسة القادمة.

كما اتفقا على الاستفادة من خبرات الهند في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم لإيجاد قاعدة صناعية حيوية في الإمارات التي تعود بالنفع على الشركات الهندية أيضا وعلى تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم المتطورة في الإمارات والجامعات ومؤسسات البحث العلمي في الهند في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والزراعة في الاراضي القاحلة والبيئة الصحراوية والتنمية الحضرية ونظم الرعاية الصحية المتقدمة.

كما اتفقا على تعزيز التعاون المشترك في مجال علوم الفضاء بما في ذلك تطوير وإطلاق الأقمار الصناعية والمنشآت الأرضية وتطبيقات علوم الفضاء.

وفي هذا الصدد، رحب رئيس الوزراء الهندي بخطة الإمارات إنشاء أول مركز لابحاث الفضاء في غرب آسيا في مدينة العين وخططها لإطلاق مسبار لاستكشاف كوكب المريخ في العام 2021 .. وبالتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية خاصة في قطاعات السلامة والصحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا.

يتيح الاحتفال بالعيد السبعين للأمم المتحدة فرصة لدفع الجهود الرامية لإجراء إصلاحات مبكرة في الأمم المتحدة حيث أكد البلدان ضرورة الاسراع بالانتهاء من المفاوضات بين الحكومات حول إصلاحات مجلس الأمن الدولي.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره للإمارات لدعمها ترشيح الهند لعضوية مجلس الأمن الدولي الدائمة بعد إصلاحه.

ورحب الطرفان بالانتهاء من إعداد أجندة التنمية لما بعد 2015 والجهود الرامية للقضاء على الفقر بحلول 2030 ..وأعرب البلدان عن أملهما في أن يتوصل المؤتمر الدولي حول التغيير المناخي في باريس في ديسمبر 2015 الى اتفاقا فاعل يشمل تقديم الوسائل والتقنيات للدول النامية حتى تتمكن من التحول الى الطاقة النظيفة.

عكست الاستجابة العالمية الكبيرة للاحتفال العالمي بيوم اليوجا مقدرة المجتمع الدولي في السعى نحو مستقبل اكثر سلما وتوازنا وصحة واستدامة للعالم.. وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره للإمارات لدعمها القوي لهذا الاحتفال الذي صادف يوم 21 يونيو 2015 .. وتقدم الهند والإمارات نموذجان مشرقان للمجتمعات المفتوحة ذات التعددية الثقافية وعلى البلدين العمل معا لتعزيز ونشر هذه القيم من اجل مجتمع عالمي سلمي وشامل.

وأكد الطرفان ان الروابط بين الشعبين تحتل مكانة مركزية في إطار العلاقات الثنائية وعلى الحكومتين الاستمرار في تعزيز هذه الروابط من أجل رفاهية الشعبين خاصة العمال.. والعمل معا من أجل مكافحة جريمة الاتجار في البشر.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لقراره بتخصيص قطعة أرض لبناء معبد في أبوظبي.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الهندي رغبتهما في مواصلة القمم واللقاءات والحوارات الدورية على المستويات العليا في إطار الآليات الثنائية من أجل تحقيق رؤيتهما المشتركة لبناء شراكة استراتيجية قوية شاملة.

وأعرب الجانبان عن ثقتهما بأن هذه الشراكة ستلعب دورا هاما في ضمان مستقبل تسوده الرفاهية المستدامة للشعبين وتشكل مسارا جديدا في مستقبل المنطقة وتساهم في جعل آسيا والعالم يتمتعان بالسلام والاستقرار والرفاهية الدائمة.

المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©