كانت (م) تجلس دائماً أمام الإنترنت وتدخل في مواقع عدة، وبسبب حبها للاستطلاع والفضول دخلت غرف (الدردشة) وإذا بالطرف الثاني شاب تتعرف عليه وبدأت المحادثات وتبادل الصور·· طبعاً الشاب بدهائه وخبثه عرف كيف يدخل قلبها بالكلام المعسول والكذب والمراوغة حتى استخدم اسماً مستعاراً واسم عائلة معروفة كان يوهمها بأنه من هذه العائلة·· وذات يوم طلب منها أن يراها ليتقدم لخطبتها وطلب يدها، فصدقت المسكينة، فلبس أفخم الملابس واستعار سيارة فارهة وأحضر لها هدية عبارة عن هاتف جوال وزجاجة عطر غالية الثمن، فهي المسكينة لم تصدق من أول مقابلة هذه الهدايا·· فأخذها الى إحدى الشقق·· ففي البداية خافت ولكنه طمأنها بخبثه وقال لها: إن هذه الشقة هي عش الزوجية حتى سلبها أغلى ما عندها، وعندما بكت وصرخت قال لها سنصحح هذه الغلطة بالزواج، ومرت الأيام وهي تتصل به والهاتف مغلق وذات يوم قرأت قصة لإحدى الفتيات على الإنترنت مشابهة لقصتها واتصلت بها وجلست معها وقالت لها قصتها فعلمت أن هذا هو الذئب البشري الذي سلبها شرفها، وهنا انهارت وبكت وخشيت أن تقول لأهلها كونهم من أسرة محافظة وبدأت تعاني آلاماً نفسية وجسدية فلجأت الى الأطباء النفسيين وكانت ترقي نفسها بالقرآن حتى خرجت من حالتها وتزوجت من رجل فهم قصتها وعاشت في سعادة·· هذه القصة درس لكل فتاة حتى قبل أية علاقة تفكر في مصيرها والله المستعان·
خالد يوسف الدشتي-عجمان
عدد اليوم
