أكدت مصادر سياسية رفيعة أن تشكيلة الحكومة العراقية التي سلمها المكلف لرئاسة الوزراء حيدر العبادي إلى سليم الجبوري رئيس مجلس النواب عادت إلى العبادي بعد نقاش حول بعض الأسماء المرشحة وان هناك إمكانية لتغييرها في الساعات الأخيرة القادمة، وأكدت المصادر أن العبادي وحسب مصادر مقربة منه هدد بفضح المعرقلين لإعلان تشكيلة الحكومة بالوثائق أمام الرأي العام، وأوضحت المصادر أن إعلان تشكيل الحكومة كان سيعلن ليلة الجمعة لكن أطرافاً من اتحاد القوى الوطنية الذي يمثل الكتل السنية عاد وغير عددا من الأسماء إضافة إلى اعتراضه على مرشح وزارة الدفاع من التحالف الوطني والمرجح أن يكون هادي العامري زعيم منظمة بدر ووزير النقل في حكومة نوري المالكي المنتهية ولايته.
وبينت المصادر أن المالكي قبل بترشيحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية إضافة إلى مرشحين آخرين هما إياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية وأسامة النجيفي زعيم ائتلاف متحدون، وبينت المصادر أن خلافا آخر قد عاد إلى الظهور حول اسم مرشح وزارة الداخلية ووزارة الخارجية والمالية والنفط.
وأشارت المصادر إلى أن القيادي في التحالف الوطني أحمد الجلبي رشح إلى منصب نائب رئيس الوزراء إضافة إلى هوشيار زيباري وصالح المطلك.
وأشارت المصادر إلى أن إعلان تشكيل الحكومة سيكون اليوم السبت أو غدا الأحد على أكثر تقدير وإلا فإن المفاوضات ستنهار مجددا وسيطلب العبادي إعفاءه من التكليف الرئاسي بتشكيل الحكومة.
وأعلن ائتلاف القوى الوطنية الذي يضم غالبية الكتل السياسية السنية امس الاتفاق رسمياً على ورقة موحدة للمطالب تضم الأوراق التي قدمت من التحالف الكردستاني وائتلاف القوى والتحالف الوطني.
وقال عضو الائتلاف خالد المفرجي، إن «الاتفاق تضمن دمج جميع المطالب التي قدمت بعد الاتفاق عليها بورقة واحدة سميت بالورقة الوطنية، التي ستكون البرنامج الحكومي للسنوات الأربع المقبلة، وسيصوت عليها في مجلس النواب لتكون قانونا ملزما».
وأوضح أن «الانتهاء من صياغة الورقة الوطنية تعد الصفحة الجديدة للعراق الجديد، على خلاف المرحلة السابقة التي كانت خالية من أي برنامج حكومي مع عدم التزام في تطبيق ما يعلن عنه».
وأضاف المفرجي أن «الورقة الوطنية شكلت جميع مطالب العراقيين من جميع المكونات، وأمامنا أصبحت فرصة حقيقة لاستبدال زمن الظلم والتهميش والإقصاء بزمن الوحدة والتآلف للخلاص من الفقر والظلم».
لكن ائتلاف متحدون للإصلاح، اعلن امس وجود عدم جدية وتلكؤ بتناول المطالب من قبل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، مبينا أن الاجتماعات مازالت متواصلة بهدف متابعة المستجدات.
وقال الائتلاف في بيان «تم تشكيل هيئة عليا مسؤولة عن حسم القرار النهائي فيما يتعلق بالتفاوض حول تشكيل الحكومة، وان اللجنة فوضت من قبل التحالف باتخاذ القرارات المناسبة، وتضم رئيس الائتلاف أسامة النجيفي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، والنائبين صالح المطلك وجمال الكربولي».
وأضاف أن «الهيئة وجدت تلكؤا وعدم جدية بتناول المطالب والحقوق من قبل رئيس الوزراء المكلف وبخاصة فيما يتعلق بوزن المكون، مما دعا الهيئة إلى التحفظ»، مشيراً إلى أن «الهيئة قدمت طلبات محددة تهم جماهير المحافظات الست».
ولفت إلى أن «الاجتماعات مازالت متواصلة بهدف متابعة المستجدات والتعامل معها بما يحفظ حقوق وطلبات ووزن المكون الذي تمثله».
إلى ذلك، دعت المرجعية العليا في النجف المتمثلة بعلي السيستاني، امس ?مجلس ?النواب ?العراقي ?إلى ?العمل ?على ?إنهاء ?أزمة «?مجزرة» ?طلبة ?القوة? ?الجوية ?في ?قاعدة ?سبايكر ?بمدينة ?تكريت، ?فيما ?حث ?الكتل ?السياسية ?على ?الإسراع? ?بتشكيل ?حكومة ?لها ?القدرة ?على ?تلافي ?الأخطاء ?الماضية، ?والمستقبلية ?في ?حال? ?وقوعها.
وقال ممثل المرجعية أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة من الحرم الحسيني في مدينة كربلاء إن «من المهمات الأساسية لمجلس النواب هو الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومدى رعايتها للقوانين التي لابد من العمل بها وتشكيل اللجان الدائمة أو المؤقتة، ولعل الأسابيع الماضية شهدت بعض الأحداث الاستثنائية عندما تدهور الوضع الأمني في البلاد ومن هذه الأحداث هي حادثة معسكر سبايكر التي استشهد فيه المئات من أبناء بلدنا وبطريقة وحشية وفي ظروف معقدة ولازال قسم منهم لم يعرف مصيره ولعل بعضهم لازال على قيد الحياة وقد طالب ذوو الضحايا من مجلس النواب معرفة ما حصل بالدقة وأمام الرأي العام، نأمل من المجلس وهو في بدايات عمله أن يوفق للوصول إلى الحقيقة من خلال الأليات التي يمتلكها أو التي يستعين بها مع التأكيد على أن تطوق هذه الأزمة ولا تتعدى المقصرين ومرتكبي الجريمة بعد تشخيصهم لينالوا جزائهم العادل، مؤكدين في نفس الوقت على الإسراع في التحقيق وعدم تأخر معرفة واقع ما حصل داعين ذوي الشهداء لمزيد من الصبر والحكمة مع شدة وقساوة ما هم فيه».
وأضاف الصافي «نأمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تشكيل حكومة وطنية قوية تتمكن من إدارة البلاد بطريقة تتلافى فيها المشاكل الحالية والمستقبلية ومن خلال فريق منسجم كفء ونزيه وحازم ونأمل من الكيانات السياسية أن تكون مدركة لجميع الظروف التي يمر بها البلد الداخلية أو الخارجية وأن تترفع عن إثارة المشاكل الجانبية التي لاتخدم البلاد بل تعمق الخلاف بين أبناء الشعب الواحد، وأن هذه الحكومة عليها مسؤوليات مهمة وكبيرة لابد من النهوض بها ولعل من أهمها أن يشعر المواطنون بالحماية في ظلها الحماية الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ويمكن الاستفادة من التجربة السابقة كثيرا إذا ما أحسنت هذه الحكومة قراءة تلك التجارب وتشخيص الأخطاء فيها بشكل جيد».
وتابع «ومن هذا المنطلق لابد أن يتوفر البرنامج الحكومي على تغذية الروح الوطنية في المسؤول وتعزيزها بشكل عملي في مفاصل وامتدادات الدولة المختلفة والاهتمام بتهيئة ناشئة تحمل الحس الوطني وتجعله الجامع بين أفراد الشعب مع غض النظر عن أي جهة انتماء أخرى طائفية أو فئوية أو عرقية ممهدة بذلك للقضاء على الفساد المالي والإداري المستشريين بشكل لم يسبق له مثيل».
وأكد أن «تقديم مصلحة البلد على المصلحة الشخصية تحتاج إلى جهود تربوية ومن جهة وإلى تطبيقات عملية من جهة أخرى، وأن تناسي هذا المبدا قد يجر إلى تجاذبات سياسية ليس من ورائها طائل بل كل يريد أن يحقق مكاسب آنية بلا أن يلاحظ المصلحة الأساسية للبلد التي لابد أن تكون هي الراجحة في الأزمات السياسية».
إلى ذلك حذر إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي من تقديم مسؤولين? ?فاشلين ?في التشكيلة ?الوزارية ?الجديدة ?، فيما ?شدد ?على ?المزيد ?من ?الجدية ?وإيثار ?المصالح ?الوطنية ?الكبرى ?على? ?المصالح ?الفئوية ?من ?أجل إنجاز ?مهمة ?تشكيل ?الحكومة ?الجديدة ?ضمن ?المدة? ?الدستورية ?وضمن ?شروط ?الكفاءة ?والمشاركة ?الواسعة ?والانسجام.
عدد اليوم
