حماية السياحة

هناك نشاط سياحي وترويجي واضح في الدولة، والمهرجانات لا تتوقف بدءاً من المنطقة الغربية وحتى الشرقية، مرورا بأبوظبي والعين ودبي، نشاط ترويجي ومهرجانات مستمرة على طول أيام العام جعلت البلاد تتحول خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية يقصدها القاصي والداني.. شخصيا وجدت أن هناك مهمة استكشاف جديدة علي القيام بها، فهناك أماكن جديدة ظهرت على الخارطة السياحية في الدولة لم نجد الوقت لزيارتها ومشاهدتها حتى وإن كان من باب الفضول.. وأعرف أن هناك عراقيل تبقى قائمة أمام مهمة مثل هذه، فهناك مسألة الغلاء التي لا تزال قائمة حتى وان كانت التقارير الإحصائية تقول إن نسبة التضخم تتدنى إلى مستويات غير مسبوقة، لكن لماذا إذا لا ينعكس ذلك التدني على أرض الواقع؟ لماذا تبقى أسعار الفنادق من الأعلى على مستوى المنطقة؟ وهو ما يسري أيضا على بقية المنتجات والخدمات السياحية التي لا تصل إليها يد وزارة الاقتصاد أو الجهات المعنية بحماية المستهلك.. تجد مخك لا شعوريا يقوم بمقارنة ما ستنفقه محليا على السياحة الداخلية بما يمكن أن تنفقه في سياحة خارجية شاملة التذاكر والإقامة، والغريب أن المقارنة اللاشعورية تذهب لصالح السفر إلى خارج الدولة لأنها أرخص.. الحياة تتغير والظروف تتغير والأسواق تتغير والأسعار يجب أيضا أن تخضع لقانون التغير لتتماشى مع الحالة العامة لسوق السياحة، فما كان مقبولا في السابق قد لا يكون مقبولا اليوم، وهنا لابد من تدخل الجهات المعنية بالشأن السياحي لضبط الأسعار مرة أخرى، فمسألة مواكبة ما يحدث في الأسواق مسألة ينبغي أن تكون مستمرة ولا تتوقف إلا بتوقف التغيرات والمستجدات، وهذا يندرج ضمن قوانين حماية الاقتصاد الوطني لأن هذه الرقابة تفيد المصلحة العامة وتحافظ على المكتسبات التي تحققت في القطاع السياحي الذي يفترض أنه يساهم بما نسبته 30 في المائة من الدخل القومي، ولابد من الاعتراف أن البرامج الترويجية والمهرجانات لا تكفي وحدها بدون تضافر كل الجهات المعنية من أجل إنجاح السياحة المحلية، خصوصا أن مدن الدولة تملك من الميزات ما يؤهلها لاستقطاب المزيد من السياحة.. وقد تستغرب أن تكون البضائع أو ما يمثل سياحة التسوق هنا في الدولة أرخص من أي مكان آخر في العالم، وهي ميزة أخرى قد لا تتوفر في بلدان كثيرة، فالبضائع أرخص سعرا عن بقية الأسواق، وأعني البضائع ذات الجودة العالية والعلامات التجارية العالمية، بل أنه حتى البضائع المقلدة متوفرة لمن أراد البحث عنها.. سعيد سالم rahaluae@gmail.com