دبي - مصطفى عبدالعظيم:
تشكل تجارة الذهب والمجوهرات في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً هاماً من المنظومة التجارية في الدولة حيث تعد واحدةً من المحركات الرئيسية الدافعة للاقتصاد الوطني، بعد ان نجحت الدولة في ان تصبح لاعباً أساسياً في هذه الصناعة على الصعيدين العالمي والإقليمي· ومما يعزز من قوة هذا الطرح ما تكشفه الدراسات والمسوحات التي تجرى بين الحين والآخر على اتجاهات هذه الصناعة في الإمارات ومقارنتها ببقية دول العالم والتي أظهر الكثير منها تفوق الدولة في نواحى عده خاصة في مجال الإنفاق على شراء الذهب واستحواذ الإمارات على 7% من الطلب العالمي على الذهب·
ويؤكد خبراء في صناعة الذهب أن إمارة دبي تمثل في الوقت الراهن العصب المركزي لتداولات الذهب في العالم، اذا تستحوذ أسواقها على ثمن الذهب المستخرج من المناجم، في حين يبلغ إنفاق المتسوقين على شراء الذهب في الدولة 30 ضعف نظرائهم في بقية دول العالم، بالإضافة الى ان متوسط شراء الأفراد من الذهب يبلغ 30 جراماً سنوياً وهى النسبة التي تزيد 29% عن المعدل العالمي·
ويقول أرشاد خان مدير بورصة دبي للذهب والسلع أحدث بورصة للتداول الإلكتروني لمشتقات السلع في العالم: إن عمليات شراء الذهب في الإمارات ارتفعت بمقدار 110 ملايين دولار أميركي أي بنسبة زيادة تعادل 18% ليصل حجم المبيعات الى 650 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من عام ·2006
ويعتبر أرشاد خان أن الحجم الكلي للاتجار في الذهب والحيوية الاستثنائية التي تتمتع بها أسواق دبي، يعززان أهمية الدور الذي تلعبه العقود الآجلة فيها، مشيراً الى ان سوق العقود الآجلة التي تم اطلاقها في بورصة دبي للذهب والسلع تعتبر منبراً فعالاً في عملية موازنة الأسعار· فالفرص الكامنة في فروق أسعار الذهب بين عمليات التداول للبورصات وكذلك التفاوت السعري بين العقود الفورية والآجلة تعتبر مهمة وذات قيمة كبيرة إذا ما نظرنا إليها من وجهة نظر التجارة العالمية في هذا المجال·
وقدرت دراسة بحثية حديثة متوسط مشتريات الأفراد من الذهب في الإمارات سنويا بنحو 30جراماً وهو ما يفوق المتوسط العالمي الذي لا يتجاوز الجرام الواحد في العام، مما يجعل الدولة الأولى عالمياً في استهلاك الذهب، وقالت الدراسة التي أعدتها ثروت عبدالرزاق حاجي مديرة شركة ''ايه ار واى '' ان دولة الإمارات العربية المتحدة تستحوذ على 7 بالمائة من حجم الطلب العالمي على تجارة الذهب، أي ما يعادل مليار دولار''3,67 مليار درهم'' وذلك لما تتمتع به صناعة الذهب من مقومات هامة تدعم هذا النمو، حيث تعتبر مركزاً رئيسياً لتجارة سبائك الذهب، الى جانب ريادتها في تصنيع واستيراد المجوهرات·
ولفتت الدراسة التي تناولت بالتحليل انماط استهلاك الذهب في الدولة، الى ان الموقع الجغرافي الذي تتمتع به الإمارات على وجه العموم ودبي خصوصاً ساهم بفاعلية في انتشار الذهب والمجوهرات ليس داخل الدولة فحسب، بل امتد ذلك ليشمل منطقة الشرق الأوسط بالكامل· وأوضحت الدراسة ان دبي تعد واحدة من اكبر مراكز إعادة توزيع الذهب إضافة الى كونها من أسرع مراكز الذهب نمواً في العالم، حيث يستهلك المقيمون فيها ما نسبته 35% من الذهب المستورد سنوياً، بينما يتم استهلاك 25% من قبل الخليجيين و20% من الدول العربية الأخرى·
وأشارت الدراسة الى انه نظراً للسمعة العالمية التي تشتهر بها دبي كمدينة للذهب فإن 95 % من السياح يحرصون على شراء الذهب او أحد تشكيلاته· وكشفت الدراسة التى تم التوصل الى نتائجها عبر استطلاع آراء 120 شخصاً، عن العوامل الرئيسية التي تحدد اتجاهات شراء الذهب لدى المستهلكين، حيث أشارت الى ان 23% من المستهلكين يشترون الذهب بغرض الهدايا و21% للأفراح 14% لاعياد الزواج ومثلها لاعياد الميلاد و8% لعيد الحب بينما تتوزع نسبة الـ20% على مناسبات أخرى·
أما فيما يتعلق بالبرنامج الزمني المحدد لفترات الشراء على مدار العام فقد أشارت الدراسة الى ان 39%ممن شملهم الاستطلاع يشترون الذهب لمرات متعددة على مدار العام و34% يشترونه مرة سنوياً و14% كل نصف عام و11% كل ثلاثة اشهر و2% شهرياً·
ولفتت الدراسة الى ان 67% يتجهون لشراء الذهب من عيار 22 قيراطاً بينما يشتري 12% الذهب من عيار 21 ومثلهم للعيار 24% بينما يشتري 8% فقط الذهب من عيار ·18 وفيما يخص الطلب على المعادن الثمينة فقد أشارت الدراسة إلى ان الذهب يحتل الصدارة في الطلب بنسبة 79% مقابل 11% للفضة و10% للبلاتنيوم·
عدد اليوم
