الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة التركية تجني مكاسب تراجع الليرة

السياحة التركية تجني مكاسب تراجع الليرة
28 فبراير 2009 00:32
كانت الشركات التركية تشكو، فيما مضى، حظها العاثر من التقلبات في قيمة العملة المحلية، ومن ذلك التقدم البطيء في مسار انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، أما في هذا العام فقد اهتدت هذه الشركات إلى ميزة انخفاض قيمة العملة المحلية· ففي خلال فترة العام الماضي شهدت الليرة التركية تراجعاً في قيمتها بمقدار الثلث أمام الدولار وبما يقارب خمس قيمتها مقابل اليورو، ما جعل الشركات التركية تشعر بنوع من الارتياح، وبخاصة تلك العاملة في مجال السياحة· لذا فقد أصبح المسؤولون عن السياحة يأملون بأن ميزة انخفاض قيمة العملة سوف تغري الملايين من أصحاب العطلات بالقدوم إلى تركيا حتى في عام يتسم بالركود والكساد· ويقول أحمد باروت رئيس مجلس إدارة اتحاد الفنادق التركي الذي يمثل حوالى 2500 عضو ''أعتقد أن وجودنا خارج منطقة اليورو بات يمنحنا الفوائد والأفضلية''· ولكن ليس هنالك أحد فيما يبدو يتوقع تكرار النمو الذي شهدته الصناعة في العام الماضي عندما قفزت ايرادات السياحة بمعدل بلغ 18,5 في المئة إلى ما يقارب 220 مليار دولار· علماً بأن عدد الزوار الأجانب انخفض في حقيقة الأمر بمعدل 4 في المئة في شهر يناير الماضي، في أول تراجع له في مدة تزيد على عامين· إلا أنه وبرغم البداية البطيئة في إعداد الحجوزات لموسم الصيف المقبل فإن الوزراء والمحللين مازالوا يتوقعون نمواً مقدراً في أعداد السياح في هذا العام· فقد أصبحت تركيا تتطلع إلى وصول موجات من السياح البريطانيين الذين سينأون بأنفسهم عن المنتجعات الشاطئية في منطقة اليورو كنتيجة لضعف قوتهم الشرائية بسبب الانخفاض الحاد في قيمة الاسترليني· وأعلن مشغلو رحلات العطلات في بريطانيا، مثل شركة تي يو ايه ترافيل وشركة توماس كوك، عن نمو كبير في الحجوزات إلى تركيا، فقد قفزت أعداد الحجوزات من بريطانيا في هذا الصيف إلى تركيا بنسبة 25 في المئة عاماً بعد عام مقارنة بانخفاض بمعدل 10 في المئة بالنسبة لصناعة السياحة بأكملها وفقاً لما ذكره المدير التنفيذي لمؤسسة توماس كوك للسفر والعطلات· ومضى يشير إلى أن تركيا قد استفادت الآن من تبني استراتيجية استغلال الأسعار الرخيصة لأراضيها وعمالتها في تطوير فنادق ضخمة من فئة الأربع والخمس نجوم بحيث توفر الخدمة لمجموعة كبيرة من السياح والزائرين ولكن السؤال الأهم سوف يكمن في ما إذا كان هؤلاء السياح سوف يغادرون الفنادق من أجل إنفاق كميات إضافية من الأموال النقدية· وقد اكتسب أصحاب المتاجر في البازار الكبير في اسطنبول خبرات واسعة في عرض السلع بأسعار العديد من العملات الأجنبية في ظل التقلبات المستمرة في عملة الليرة، لذا فإن أولئك الذين يعتمدون على السياح في بيع منتجاتهم سوف يحققون مكاسب جمة من التراجع الحاد مؤخراً في العملة المحلية· وكما يقول اوزجور بيلجيلي الذي يدير متجر عائلته للمصنوعات الجلدية ''بدأنا نأمل في بيع أعداد أكبر من السلع وبأسعار تفوق الأسعار الاعتيادية''، ومضى يقول وهو يشير إلى إحدى الجاكيتات المصنوعة من الجلد ''كانت تباع بسعر 300 دولار في السابق ويمكنني الآن بيعها بسعر لا يزيد على 250 دولاراً''· وفي الوقت الذي يتخوف فيه بعض أصحاب المطاعم والفنادق من إمكانية تخلف السائحين عن الحضور في هذا العام بأعداد كبيرة وبخاصة من روسيا ثاني أكبر مصدر للزوار بعد ألمانيا بسبب ما تعانيه من مصاعب مالية، فقد لخص أحد أصحاب المتاجر الموقف في البازار الكبير قائلاً ''أعتقد أن مسألة العملة تعتبر عاملاً جيداً إلا أننا نشعر بالمزيد من المخاوف بسبب ندرة الأموال بشكل عام''· عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©