الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بايدن» في بكين... زيارة استكشاف وتطمين

20 أغسطس 2011 23:38
بعد يوم آخر من الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية، سعى نائب الرئيس الأميركي "جو بايدن" إلى طمأنة الصين، التي تعد أكبر مقرض خارجي للولايات المتحدة، بأن استثماراتها في سندات الخزينة الأميركية آمنة. وفي هذا السياق، قال "بايدن" لرئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" خلال لقاء بينهما بعد ظهر يوم الجمعة الماضي في جونجنانهاي، المقر الرئيسي للقيادة في وسط بكين: "إننا سنولي اهتماماً كبيراً لسندات الخزينة الأميركية، ليس فقط لأن الصين تمتلك 8 في المئة منها، ولكن أيضاً لأن الأميركيين يمتلكون 85 في المئة منها". وقال "بايدن" خلال اليوم الثاني من زيارته التي دامت أربعة أيام إلى هنا: "إننا نقدر ونرحب بقولكم إن الولايات المتحدة ملاذ آمن ونقدر استثماركم في سندات الخزينة الأميركية"، مضيفاً "وبكل صراحة، أود أن أؤكد على أنه ليس لديكم ما تخسرونه". ومن جانبه شكر "وين" ضيفه "بايدن" على تطميناته التي قال إنها ستستقبل بارتياح كبير من قبل الجمهور الصيني. والجدير بالذكر هنا أن العديد من الأكاديميين والاقتصاديين والمواطنين الصينيين الذين عبروا عن آرائهم على الإنترنت اشتكوا من أن الحكومة تمتلك كمية أكبر مما ينبغي من الدين الأميركي، ما يجعل الصين تعتمد بشكل كبير جدّاً على الصحة الاقتصادية للولايات المتحدة وقوة الدولار. وقال "وين" مخاطباً ضيفه: "لقد بعثتَ برسالة واضحة جداً إلى الجمهور الصيني مفادها أن الولايات المتحدة ستفي بوعدها والتزاماتها بخصوص دَينها الحكومي"، حسب نص مكتوب لتصريحاته باللغة الصينية، مضيفاً: "وذلك سيحافظ على سلامة وسيولة وقيمة سندات الخزينة الأميركية. كما أنني واثق من أن ذلك سيمنح دعماً لثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي". وقال "وين" أيضاً إنه "واثق كليّاً" من أن الاقتصاد الأميركي سيتعافى وينتعش من جديد، ونقلت عنه وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" قوله في هذا السياق "إن رخاء واستقرار الولايات المتحدة مهمان بالنسبة للعالم برمته". والحال أن تصريحات "وين" جاءت بعد أن تلقى "بايدن" تعبيراً مماثلاً عن الثقة من نائب الرئيس "شي جينبينغ"، الزعيم المقبل المحتمل للصين. ففي كلمة له في بداية نقاش جرى حول طاولة مستديرة صباح الجمعة مع رجال أعمال أميركيين وصينيين، حذر "شي" من "تقلبات شديدة" في الأسواق المالية و"عوامل مزعزعة للاستقرار" تؤثر على الاقتصاد العالمي؛ غير أنه قال إن الاقتصاد الأميركي، في رأي الصين، "يتميز بمرونة عالية، ولديه قدرة كبيرة على إصلاح نفسه بنفسه". وهو رأي شاطره "بايدن" خلال الاجتماع الصباحي مع "شي" إذ قال: "لدي ثقة مطلقة وكبيرة في قوة وحيوية ونمو الاقتصاد الأميركي"، مضيفاً "لا أحد راهن أبداً ضد أميركا". كما التقى "بايدن" في وقت لاحق من يوم الجمعة مع الرئيس "هو جينتاو"، الذي وصف نائبَ الرئيس الأميركي بأنه صديق قديم للصين وقال إن زيارته ستساهم في تحسين مستوى التعاون بين البلدين، كما أوردت وكالة "شينخوا"، التي نقلت عن "بايدن" قوله إن الرئيس أوباما "طلب مني أن آتي إلى الصين لكي ألتقي بكم وأعيد التأكيد على التزامنا المطلق بتطوير علاقة قوية ودائمة وإيجابية مع الصين، ولكي أعيد التأكيد على التزامنا مع العالم على نحو أكبر بكثير". هذا وقد سافر "بايدن" يوم السبت إلى إقليم سيشوان الغربي الذي تضرر كثيراً جراء زلزال 2008 وبدأ مؤخراً يجذب عدداً متزايداً من الشركات الأميركية المهتمة بالاستثمار في المناطق الداخلية للصين. والراهن أن زيارة "بايدن" هيمن عليها نقاش محسوس حول التخوفات الاقتصادية العالمية والاضطرابات في أسواق الأسهم الدولية. ومن أجل تجنب الإحراج خلال الزيارة على ما يبدو، مارست وسائل الإعلام الصينية الخاضعة لسيطرة الحكومة الرقابة على خبر يتعلق بشجار نشب مساء الخميس بين أفراد فريق جامعة جورج تاون لكرة السلة وفريق عسكري صيني في مباراة كان يفترض أن تكون ودية. فقد تم محو خبر الشجار بعد ساعة على نشره على موقعين إخباريين رئيسيين على الإنترنت، ولم يُعثر له على أثر يوم الجمعة على مواقع الصحف الرئيسية أو وكالة "شينخوا". وكان "بايدن" قد شاهد مباراة مساء الأربعاء بين فريق جامعة جورج تاون وفريق صيني آخر، ولكن مكتبه لم يكن لديه أي تعليق على شجار مساء الخميس الذي وصفته سفارة الولايات المتحدة في بكين يوم الجمعة بأنه "مؤسف"، ولكنها لم تدل بمزيد من التعليق. يشار إلى أن القيادة الصينية كانت وجهت انتقادات حادة إلى ما تسميه وسائل إعلامها التي تديرها الدولة "إدماناً (أميركيّاً) على الدَّين"، كما عبرت بكين عن قلقها بشأن استقرار ممتلكاتها من سندات الخزينة الأميركية، التي تقدر قيمتها بأكثر من 1.1 تريليون دولار. ولكن في يوم الجمعة لم يتحدث "شي" سوى عن مزايا وفوائد استمرار التعاون بين الولايات المتحدة والصين "في وجه وضع صعب ومعقد للاقتصاد العالمي"؛ وقال إن الصين، بدورها، ستتبع "سياسة مالية ونقدية تقوم على الأخذ بزمام المبادرة" لإدارة النمو وكبح التضخم، الذي وصل إلى 6 في المئة الشهر الماضي، متحاشيّاً التعليق على توقعات بعض الاقتصاديين التي تذهب إلى أن البلاد تتجه نحو "مرحلة صعبة". كيث ريتشبرج - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©